يعد الرقص الشرقى من أشهر أنواع الرقص المعروف فى العالم، والذى يرجع تاريخه فى مصر للعصر الفرعونى، كما أرجع بعض المؤرخين تاريخ الرقص الشرقى إلى عصور انتشار الإسلام مع ثقافة الجوارى، التى كانت منتشرة فى قصور الملوك والأمراء، حيث كانت النساء يرقصن لتحقيق المتعة للملوك والأمراء والزعماء أيضا.
ثم انتشرت بعد ذلك ظاهرة الحانات "الخمارات" وانتشار الرقصات فى تلك الفترات التى كان يرقصن للزبائن، ثم تطور الرقص الشرقى من اجتماعى إلى استعراضى، إلا أنه مع نهايات القرن التاسع عشر لمعت عدة أسماء لا تزال خالدة إلى يومنا هذا كمؤسسات للرقص الشرقى.
وقد كانت من أوائل من أمتهن مهنة الرقص الشرقى "شفيقة القبطية"، التى ولدت فى عام 1851 فى حى شبرا، وقد سبقتها فى البداية معلمتها الراقصة "شوق"، "القبطية" كانت بداياتها فى الرقص فى الموالد وتحصل على قوت يومها، تدربت عند الراقصة شوق وسرعان ما أصبح اسمها الأول بين راقصات مصر بعد وفاة الراقصة شوق، افتتحت شفيقة ملهاها الليلى، الذى أطلقت عليه أسم "الف ليلة" فى القاهرة، حيث قامت وقتها بابتكار الرقص بالشمعدان، وكانت تجمعها علاقات قوية مع رجال السياسة والوزراء، مما جعلها تترك بصمة خاصة فى الرقص الشرقى وأصبح أسمها خالدا فى تلك المهنة.
وعندما نتذكر تاريخ الرقص الشرقى لا ننسى "بديعة مصابنى" التى تعد من أهم وأبرز نجمات الرقص الشرقى فى الزمن الشرقى، وقدمت أهم الراقصات الشرقيات التى شهدت مصر على ولادتهم من خلال مؤسسة الأوبرا كازينو الذى عرف بين الناس باسم كازينو بديعة مصابنى فى لبنان عام 1892، التى هاجرت إلى القاهرة فى عام 1910 وعملت مع فرقة جورج الأبيض المسرحية، ثم فرقة الشيخ أحمد الشامى التى تعرفت من خلالها إلى نجيب الريحانى، الذى تزوجته لفترة قصيرة.
أسست بديعة الأوبرا كازينو وأطلقت من خلاله ألمع الفنانين الاستعراضيين مثل سامية جمال وفريد الأطرش وتحية كريوكا وغيرهم من أشهر النجوم، ازدادت شهرة الكازينو خلال الحرب العالمية الثانية، حيث أصبح يشهد كل ليلة اجتماع الضباط الإنجليز والعديد من الزعماء والقيادات، لكن مجد بديعة مصابنى لم يستمر فقد انتهى مع نهاية الحرب، حيث وجدت نفسها مدينة للضرائب بمبالغ طائلة فلم تجد أمامها إلا أن تتفق مع طيار بريطانى ليهربها من ميناء روض الفرج، وتوفيت وهى فى سن السادسة والثمانين فى لبنان وتكون بذلك قد قدمت للزمن أهم راقصاته.
وظل تطور الرقص الشرقى بأشكال متعددة، مع ظهور العديد من الراقصات اللاتى كان لهن وجود واضح فى تلك المهنة، بداية من نجوى فؤاد مرورا بفيفى عبده ومن بعدها دينا الراقصة ولكل منهما بصمة مختلفة فى صنع حالة خاصة بها.
وتوالت السنوات مع انتشار السوشيال ميديا وظهور جيل مختلف من الراقصات الأجانب اللاتى امتهن مهنة الرقص الشرقى، على الرغم من أن أغلبهن لا يحملن الجنسية المصرية كالأرمانية صافينار، الراقصة أوكسانا، وجوهرة وانستازيا، اللاتى اشتهرهن بالعديد من الراقصات التى تفاعل معها الجمهور، فيما شكلت الراقصة المصرية إيمى سلطان حالة خاصة بها فى عالم الرقص الشرقى.