مثلما كان ظهور فيلمه الأول "جنس وأكاذيب وشريط فيديو" عام 1989، كفيلا بتغيير استراتيجيات صناعة السينما الأميركية، فإن الفيلم الأخير Unsane للمخرج والمنتج الأمريكى الشهير ستيفن سوديربرج يبدو أنه سيغير قواعد صناعة الأفلام إلى الأبد.
فالأفلام تتكلف ملايين الدولارات، لكن سوديربرج أصغر فائز بسعفة كان الذهبية والحائز على الأوسكار، قرر أن يخفض التكلفة فى فيلمه إلى أقصى حد، ومن هنا كان قراره باستبدال الكاميرات والمعدات الضخمة بكاميرا موبايل أيفون 7 بلس.
Unsane بدأ عرضه فى 21 مارس الماضى وبدأ عرض الفيلم فى السينمات العالمية وبلغت إجمالى إيرادته حتى 5 إبريل 10 ملايين دولار.
ويحكى الفيلم قصة فتاة انتقلت إلى مدينة جديدة هربا من رجل يتتبعها، وبعد أن واجهت الكثير من الضغوط والصعوبات النفسية قررت أن تذهب إلى مستشفى للأمراض العقلية، غير أنه بعد مدة وجيزة أرادت أن تغادرها، ولكن لم يكن مسموحا لها بذلك وتم منعها كما حاولت والدتها أن تخرجها من هذا المكان غير المناسب لها، وعندما كانت محتجزة كانت تظن أن الرجل الذى يتتبعها يعمل بالمستشفى.
نقلة فى صناعة الأفلام..
وامتدح سوديربرج نتائج التصوير بالأيفون، وقال فى مهرجان برلين للأفلام إنه سعيد بالصورة التى خرج بها الفيلم، مضيفا أن هناك جمهور سيرغب فى مشاهدة الفيلم لمجرد أنه تم تصويره بالأيفون، وأنه لن يلاحظ أحد أى اختلاف فى التصوير.
ويشير إلى أن شخص ليست لديه خلفية أن هذا الفيلم تم تصويره بالأيفون لن يلاحظ أى اختلاف، بل وأعلن أن سيواصل استخدام الأيفون فى أفلامه فى المستقبل.
وشرح أنه شاهد الفيلم من على بعد 40 قدما، وكانت الصورة واضحة ونقية وبجودة عالية، ويرى أنها تجربة رائعة وأنه من الصعب عليه العودة لاستخدام الكاميرات العادية، ويعتقد أن تصوير الأفلام بالأيفون والأجهزة الذكية سيحدث طفرة، وسيغير قواعد صناعة الأفلام فى العالم
مزايا عديدة للأيفون مقارنة بالكاميرات الضخمة.. وعيب وحيدة
أما عن أهم مزايا التصوير بالأيفون اختصار الوقت والجهد، حيث إنك تستطيع نقل الكاميرا لأى مكان خلال ثوان، وأدى ذلك إلى تصوير الفيلم خلال أسبوعين فقط، كما أنك لن تضطر لحفر حفر فى الحوائط لتثبيت الكاميرات والمعدات "حسبما يقول سوديربرج"
أما المشكلة الوحيدة فى استخدام الأيفون كانت أنه يتأثر بالاهتزازات القوية.
أحد الممثلين Joshua Leonard قال إن التصوير فى الأيفون يجعلك تعيش فى عالم الفيلم وشخصياته، بل إنه زود هذا من كفاءة الأداء، لأنه معتاد على التقاط الجمهور الصور له بالموبيل.
ويعتقد سودربرج أنه سيكون هناك ألفة وتواصل قوى بين الجمهور والفيلم لأنهم معتادون على تصوير كاميرا الموبايل، ويعمل حاليا على تصوير فيلم جديد High Flying Bird أيضا بالأيفون له علاقة بكرة السلة.
يذكر أن ستيفن سوديربرج أخرج ما يزيد على 23 فيلما سينمائيا، أولها جنس وأكاذيب وشريط فيديو عام 1989، كان وقتها فى السادسة والعشرين من عمره وحاز بسببه على السعفة الذهبية لمهرجان كان، كما قدم أفلام "تشى" وسلسة "أوشين إيلفن" و"إنفورمنت" و"الألمانى الطيب" و"إيرين بروكوفيتش"، كما أنه منتج ورسام وموسيقى وكاتب ومصور ومونتير وممثل.