بمجرد أن تطأ قدمك فى "حى الجمالية" تشعر وكأنك فى رحلة عبر الأزمنة، أو أنك تعود عبر التاريخ إلى ألاف السنوات، حيث العديد من الآثار الإسلامية العريقة، التى لا يمكن لأحد وصفها بمجرد كلمات، الحى العريق نجح فى ترجمة ونقل عصور التاريخ إلى أحضاننا، لذلك هو من أروع الاماكن التى يمكنك تقضيه ليالى رمضان بها.
عندما تسير فى شوارع حى الجمالية تشعر أنك ملك زمانك، حيث تسير فى شوارع مر عليها خلفاء وملوك وأمراء من دول مختلفة حكمت مصر، وتركت بصماتها حتى وصل صداها لنا الآن، بالإضافة إلى ذلك عاش فى هذا الحى سياسيون وعلماء دين بارزون وتردد عليه عدد من مشاهير الأدب والفن من كل دول العالم.
ويضم حى الجمالية عددا كبيرا من النفائس المعمارية العريقة مثل الأزهر الشريف، وجامع الحاكم بأمر بالله، والجامع الأقمر وغيرهم من مساجد مصر الشاهدة على كل انتصار وخسارة، ويمر بين جنباته أسوار القاهرة العريقة وبواباتها العتيقة، ومدارسها الأيوبية والمملوكية، ووحى خان الخليلى الشهير، وأحياء الصاغة والنحاسين وغيرها.
ويعود تسمية حى الجمالية بهذا الاسم إلى الأمير جمال الدين يوسف بن أحمد، عند بدئه بناء مدرسة منسوبه إليه فى «باب العيد» فى مطلع القرن الخامس عشر الميلادى عام 1407م، وجعل الحياة تظهر به.
ومن ثم أقيمت فيه المدارس، والمساجد والحانات، ووكالات القاهرة التجارية، حتى أصبح زاخرًا بالحرفيين، وقد قام بدر الجمالى، بتشييد بوابتين محددًا بهما مداخل الحى من ناحية القاهرة «شمالًا»، وهما باب الفتوح، وباب النصر، وأصبح يحدانه من الجهتين.