بملامحه الصارمة وتعبيراته الجادة، ونظرات عينيه التى برع من خلالها فى اختصار الكثير من الرسائل نجح أن يحتل الفنان الراحل محمود المليجى لقب شرير الشاشة فى السينما عبر أدواره التى قدمها، والتى تميزت برئيس العصابة وفتوة الحارة وغيرها.
ولكن من منا يتوقع أن تلك الشرير الذى حفر صورته فى أذهان جمهوره بالرجل القوى والصارم أن يكون قد بدأ حياته الفنية بنوعية مختلفة بعيدة كل البعد عن الصورة التى تركها عالقة فى الأذهان، والتى لا يُعرف عنها الكثير شىء.
محمود المليجى
فى حين قبل أن يكشر محمود المليجى عن أنيابه، بدأ مشواره مع الفن بأدوار الفتى الأول على خشبة المسرح، ولكنه لم يستمر فيها طويلا لعدم نجاحه من خلالها، لينتقل إلى مرحلة أخرى وهى الكوميديا والتى يخضع صاحبها لجميع النوعيات والأشكال، ومنها تجسيد دور "الست" التى كانت جزءًا مهما فى حياة نجوم الكوميديا، حيث لم تفلت شخصية المرأة من الكوميديانات على الشاشة.
وبالفعل لعب محمود المليجى دور واحدة "ست" فى إحدى المسرحيات ضمن فرقة "رمسيس" سنة 1930، قبل تحوله لأدوار الشر التى برع فيها، وأصبح واحدا من أهم نجوم الزمن الجميل، والطريف أن محمود المليجى لم يلعب دور امرأة فحسب، بل وصل الأمر لتجسيده دور راقصة، وارتدى على أساسها بدلة رقص.
المليجى فى دور امرأة
محمود المليجى أطلق عليه الفنانون العرب لقب "أنتونى كوين الشرق"، وذلك بعد أن شاهدوه يؤدى نفس الدور الذى أداه أنتونى كوين فى النسخة الأجنبية من فيلم القادسية بنفس الاتقان، بل وأفضل، بدأ حياته الفنية فى عقد الثلاثينات من القرن الماضى، وكان مغمورًا فى ذلك الوقت إلى فرقة الفنانة فاطمة رشدى، حيث كان يؤدى الأدوار الصغيرة، مثل أدوار الخادم على سبيل المثال، وكان يتقاضى منها راتبا قدره 4 جنيهات.