من المنطقى ونحن نحتفل بعيد العمال أن نركز على ما يعنيه هذا اليوم للعامل المصرى، وكيف استطعنا كشعب أن نقدر قيمة العمال الذين ستتوقف حياتنا بكل تفاصيلها بدونهم، لكن بنظرة سريعة على معظم الأعمال التى تحدثت عن العامل فى السينما المصرية، والتى تفرض عليك هذه المناسبة الهامة استذكارها، ستجد على جانب بعيد نجما يلوح لك بيديه وهو يجلس على شاطئ يكاد يندثر وراء كم الضباب والكآبة التى تحيط به، نعم! لقد عرفتوه.. إنه النجم كريم عبد العزيز.
رغم موهبة كريم عبد العزيز ودقته فى اختيار أعماله، وذكائه الذى مكنه من استغلال خفة ظله فى إضفاء بعض من البهجة على أعماله، لكنه حرص خلال المساحة الأكبر بمشواره الفنى أن يقدم دور العامل الذى يحيط "النكد" بكل تفاصيل حياته، نعم عامل مكافح يسرد الفيلم قصته فى حبكة درامية رائعة وشيقة، لكن النكد والمآسى هى الصفة المشتركة فى حياة كل هؤلاء العمال الذين قدمهم كريم عبد العزيز فى أفلامه، حتى وإن صبغ الشخصية بصبغة الكوميديا، سنجد أن الحالة العامة هى مأساة وتعب وإرهاق وحظ سيئ يطارد كل هذه الشخصيات، دعونا نتذكر سويا هذه الأعمال..
حرامية فى تايلاند
إذا ما ذهبنا بعيدا لمرحلة تكوين نجومية كريم عبد العزيز، سنقابل فى البداية فيلمه حرامية فى تايلاند، فقد قدم كريم شخصية إبراهيم، هذا العامل البسيط الذى تضطره ظروفه لأن يتحايل على القانون، ويتزوج ليستغل زوجته فى تهريب إحدى اللوحات العالمية ليبيعها لأحد تجار مثل هذه اللوحات الأثرية فى تايلاند، وتحمله همومه لكثير من التفاصيل التى يعيشها مع المشاهد "وينكد عليك طول الفيلم"، حتى يصحو ضميره ويفيق لنفسه وزوجته وحبه ويعود عما كان سيفعله.
أبو على
كريم هنا يقدم شخصية حسن، هذا العامل فى إحدى البافاريهات، الذى تسوقه ظروفه لسرقة صاحب العمل والتورط فى بيع قطعة أثرية، ولا يكتفى كريم بهذه القصة الدرامية، لكن يضطر لكسر إشارة ويتهمه ضابط فى قتل أمين شرطة، وتتوالى المآسى التى يتعرض لها حسن، ونحن معه فى هذا الهم، ومن الحين للآخر يخفف عنا كريم بخفة ظله هو ومنى زكى، وفى النهاية يستطيع أن يبرئ نفسه، لكن لأنه لا يقتنع بالسعادة يدخل السجن ليقضى سنة كاملة عقابا على ما بدر منه، وينتهى الفيلم ونحن ننتظر مرور السنة ليخرج ويعيش مع حبيبته فى سلام.
واحد من الناس
يكفيك أن تتذكر أغنية هذا الفيلم التى غناها لؤى لتعيش ذكريات أليمة، لا تعرف من أين أتتك، ولم تكن سببا فيها، لكن بفضل كريم عبد العزيز "هيتنكد عليك"، محمود بطل الفيلم أو كريم عبد العزيز، هذا العامل الذى يعمل كفرد أمن، طيب وخلوق ولا يريد من الحياة إلا الستر وإسعاد زوجته التى عاش معها قصة حب، لكن فى يوم أسود أغرب يسوقه حظه العدو إلى أن يشهد على جريمة قتل، وعندما يشهد بالحق يتورط مع رجال أعمال يقضون على مستقبله، وليس هذا فقط، فلابد أن يعتصر قلبك ألما وأنت تتابع فيلما لكريم عبد العزيز، وتشاهد مشهد ذبح زوجته التى لا حول لها ولا قوة ولا ذنب، ثم يخرج كريم ليتحول لشخص آخر كل همه الأخذ بتار زوجته ومستقبله الذى انهار، لكنه يبرد نارك كمشاهد بأن ينتصر على كل من ظلموه فى نهاية الفيلم، ليعود لحياته التى تمنى أن يعيشها مع زوجته، لكن هذه المرة مع ابنه الذى أصبح يتيم الأم، لينتهى الفيلم وأنت تبكى على حال هذا الطفل وتتساءل كيف سيعيش هذا الصغير بدون أمه!!
فى محطة مصر
أنتم الآن مع رضا، شخصية نكدية أخرى يقدم من خلالها كريم عبد العزيز تجسيدا لشاب عامل يسعى وراء أكل عيشه، ولكن ظروف الحياة تعانده كالعادة، ويتحمل إعالة والدته التى تبكى طوال الفليم لتجد نفسك تضحك على طريقة هم يضحك، يعقد هذا الشاب صفقة مع فتاة لا تريد الزواج من العريس الذى اختاره والدها ويتورط فى مسلسل من بطولتها وتقدمه على أنه زوجها وأنهما ينتظران طفلهما الأول، وتتوالى الأحداث بين "الهم اللى يضحك والهم اللى يبكى"، لينتهى الفيلم أخيرا وفى حادثة نادرة نهاية سعيدة لن تترك بداخلك أثرا نفسيا سلبيا كعادة أفلام كريم عبد العزيز!.