فجأة كده وبدون مقدمات، كله بيرقص، أو بيتفرج على الناس اللى بترقص، كل فيلم لا يخلو من راقصة، وكل فرح وكل سهرة، ومن بين كل 10 فيديوهات على مواقع التواصل الإجتماعى فيديو شهير لرقصة أجنبية أو راقصة شرقية، مقارنات بين الراقصات المصريات والأجنبيات، هجوم كاسح على مدارس الرقص بكل أنواعه شرقى وغربى وهندى إن لزم الأمر.
"الرقص حياة" شعار يرفعه مدربو الرقص على اختلاف أنواعهم وتصنيفاتهم، نساء ورجال شباب وشيوخ وحتى الأطفال كل منهم يبحث عن الرقصة التى تعبر عن شخصيته ويجد فيها ملاذا للتنفيس عن روحه بحركات جسدية متناغمة.
تخبرنا الأرقام أن أغلب المراكز الثقافية الأجنبية فى مصر سواء كانت روسيا أو ألمانية أو هندية تقدم خدمات متنوعة من بينها "كورسات" لرقصات مشهورة فى البلد الأصل، المدهش أن الإقبال على ماتقدمه هذه المراكز من خدمات مختلفة ضعيف إذا ماتمت مقارنتها بإقبال المصريين على الرقص أكثر من الترجمة واللغة وأمور أخرى.
"الزومبا، التانجو، الجاز، الباليه، الهيب هوب، تشاتشا وغيرها من أنواع الرقصات التى أصبح لها مريدين من مختلف الأعمار والأجناس وبات انتشار مدارس تعليمها أمرا طبيعيا فى شوارع القاهرة الكبرى فهذا يرقص من أجل الاستمتاع وهذه تفعل الشىء نفسه ولكن لإنقاص وزنها أما تلك فتهرب بها من ضغوطات الحياة وتكسر بحركات جسدها تابوه الروتين اليومى. هنا نستعرض أبرز أنواع الرقصات وأماكن انتشار مدارسها ودوافع من يلتحقون بها للتعلم.
الباليه:
أرقى وأشهر أنواع الرقص، يبدأ راقص الباليه فى سن صغيره تقريبا 5 أو 7 سنوات وذلك لسهولة تعلمه وسرعة استجابة الجسم لحركاته من حيث الليونة والثبات ولكن بدأت مدارس كثيرة مؤخرا فى تعليم الأطفال من سن ثلاث سنوات وتمهيدهم لرقص الباليه والجديد هو إقبال البالغين على الاشتراك فى هذه المدارس.
تقول نيرمين فتحى راقصة ومدربة باليه فى إحدى المراكز المتخصصة بمنطقة مصر الجديدة "بدأت باليه فى سن السابعة بدار الأوبرا المصرية ثم نادى الشمس واتجهت منه للإشراف على مدربى السن الصغير، توضح نيرمين أنه لا يوجد مشكلة فى تعلم الباليه فى سن كبيرة شريطة أن يكون وزن الراقص أو الراقصة مناسب كما يتم فى البداية اختبار مدى ليونة الجسم وقابليته للتعلم بالإضافة لوجود زى خاص للمحجبات.
وعن عدد المشاركين فى حصص رقص الباليه تقول نيرمين: يتراوح عدد المتدربات ما بين أربعة حتى ثمانية فى الحصة الواحدة مع مدربة ومساعدة، أو حصة مضغوطة فى الاسبوع ساعة ونصف أو حصتين فى الأسبوع.
بريك دانس:
واستمرارا فى رصد أنواع الرقص التى لا تعد ولا تحصى وتختلف من ثقافة لأخرى ومن مجتمع لآخر تأتى رقصة الــ"بريك دانس" والتى تعتبر تطورا لـ"هيب هوب" وهى رقصة موجودة فى الدول الأفريقية والأمريكية وتتميز بحركات حرة مع سرعة حركة الجسم ويمكن تعلمها وممارستها فى "مركز الرقص المعاصر" الذى يشمل جزأين أما دراسة أى نوع من الرقصات والتخرج بشهادة بعد ثلاث سنوات مع الالتزام بحضور حصص تستمر 5 ساعات خلال خمس أيام فى الأسبوع.
الزومبا:
أما "الزومبا" فهى عبارة عن رقص إيقاعى يحتوى على عدة عناصر من أنواع مختلفة مثل الهيب هوب والسامبا والصالصا والمامبو ويتجه إليه الناس غالبا لأنه يؤدى لحرق كميات كبيرة من الدهون وهى الرقصة الأكثر انتشارا فى الجيم مثل "جولدز جيم" و"سامية علوبة" ومركز "فووج" ويصل سعر الـ8 حصص حوالى 550 جنيها. وتقول "نوريهان أحمد ساردة حكايتها مع "الزومبا" التى استمرت ثلاث سنوات فى "امازنج فتنس جيم" مع المدربة "ريم احمد" : اخترت الزومبا تحديدا لأستعيد لياقتى ولأنى شعرت بالخفة والسهولة فى حركتها بعد اول حصتين فقط فقررت الاستمرار فيها وكنت أتعلمها مرتين فى الأسبوع خلال فترة الاجازة وعندما تبدأ الدراسة اكتفى بتعلمها مرة واحدة فقط لمدة ساعة كاملة. تعلمت الحركات الخاصة بالرقصة بسهولة بعد ثلاث حصص فقط، ولم تكن الزومبا هى اول رقصة اقدمت "نوريهان" على تعلمها بل بدأت بال"بيلى دانس" أو الرقص الشرقى ولكنها لم تشعر بالرغبة فى الاستمرار.و تضيف "نوريهان" ان السبب الرئيسى الذى شجعها على الاستمرار هو ان "الزومبا" تساعدها على التخلص من كل الطاقة السلبية وبداية الاسبوع بطاقة ايجابية اكثر.
