«فى ذكرى ميلاده» محمود شكوكو.. دليلك لعالم الاختلاف

شكوكو شكوكو
 
نهى سعيد

للفن أعمدة لا يمكن أن يستمر بنيانه دونها، تأتى وجوه وترحل وجوه، لكن تظل هذه الأعمدة مشدودة وصامدة تحمى وجوده واستمراره، الفنان محمود شكوكو الذى تحل اليوم ذكرى ميلاده، واحدا من هذه الأعمدة، فهو حالة استثنائية وطفرة لا يمكن أن تتكرر بمرور السنين.

أسطورة شكوكو لا تكمن فقط فى موهبته وخفة ظله وقدرته غير الطبيعية على جذب الكاميرا والعيون له حتى وإن قال كلمة واحدة فقط، لكنها تكمن فى هذه الحالة الغريبة الكاملة المتكاملة التى خلقها لنفسه، فهو ممثل، وكوميديان، ومطرب، وملقى للمونولوجات، ومؤسس فرقة استعراضية، فضلا عن حفاظه على الظهور بالجلباب والعصا بشكل لم يسبقه إليه أحد.. هو حالة لا تموت بل تواصل توهجها كلما مرت السنين، وتثبت ندرتها مع الوقت.

 

محمود شكوكو

 

حالة شكوكو الفريدة بدأت مع لحظة ولادته وقرار تسميته، حيث سمى باسم محمود شكوكو المركب، بعدما أصر جده الذى كان مغرما بتربية الديوك الرومى وكانت مشهورة بإطلاق صوت ش ش كو كو، فأصر على أن يسميه شوكوكو، لكن والده أراد أن يسميه محمود واستقرا فى النهاية لأن يكون اسمه مركبا محمود شكوكو.

علاقة شكوكو بالفن بدأت منذ الصغر، حيث كان يعشق الغناء والمونولوج، وكان يذهب إلى الأفراح وأعياد الميلاد ليغنى بها دون أن يتقاضى أجرا، وكثيرا ما تعرض للضرب من والده بسبب عشقه للفن، حيث كان يرفض والده أن يخوض فى هذا المجال، لكن محمد فتحى مطرب الإذاعة اكتشفه بالصدفة عندما شاهده فى حفل عيد ميلاد، ومن هنا بدأت علاقته بالفن، وبدأ يحقق حلمه، خاصة بعدما التحق بفرقة على الكسار.

محمود شكوكو 2
 

استمر هذا الفنان والإنسان الذى يمثل نموذجا للإصرار والعزيمة فى طريقه نحو المجد، وأبى أن يظل أميا لا يعرف القراءة والكتابة، فقرر أن يعلّم نفسه بنفسه، فكان يشترى المجلات، ثم يحضر شخصا يقرأها له، ويحاول أن يحفظ شكل الكلمات حتى تعلم وأصبح يجيد القراءة، وفى طريقه أسس فرقة استعراضية تتكون منه وتحية كاريوكا وسعاد محمد وعبد العزيز محمود، ونجحت الفرقة فى استقطاب الجماهير إلى مسرح الأزبكية الذى شهد الكثير من عروضهم.

حب الجمهور له دفعهم لأن يصمموا تمثالا لشكوكو، وقد استخدمت هذه التماثيل فى الكفاح ضد الإنجليز، حيث إن كثرتها دفعت رجال المقاومة لاستبدالها بزجاجات كانوا يستخدمونها لملئها بمواد سامة لقذفها على الإنجليز.

قدم شكوكو العديد من الأفلام الكوميدية والمونولوجات التى مازالت عالقة فى أذهاننا، مثل تعاليلى يا بطة التى صارت ومازالت كلمة السر فى أية حوارات أو ألعاب يلعبها الأطفال فى الشوارع.

حتى نهاية حياة شكوكو كانت مختلفة، فبعد أن مرض، قرر نشر إعلانات فى الجرائد يطالب من خلالها جمهوره بالسؤال عنه وزيارته فى المستشفى، وبالفعل أقبل الجمهور على تلبية رغبته، وكان المئات يذهبون لزيارته يوميا، حتى وافته المنية عام 1985.

 

شكوكو
 

 


اضف تعليق
لا توجد تعليقات على الخبر