"والموج يجيبك ويوديك وأنت ما تتخذ قرار وأنا أنتظرك تتحرك وأنت ساكن مثل الحجر".. مثلت هذه الكلمات حالة من الانتعاشة في مسامع جمهور المزيكا البديلة في العالم العربي، وعدت سببًا من أسباب اشتعال فتيل شهرة فرقة تسمى "المربع"، اقتحمت بقوة مجال الإندي ميوزيك في وقت قياسي، وحفرت اسمها بحروف من ذهب وسط زحام التجارب الغنائية العربية.
"المربع" اسم اختاره الرباعي محمد عبد الله وعدي وضرار شوقفة وطارق أبو كويك، ليعبر ببساطة معناه عن التكامل من وجهة نظرهم بين أعضاء الفرقة الأربعة آنذاك، فهو كناية عن الترابط بين رباعي أضلاعه، وفي نفس الوقت يمكن أن يشير إلى تجسيد "منظور شباك صنعناه بالموسيقى ننظر خلاله على الدنيا بمنظور مختلف" مثلما قال عبد الله فى آخر حوار أجراه مع "عين" إبان حفلتهم الأخيرة في مصر، ولكن مثلما تتغير الظروف وتتغير الرؤى، لم يحالف ذلك التكامل أن يكمل رحلته، فتم انفصال ضلع أساسي منهم متمثلا في "أبو كويك" المعروف بالفرعي، بهدوء وبتراضي بين أعضاء الفرقة، وأكمل كل منهم في طريقه، فالفرعي لديه مشروعه المنفصل بجانبه كونه عضوًا أساسيًّا في فرقة السبعة وأربعين، وأكمل المربع رحلته كـ"مثلث".
مرت سنة تلو الأخرى وأطلقت الفرقة ألبومها الثاني "طرف الخيط، بالاتكال على تكوينها الثلاثي، ونالت نصيب الأسد من النجاح الجماهيري، وعند زيارتهم الأخيرة للقاهرة أجريت حوارًا مفصلأ معهم وتعمدت إثارة الموضوع بشكل مباشر، فقلت لهم "اسمكو المربع وانتو دلوقتي تلاتة، فمين الضلع الرابع"، لتمر لحظة صمت طويلة أعقبها ضحكات تعالت مع الثلاثي، لينطقوا معًا "رابعنا هو الجمهور"، وما لم يتوقعه أحد آنذاك ولا هم أنفسهم، أن يكون ذلك الضلع الرابع هو من يتبقى بالأساس من "رباعيتهم المتكاملة".
فمع اقتراب شهر أبريل من نهايته، ورغم فكرة "كذبة إبريل أصبحت مستهكلة، كشف الفريق عن خبر انفصال آخر ضلعين في المربع، بدون إبداء أية أسباب، ليقرر الأخوين شواقفة عدي وضرار الانفصال نهائيًا عن الفرقة تاركين عبد الله وحيدًا، مع الحرص على التكتم الشديد عن الأمر وأسبابه الخفية، ليكون تعليق محمد عبد الله الوحيد عن الأمر حين تواصلت معه، إجابة مختصرة لم يرد فيها حتى الإطالة "نعم صحيح انفصلنا، لكن أنا مكمل بالمربع مع موسيقيين جداد"، ليؤكد أن "الكيان" مستمر وإن رحل فريقه، وأن "الفكرة" باقية ولا تموت برحيل من ينفذها.