من منا لم تمس أغنية "بعيد عنك" لكوكب الشرق أم كلثوم مشاعره وأحاسيسه وذكرياته، من منا لم يتمعن فى معانى كلماتها "بعيد عنك حياتي عذاب متبعدنيش بعيد عنك، مليش غير الدموع أحباب معاها بعيش بعيد عنك"، ويستشعرها وهو مغرم بحبيبه، أو مشتاق لصديقه، أو معذب من الغربة، أغنية تربينا عليها وتعايشنا معها، يكفى أن تستمع إليها وأنت مهموم لتحل عنك كل همومك، وتعود لصفاء نفسك ورومانسيتك وحالة المزاجية المبتهجة.
من يتتبع قصة هذه الأغنية سيقابل كثير من المفاجآت، أولها أن الأغنية فى واقع الأمر لم تكن لأم كلثوم من الأساس، أما المفاجأة الثانية أنها كانت للصوت الملائكى نجاة.
NGA
الحقيقة كشفها الناقد الفنى طارق الشناوى فى أحد أحاديثه، عندما قال إن مأمون الشناوى كان قد كتب كلمات الأغنية لنجاة ولحنها بليغ حمدى لها، وبعد انتهائهم منها، طلبت نجاة عددا من التعديلات على الأغنية، حيث رفضت بعض الكلمات ووجدت أنها لا يمكن أن تغنيها.
حاول بليغ حمدى إقناع مأمون الشناوى بالأمر، لكنه لم يقبله أبدا وشعر أنها إهانة موجهة لأغنيته، وقرر عرض الأغنية على أم كلثوم، وحكى لها كل التفاصيل التى حدثت، وكانت المفاجأة الثالثة فى حكاية هذه الأغنية أن أم كلثوم لم تفعل كما يفعل بعض النجوم وترفض الأغنية، بل إنها قبلت بكل بساطة أن تكون بديلة نجاة دون أن تجرى أية تعديلات على كلمات مأمون الشناوى.