بدقات الطبول وكلمات الذكر والمديح لله سبحانه وتعالى والصلاة على رسوله الكريم تمتلئ مسارح القاهرة العامرة يوميا فى ليالى رمضان برقصات التنورة والمعروفة باسم "المولوية".
تعتبر رقصة "التنورة" أحد معالم شهر رمضان فى لياليه التى تمتد حتى السحور فى المناطق الأثرية بمصر القديمة، والتى تلقى رواجا كبيرا بين المصريين والأجانب، فرغم عدم فهم الأجانب للغة العربية التى يغنى بها فرق التنورة إلا أن دقات الطبول وحدها تؤثر قلوبهم وحركات راقص التنورة تجذب عيونهم ليكون من الصعب إغماضها أو الشعور بالملل منها.
يرجع تاريخ رقصة التنورة إلى القرن الثالث عشر الميلادى، حيث أكد العلماء إلى أن الفيلسوف والشاعر التركى "جلال الدين الرومى" هو أول من قدم رقصة المولوية وهى أحد أعمدة التراث الصوفى وقدمت إلى مصر خلال نفس الفترة وتم تطويرها، وهى رقصة روحية يقوم راقصها بعمل دوائر ليس لأداء دورانى فقط ولكن لبلوغ المرحلة السامية من الصفاء الروحى بتركيزه فى كلمات المديح والذكر التى تتلى حوله، ورغم التزام راقصى التنورة بالعديد من الجوانب القديمة فيها إلا انهم أضافوا إليها دقات الدفوف والفانوس والألوان المزركشة مع الإيقاعات السريعة فى بعض الأحيان لتصبح فنا استعراضيا فى مصر يجذب السائحين.
وقد يتعجب البعض من الثبات وعدم الشعور بالدوران لراقصى التنورة، فهم فى الحقيقية يقوموا بمجهود كبير، إلا أن هناك مواصفات صحية لراقصى التنورة من الصعب التخلى عنها على سبيل المثال يجب أن يتناسب وزنه مع الطول بحيث يتمتع برشاقة غير عادية ويعمل على تناول الأطعمة المغذية قليلة السعرات الحرارية، ويتمتع عادة راقص التنورة بسرعة بديهة لتفادى السقوط على الأرض، وبمجرد اعتياد راقص التنورة على العمل ساعات طويلة فهو لا يشعر بالدوران كما يظن البعض، فهو يقوم ببعض التمارين اليومية التى تمكنه من الحفاظ على توازنه على الأرض دون السقوط.
عادة يكون قطر التنورة يبلغ 7 أمتار وطولها حوالى 105 سم ووزنها يتراوح بين 10 و15 كيلو جرام، وتصنع التنورة من قماش الترجال مع الشيفون واللامية ويوجد بداخل التنورة خيط دائرى عند الأطراف وهو ما يساعد على فتحها أثناء الدوران فتقدم هذا الشكل الجمالى الذى يراه وينبهر به العالم.