يبدو أن الجدية التى كان يظهر بها فى أفلامه لم تأت من فراغ ولم تكن تمثيلا فقط، بل كانت جزءا لا يتجزأ من شخصيته الحقيقية، هذا ما يؤكده الموقف الذي جمع الفنان الراحل زكى رستم بالفنانة الراحلة صباح فى فيلمها "هذا ما جناه أبى".
القصة بدأت عندما كان يؤدى زكى رستم أحد مشاهده فى الفيلم، واندمج زكى بشكل وجدته الصبوحة "أوفر"، ولأنها تعشق البساطة والبهجة وما فى قلبها على لسانها، ضحكت على شكله وقت اندماجه فى المشهد بصوت عال، فما كان من زكى رستم، إلا أن أوقف تصوير المشهد واقترب منها وصفعها على وجهها صفعة لم تنسها صباح أبدا، وعلى أثر ذلك جرت صباح التى كانت لا تزال فى بداياتها الفنية إلى غرفتها، بعد أن أُحرجت بسبب ما حدث معها أمام كل العاملين بالكواليس.
انتظر زكي رستم قليلا، ليتمالك أعصابه ويبحث عن هدوئه، وقرر أن يزورها فى غرفتها، ودخل واعتذر لها أمام الجميع، ولقنها درسا فى أخلاقيات المهنة ظل معها طوال مشوارها، فلا يجب أن تسخر من أداء أحد مهما وجدته مختلفا عما تتوقعه وهو ما ظلت عليه صباح.