عرف نزار قبانى _أشهر شعراء العربية فى العصر الحديث_ جميع أنماط النساء، على أوراقه تجد العشيقة، وتجد الصديقة.. تجد الطاهرة وتجد العاهرة.. تجد الباردة وتجد الشهوانية.. تجد السلطانة وتجد الجارية.. تجد العذراء وتجد المحترفة.. المرأة عنده طقس ومناخ ومطر استوائى، لذلك كان شعره يتابع تحولات الحب وتحولات النساء، ورغم ذلك كان نزار قبانى خجولا جدا من المرأة.
نزار قبانى كما يروى صديقه الكاتب الكبير عادل حمودة لم يكن يعترف أنه دونجوانا، وكان يخجل عندما تداعبه فتاة جميلة، وذات مرة كان الشاعر الكبير داخل مدرسة الراهبات فى بيروت، وأثناء زيارته اصطففن البنات والعاملات فى المدرسة، يداعبن الشاعر العربى الأشهر، وظل نزار يحييهن بابتسامة رقيقة تارة، وبهزة رأس وإشارة يد تارة أخرى، ثم طلبن منه الفتيات أن يكتب لهن إهداء بخط يده، بينما طالبته فتاة من المتواجدات ألا يكتب إهداءه لها على ورق أو "كارت"، بل يوقّع باسمه على فخذها.
خجل نزار قبانى من طلب الفتاة، وسقطت عيناه الى الأرض، وجفف عرقه بمنديل، ولم يوقع لها باسمه على فخذها، وحتى لم يداعبها مثل حبيباته فى قصائده: "يا فتاة يسقط من فخذيها البلح الأشقر مثل النخلة فى الصحراء.. يتكلم نهدك سبع لغات وأنا أحترف الإصغاء.. أعطينى وقتاً.. كى أستوعب هذا النهد الراكض نحوى مثل المهر.. نهدك مثل النقطة فوق السطر.. بدوى مثل حبوب الهال.. ومثل القهوة فوق الجمر.. وقديم مثل نحاس الشام.. قديم مثل معابد مصر.. وأنا مهتم بالتاريخ، وعصر يُخرجُنى من هذا العصر".