لا يمكن أن تكون من عشاق الغناء اللبنانى ولا تحب أغنيات شمس الأغنية اللبنانية نجوى كرم، التى تعتبر المادة الخام للأغنية الجبلية والشعبية اللبنانية، وإن كنت من متابعيها ستعرف جيدا كيف حاول البعض أن يعكر صفو العلاقة بينها وبين جمهورها المصرى الذى أحبها كثيرا على وضعها واحترم انتماءها لبلادها ولهجتها اللبنانية، وحفظ أغانيها بهذه اللهجة.
القصة بين نجوى كرم وجمهورها المصرى بدأت عندما تم تناقل تصريحات لها أنها لا تحب أن تغنى باللهجة المصرية، ولن تغنى بالمصرى إلا إذا غنى عمرو دياب باللبنانى، طبيعى أن تقوم الدنيا عليها ولا تقعد بعد مثل هذه التصريحات العنيفة بعض الشىء فى حق جمهور يحبها بالفعل، ويقبلها بأغنياتها اللبنانية.
نجوى خرجت بعد هذه الأزمة التى تسببت فى خناقة كبيرة طرفاها جمهورها المصرى وجمهورها اللبنانى، وحاولت أن تصحح الموقف، وتؤكد أن تصريحاتها فُهمت بشكل خطأ وأنها لم تقصد ذلك، وكل ما قصدته أنها لا تعرف الغناء باللهجة المصرية وغير متمكنة منها، وأنها تعتز بلهجتها اللبنانية وتبرع فيها، وتحب جمهورها المصرى وتقدره، ولا تريده أن يكون غاضبا منها.
مرت السنوات على هذه الواقعة، وعلى الرغم من خروجها إلى السطح من حين لآخر، لكن ساعد برنامج أرابس جوت تالنت الذى تجلس نجوى على كرسى لجنة تحكيمه فى أن يوطد العلاقة بينها وبين جمهورها المصرى، خاصة مع تعليقاتها على المتسابقين المصريين وحرصها الدائم على التعبير عن حبها لمصر وفنها وروعة شعبها ومواهبها.
وقررت نجوى كرم أن تطل على جمهورها المصرى على أرض واحدة من أغلى القطع المصرية على قلب الشعب المصرى أرض الفيروز طابا، وأحيت واحدة من أهم حفلاتها وأكثرها حماسا وسط الآلاف من جمهورها المصرى والعربى ضمن فعاليات مهرجان طابا هايتس، وفور صعودها على خشبة المسرح قالت نجوى لجمهورها إنها لا تصدق أنها أخيرا تقف على أرض مصر الحبيبة، وعادت لتفتح هذه القضية الشائكة لتنهيها وأكدت أن ما قصدته وقت أن تحدثت عن الغناء باللهجة المصرية كان أنها لا تجيد اللهجة المصرية، وعاشت عمرها كله تتحدث اللبنانية وتتغنى بها، وتخاف أن تقدم شيئا لا ينال إعجاب جمهورها المصرى، ولذلك قالت أنها تخشى أن تغنى أغنية بلهجة لا تتقنها، لذلك تركت الأمر لكثير ممن يتقنون الغناء باللهجة المصرية من أبناء وطنها لبنان.
ويبدو أن غناء نجوى كرم في مصر أصابها بحالة السحر التى تصيب كل من يزور مصر، ويتمنى أن يعود لها مجددا، حيث قررت نجوى كرم فى قرار استثنائى لم تجرؤ على اتخاذه من قبل، أن تغنى أغنية باللهجة المصرية وتهديها لمصر وشعبها المضياف، وبدأت بالفعل التحضيرات الخاصة بهذه الأغنية، حيث ستفاضل بين أكثر من أغنية وفور أن يقع اختيارها، وتستقر على واحدة ستشرع فى تنفيذها على الفور لتهديها لجمهورها المصرى الذى يعشقها وتبادله هى نفس حالة الحب.