الجزيرة ومكملين علي طريقة أنا أصلا إسرائيلي واسمي دانيال
ربما بدأ التوتر و”الحرقة” تدب في أحاسيس البعض بعد تسريب فيديو اطلقت عليه قناة "مكملين" اسم تسريب سيناء من قناة مكملين يكشف بالصوت والصورة كيف يتم قتل المصريين في سيناء بدم بارد بيد جنود الجيش.. التوتر بسبب الضغط الذي يحدث علي مواقل التواصل وهو ضغط مدفوع مقدما ليشعر المصريين أن مواقع التواصل كلها تتحدث عن فيديو مكملين وهو طبعا غير صحيح بدليل أن الفيديو نفسه لم يحقق حتي ٥٠ ألف مشاهدة حتي الآن.
وهذه المشاهدات اذا تم تحليلها سوف تجد أن هناك ٣٠ ألف أكاونت إخواني من تركيا و٣٠٠ أكاونت في قطر والباقي تم مشاهدته بدافع الفضول المصري المعروف لتجد أن حصيلة المشاهدات الفعلية سوف تتحقق من رجال الجيش المصري في سيناء عندما تتوافر لهم الإمكانات للدخول علي النت وفتح باقة وتشغيل اليوتيوب وسوف يشعرون بالصدمة عندما يجدون أن أحد الممثلين بالفيديو المفبرك يحمل تليفون سامسونج اس ٧ رغم أنه يلعب دور عسكري بسيط في الجيش المصري في حين يرتدي زميلة حذاء لا يقل ثمنه عن ٣٠٠٠ دولار وهو أيضا يجسد دور عسكري بسيط ، وعلي الرغم من رفضي التام “لفصفصة” الفبركة في الفيديو المزعوم لأنه أسهل وأكثر عبطا من التعقيب لكني مضطر لإقحامكم معي في نوبة ضحك عندما نقرر أن نضع أنفسنا مكان العباقرة الذين صوروا وعملوا علي مونتاج فيديو تسريب سيناء ومن الواضح جيدا أنهم كانوا سهرانيين قبلها يشاهدون فيلم ولاد العم ولم يفهموا الكوميكس الشهير الذي انتشر علي مواقع التواصل بصورة شريف منير ومكتوب فوقها “لما صاحبتك تورطك في مقابلة باباها” وتحت صورة شريف منير جملته الشهيرة في الفيلم “أنا إسرائيلي واسمي الحقيقي دانيال” ! بصراحة هذا هو أكثر كوميكسات الفيس بوك تعبيرا عن فيديو قناة مكملين “تسريب سيناء” حيث تعامل مع الشعب المصري علي اساس إنهم “دانيال” لا يعلمون لغة المصريين ولا طبيعة التجنيد التي لا تسمح مطلقا بإطلاق اللحية في الجيش كما ظهر الممثل الإخواني الحمساوي الخايب الذي تحدث مع الضحية قبل تمثيلية قتلهاعلي طريقة الأكشن فى أفلام فريد شوقي ومحمود المليجي حيث كان صوت القلم يسمع في السينما قبل تحرك كف البطل وكان المليجي يقع من فوق الجبل قبل أن تصل قبضة فريد شوقي لوجهه! المهم أن من جسدوا القتلي في الفيلم الكارتوني جسدوا أدوارهم جيدا لكن للأسف يبدو أن هناك عجز في ميزانية الفيلم ظهرت من خلال “الاستايلست” الذي استعان ببعض ملابس وكالة البلح ليرتدي كل عسكري زي مختلف عن زميله بخلاف التي شيرتات المرسوم عليها اشكال والوان وبنطلونات الجنود “المحزقة” ونظافتها التي تؤكد أنها “لسه جايه من علي الحبل”.. تقصير شديد جيدا من المخرج المنفذ الذي استعجل في اختيار لوكيشن التصوير لأن طبيعة الأرض التي تم تصوير الفيديو عليها تختلف شكلا وموضوعا عن الأرض التي ظهرت عليها جثث الإرهابيين في بوستات المتحدث العسكري وهناك تقصير أيضا في “الكاستينج” لأن لغة الجندي المصري الذي تحدث مع الممثل الذي جسد دور الضحية كانت بدوية أو عراقية أو ربما فلسطينية حمساوية والثلاثة ليسوا موجودين ضمن قواتنا ولا يتم تجنيدهم في الجيش المصري الذي اكتسب دعاية غير عادية بهذا الفيديو المفرك حيث صدق البعض أن الفيديو حقيقي لكنهم كانوا مع قتل الررهابيين في أرض المعركة لزن المحاكمات لا تشفي غليل أسر شهداء الجيش والشرطة بالشكل الكافي! الحقيقة أنني استمتعت جدا بالفيلم القصير الكوميدي الذي إن دل علي شئ إنما يدل علي أن التمويل القطري والتركي بدأ يضعف بدليل الإمكانيات الضعيفة والتوفير في التصوير والمونتاج وأعتب علي السادة الممولين لهذا الفيلم المسخرة لأن الجيش المصري يستحق أضعاف هذا الصرف حتي لو كان الهدف تشويه سمعته. في نفس الوقت لا ألوم القائمين علي فبركة تسريب سيناء أبدا لأننا بمتابعة بسيطة سوف نجد أن الجهبذ اللي فيهم هو "تميم" و “اردوغان".. لذلك من الطبيعي أن يكون هذا الفيديو هو أقصي امكانيات الفريق اللي تحتهم الذين لا يهتمون سوي بمخاطبة الشباب “الكيوت” اللي هيروحوا لفكرة حرام نعمل كده في الإرهابيين لانهم بشر زينا رغم علمهم وثقتهم الكاملة إن الفيديو تمثيلية مفبركة لكن “الفانز” علي صفحاتهم طمعانين في “محن” النشطاء.