جرائم مجهولة كثيرة شهدتها مصر فى الفترة الاخيرة وعجزت أجهزة الأمن عن كشف هوية مرتكبيها لعدم توافر أى دليل يقود إلى شخصيتهم وهو ما يثير التساؤل حول مصير تلك الجرائم وهل يتم تقييدها ضد مجهول وحفظ التحقيق بها من عدمه والنجمة غادة عبدالرازق فى مسلسل "ضد مجهول" تتناول قضية من تلك القضايا فهل تنجح فى تغيير القوانين أو حتى إعادة النظر فى تلك المسالة من قبل المشرعين أو المعنيين بالقوانين ؟ خاصة أن هناك كما كبيرا من الجرائم يكون معروف مرتكبيها ولكن لا توجد أدلة قاطعة ضدهم وبالتالى يفلتون من العقاب برغم أنه "لا توجد جريمة كاملة" وهذا ما تؤكده نظرية "علم الإجرام"، ولكن هناك جرائم قتل اخترقت تلك النظرية وقيدت ضد مجهول ومرت سنوات على ارتكابها ولم يستدل على الجانى وبالتالى تم حفظها.
غادة عبد الرازق في ضد مجهول
تاريخ السينما يثبت أن هناك نجوما كثيرين من قبل تناولوا قضايا واستجاب لهم المشرعون وغيروا فى القوانين فالنجم الراحل فريد شوقى حينما تناول قضية "السابقة الأولى" فى فيلمه "جعلونى مجرما" صدر قانون وقتها ينص على الإعفاء من السابقة الأولى فى الصحيفة الجنائية حتى يتمكن المخطئ من بدء حياة جديدة وفى فيلمه "كلمة شرف" غير قانون السجون وتسبب بعد عرضه فى السينما فى تعديل أحد أهم قوانين السجون وأصبح من الممكن أن يقوم بزيارة استثنائية بضوابط معينة إلى أهله فى منزلهم، وبعد عرض هذا الفيلم تم تعديل القانون لكى يسمح للسجين بالخروج بضوابط معينة
ونجحت أيضا النجمة الراحلة فاتن حمامة فى فيلمها الشهير "أريد حلا" من إنقاذ نساء مصر من المآسى التى لاقينها فى ردهات المحاكم سعيا إلى الطلاق وبسبب هذا الفيلم تم إعادة النظر فى قوانين الأحوال الشخصية والسماح للمرأة المصرية بحق الخلع والتخلى عن زوجها بشرط التخلى عن جميع مستحقاتها وحقوقها المادية وكان هذا انتصار لسلطة الفن التى دفعت القانون لإعادة النظر فى حالات إنسانية تستحق الرعاية.
هكذا استطاعت غادة عبد الرازق فى مسلسلها الذى كتبه أيمن سلامة "ضد مجهول" أن تثبت أن الفن لا يكون مصدرا لتدمير قيم المجتمع وأخلاقياته ولكنه يكون مصدرا لتوعية العقول فهو يوقظ العقول الغافلة عن قضايا الآمة ويحارب الانحلالات والانحرافات.