لم أجد قرارا أصوب من قرار النجمة مى عز الدين الذى اتخذته فى رمضان الماضى بالانسحاب من المنافسة وتأجيل مسلسلها رسايل إلى هذا العام، قرار مى جاء فى موعده، جاء قبل أن "تقع الفاس والراس"، ويخلط الجمهور الأوراق بين هذا المسلسل وبين مسلسلها الأخير وعد، الذى لم توفق فيه أبدا، نسبت مى عدم التوفيق هذا إلى موعد عرض المسلسل وإذاعته حصريا على إحدى القنوات العربية، لكن الحقيقة أن العمل ككل كانت به حلقة مفقودة، لا أعلم ما هى هذه الحلقة تحديدا لكنها بدت مفقودة، هل لأن الفكرة غير واقعية أن يقع شاب فى غرام سيدة متزوجة تسافر وحدها وكأنها فتاة مراهقة وتخفى زواجها، أم لأنها تخون زوجها وتقع فى حب هذا الشاب الذى يترك ما أمامه وخلفه ليلاحق هذه الفتاة، ربما لأنه من غير المنطقى أن يصر هذا الشاب على استكمال مسلسل الخيانة ويخطب شقيقة زوج حبيبته على طريقة العشق الممنوع لكن بمفهوم مختلف؟ ربما كل ذلك؟، لا أحد يعلم، لكن الحقيقة أن الإجابات على كل هذه الأسئلة وقفت فى طريق نجاح المسلسل واستمرار مى عز الدين على خط المنافسة التى تمكنت من إحراز أهداف بها كما فعلت بمسلسلات دلع بنات، وحالة عشق.
مى عز الدين حالة خاصة جدا بين بنات جيلها، فقد بدأت بداية قوية فى فيلم رحلة حب، مع النجم محمد فؤاد، حيث كانت البطلة أمام فنان فى نجومية فؤاد، واستطاعت أن تقدم دور الفتاة الحالمة الرومانسية المتسللة من الطبقة الراقية لتحب هذا الفقير المكافح، ثم فجأة وبدون مقدمات قرر المخرج مجدى أبو عميرة أن يفاجئ الجمهور بهذه الفتاة التى عرفوها هادئة ورقيقة، بفتاة أخرى متمردة وذات شخصية قوية فى مسلسل "أين عمرى" مع النجمة يسرا، ولم تتوقف مى عن المفاجآت منذ ذلك الحين، فقد تمردت أكثر وأكثر، وقدمت دور أكثر اختلافا فى فيلم كلم ماما، الذى كشف من خلاله على استحياء عن موهبتها فى الكوميديا، ثم تغيرت من جديد فى مسلسل الحقيقة والسراب لتقدم دور مهم، وله أبعاد إنسانية وأخلاقية كثيرة، خلال هذا المشوار الذى جلس المخرجون يراقبونه عن كثب، أصبحت مى عز الدين فى نظرهم جاهزة لتتحمل مسئولية شباك التذاكر منفردة، وتقدم أفلامها التى تحمل اسمها، اسمها هى وفقط، فهى الموهوبة التى قدمت أدوارا ناجحة أمام النجوم سواء فى بوحة، أو خيانة مشروعة، أو عمرو وسلمى مع النجم تامر حسنى، وهنا جاء دور السبكى ليتطوع ويبدأ بالمجازفة، حيث اتخذ قراره ليقدمها كبطلة منفردة فى فيلم أيظن، وبالفعل كانت مى على قدر المسئولية، وقدمت فيلما استطاع أن يجمع ما لم يتوقعه أحد من شباك التذاكر، وتوالت أعمالها، فقد أصبح لها اسمها الذى تنافس به كبار نجوم شباك التذاكر أمثال أحمد السقا ومحمد سعد وهنيدى، رآها كثيرون امتدادا طبيعى لحالة ياسمين عبد العزيز التى تفردت بها وسط جيلها أيضا، وكانت مى فى كل مرة على قدر الرهان، قدمت شيكامارا وحبيبى نائما، ثم جيم أوفر مع النجمة يسرا.
فى هذه الأثناء كانت الدراما الحصان الرابح، وكان منطقيا أن تتجه أنظار المنتجين إلى مى لتستكمل نجاحها فى الدراما، وبالفعل استطاعت أن تفعلها فعلتها بقدر من الحذر فى مسلسلها بنت بنوت، ثم قضية صفية، وتوالت أعمالها فقدمت "دلع بنات" الذى كان محطة هامة ومحورية فى أرشيفها، فقد غيرت جلدها تماما ونجحت وأشاد بها الجميع، ومنه إلى حالة عشق الذى حقق أيضا نجاحا كبيرا، ثم وعد الذى تحدثنا عنه.
وهذا العام تلعب مى عز الدين من خلال مسلسلها "رسايل" على تيمة ليست جديدة، لكن من الممكن أن يخرج منها ما يُرضِى شغف جمهورها المتشوق لعودتها لسابق عهدها، مى فى رسايل تتنبأ بالمستقبل، تحلم بأحلام وتحضرها رسائل تجعلها على دراية مما يحدث حولها وما سيحدث فى المستقبل، وفى أجواء الأسرة المصرية البسيطة بمشاكلها وضائقتها المالية، تدور أحداث المسلسل.
فكرة مسلسل رسايل هى فكرة جديدة على مى وكل ما قدمته من قبل، لكن مى أرادت أن تدعم هذا الاختلاف بمزيد من الأدوات، فاستقرت على أن تظهر بالحجاب، حجاب الفتاة المصرية الشعبية الذى يليق تماما على جمال وجهها، ورغم مبالغة مى فى ربط الحجاب، لكنها كما فتيات كثيرات يفعلن ذلك.
تعاون مى عز الدين مع السيناريست محمد سليمان عبد المالك هو أيضا تعاون يرجح كفة نجاح المسلسل، فمحمد سليمان له كثير من التجارب التى تثبت أنه سيناريست موهوب، من الممكن أن يرى مى فى منطقة أخرى تماما، ويبدو أن هذا ما سنراه من خلال العمل.
مى أيضا تتعاون هذا العام للمرة الأولى هذا العام مع المنتج تامر مرسى، الذي يعتبره كثير من النجوم تميمة حظ لنجاح أعمالهم، سواء بخبرته فى الإنتاج أو فى رغبته لتذليل جميع العقبات وتوفير كل العوامل والمناخ الذى يصنع مسلسلا قويا، وهو ما سيظهر كنتيجة طبيعية على مى هذا العام.
مى عز الدين فى اختبار مسلسلها الجديد رسايل أشبه بالطريق الذى يتوقف وعليه لافتات احذر منطقة عمل، وينتظر المارة أن يروه بعد أن ينتهى العمل به، ليحكموا عليه، فهل تقدم مى عز الدين لجمهورها طريقا ممهدا سيختارون أن يسيروا فيه مرات ومرات برغبتهم؟ نتمنى ونتوقع..