رغم بداية حياتها المبهجة كراقصة وفنانة استعراضية، ولاعبة سيرك، ومونولوجيست، إلا أن حياة مليئة بالمآسى عاشتها "نعيمة عاكف"، والتى يحل اليوم 23 إبريل ذكرى وفاتها، عاكف والتى بدأت حياتها فى سيرك والدها فى مدينة طنطا بمحافظة الغربية، لم تكن أكملت عامها العاشر حتى تزوج أبيها من أخرى.
اضطرت عاكف وأمها وأشقائها إلى ترك طنطا للعيش فى القاهرة وتحديدا شارع محمد على وعملت بملهى "الكيت كات" الذى كان يرتاده معظم مخرجى السينما آنذاك، وهناك كان أبطال حياتها هم المخرجين والفنانين، من شارع محمد على التقطها على الكسار لتعمل فى فرقته.
من "الكيت كات" التقطها المخرج أحمد كامل مرسى وقدمها كراقصة فى فيلم "ست البيت" ومنه اختارها المخرج حسين فوزى لتشارك فى بطولة فيلمه "العيش والملح" وبعده تعاقد معها على احتكار وجودها فى الأفلام التى يخرجها لحساب "نحاس فيلم" وقامت بأول بطولة سينمائية لها فى "لهاليبو" عام 1949.
المخرج أحمد كامل مرسي
تزوجت عاكف المخرج حسين فوزى رغم فارق السن الكبير بينهما عام 1953، ونقلها من شارع محمد على إلى فيلا بمصر الجديدة. وتوالت أفلامها حيث أخرج لها 15 فيلما أبرزها "بلدى وخفة، بابا عريس، فتاة السيرك، جنة ونار، تمر حنة، ياحلاوة الحب"، وبعد عشرة أعوام من الزواج انفصلت نعيمة عن زوجها فى هدوء شديد بعد فيلم "أحبك ياحسن".
نعيمة عاكف وزجها المخرج حسين فوزى
بعد طلاق نعيمة من المخرج حسين فوزى دخلت "عاكف" فى حالة من الانعزال لم تخرج منها إلا بمساعدة المخرج حلمى رفلة، الذى أعادها للفن بعد طول غياب، فاستأنفت النجاحات، لكن سرعان ماجذبتها العزلة بعد علمها بزواج طليقها .
فى عام 1956 اختارها الفنان والمخرج زكى طليمات بطلة لفرقة الفنون الشعبية فى العمل الوحيد الذى قدمته هذه الفرقة وكان أوبريت بعنوان "ياليل يا عين" تأليف يحيى حقى.
تزوجت "نعيمة" للمرة الثانية من المحاسب القانونى صلاح الدين عبد العليم، وأنجبت منه ابنها الوحيد "محمد"، لكن السعادة لم تكتنفها كثيرًا، حيث أصابها مرض سرطان الأمعاء، ونتج عنه نزيف فى المعدة، دخلت على إثره المستشفى وبعد معاناة شديدة مع المرض، لفظت "نعيمة" أنفاسها الأخيرة فى 23 أبريل 1966 عن عمر ناهز 37 عامًا.