التانجو:
رقصة لاتينية قديمة ظهرت منتصف القرن التاسع عشر وهى عبارة عن مجموعة خطوات متقطعة فى الرقص وبالأساس تعتمد على حركة الأقدام قبل تحريك كامل الجسم وعادة نجدها فى الأفلام الرومانسية أجنبية أو مصرية مثل فيلم السلم والثعبان يمكن أيضا تعلمها فى "مركز الرقص المعاصر" وفى جيم "سامية علوبة.
السامبا:
رقصة برازيلية من جذور أفريقية واسمها عائد إلى نوع الموسيقى المستخدمة لها وتوجد السامبا فى مراكز كثيرة فى حى الدقى لتعليمها وهى عبارة عن رقصة سريعة بإيقاعات مرحة تجعل الجسم والأقدام تتحرك، فى البداية كان يتم أداءها بشكل منفرد، لكن مع مرور السنين طُوّرت هذه الرقصة فى مناطق مختلفة من البرازيل وأصبحت بعض أنواعها تُرقص كثنائيات. فيما تعتبر "الرومبا" رقصة كوبية ذات أصل أفريقي، يؤديها الراقصون أزواجا على أنغام الموسيقى وتتميز باحتفاظ الراقص بجذعه ثابتا وتحريكه إلى الجانب الاخر بخفة ورشاقة ويطلق الاسم على موسيقى هذه الرقصة أيضا. ومن أشهر الأماكن التى تعلم رقص الرامبا هو جيم "سامية علوبة" تكون الحصص مرتين اسبوعيا لمدة شهر.
البلى دانس أو الرقص الشرقى:
أما عن "البلى دانس" فهو اسم يطلق على الرقص الشرقى ويوجد أماكن عديدة لتعليمه وممارسته ويصل ثمن الاشتراك فيه بـ480 جنيها فى 8 حصص شهريا أو 75 جنيها للحصة الواحدة.
تحكى أسماء حسين مدربة رقص شرقى بداية دخولها المجال قائلة: فى البداية كنت ألعب رياضة السباحة ومنذ 9 سنوات بدأت تدريب رقص شرقى فى إحدى صالات الجيم ونلت شهرة فى هذا المجال وذاع صيتى وانتقلت للعمل فى حوالى 16 جيم آخرين. وتضيف: أحب الرقص الشرقى للغاية وعدد المتدربين معى فى الحصة الواحدة حوالى 40 فتاة وسيدة بداية من سن 15 عاما وحتى 70 سنة والأسعار تبدأ من 500 جنيه وحتى 700 جنيه لورشة العمل الواحدة ومدتها 8 ساعات.
وعن نظرة البعض تجاه هذا الفن تحديدا تقول أسماء: أنا مدربة ولا أرقص فى أماكن عامة أو فى ملاهى ليلية ونظرة الناس بدأت تتغير كثيرا تجاه هذا الفن وهناك أيضا آخرين مازالوا محتفظين بالصورة القديمة تجاه كل من ترقص شرقى.
"تشا تشا" والرقص التنحيفى:
تشا تشا هى رقصة سريعة الإيقاع أصلها من الريف الكوبى مع بدايات القرن التاسع عشر، كانت تعتبر فرعا من فروع "المامبو" إلا أنها غيرت من شكلها. تعلم الـ"التشا تشا" وممارستها فى "أكاديمية شمس" وجيم "سامية علوبة" أيضا.
أما الرقص التنحيفى فهو مصطلح ابتدعته المدربة علا سالم فى 2015 للجمع ما بين فكرة الرقص والرياضة وهو عبارة عن مجموعة خطوات بسيطة تناسب مختلف الأعمار والأوزان وهدفها فى الأساس هو إنقاص الوزن الزائد، وإدخال البهجة فى النفوس فعلى سبيل المثال حاليا بيتم تدريب محاربات السرطان وهذا النوع من الرياضة يفرق معهم جدا فى حالتهم المزاجيه والنفسية. وتضيف: عدد المتدربين معى 7 فى الحصة الواحدة ورسوم 50 جنيها فقط وأعمل على أكثر من مستوى فى عدة مناطق مثل مصر الجديدة والتجمع والمهندسين ووسط البلد ومصر القديمة والمتدربين معى أعمارهم بداية من 14 وحتى 65 عاما.
علا سالم