من الصعب أن يتفاجأ أحدهم ممن اعتادوا على السير من موقف عبد المنعم رياض، إذا رأى أشخاص يهرولون ويتسابقون فى فوضى عارمة وقلة نظام، لأنه سيدرك طبيعيا أنهم يحاولون حجز مكان فى مبكروباص متجه للمكان الذى يريدونه، ولن تستعجب أبدا إذا ما وجدت شباب يدخلون إلى الميكروباص من الشباك ويحجزون أماكن لزملائهم الذين سيأتون فى الطريق فى حين أن كبار السن يقفون فى دور المشاهد، ومن الممكن أن ينتظروا فى يوم مزدحم أكثر من ساعتين.
لكن المفاجأة الحقيقة هو القانون الذى وضعه سكان السادس من أكتوبر ممن يتجهون من عبد المنعم رياض إلى ميدان الحصرى، حيث اتفقوا فيما بينهم بتنظيم عملية الركوب خاصة فى الأيام التى تشهد زحاما شديدا لركاب أكتوبر، عين تحدثت إلى إحدى الراكبات والتى قالت: "اتفقنا منذ فترة على تنظيم عملية الركوب والصعود إلى الميكروباص لنتفادى التدافع وعدم التنظيم، حيث نقف فى طابور وننتظر حضور السيارة ويكون الركوب بأسبقية الوقوف فى الطابور، وبالطبع للمرضى وكبار السن وضع مختلف، حيث بالاتفاق نسمح لهم بالركوب دون أن ينتظروا دورهم".
إلى هنا انتهى حديثنا مع هذه السيدة، لكن ظلت المفاجأة قائمة، لقد حدث الأمر بالفعل، اكتشفنا أن النظام أمر وارد التحقيق، وأن الحياة أرقى وأسهل مع قليل من التنسيق والتنظيم والاحترام، المجد لأهالي اكتوبر الذيم بدأوا بأنفسهم نحو خطوة أكثر تحضرا وجمالا ورقيا، وبعد هذه الصور يبقى أن نبدأ جميعا بأنفسنا.