كثير من الأساطير التي تحدثت ونقلها الناس عن الحب، ولم يتوقف الأمر إلى هنا، بل كان لكل بلدة طابعها الخاص على الرواية، الشىء المشترك بين جميع هذه القصص هو «تقديس» مشاعر الحب، بدءًا من الأشخاص الاسطورية مثل روميو وجوليت إلى بعض الحكايات الاخرى مثل أسطورة قديمة مفادها أنه لا يهم أي نوع من العلاقة بين شخصين، أو ما إذا كان هذان الحبيبان بعالمين مختلفين، فسيتم ربطهما دائمًا خلال خيط ترابط أحمر.
هذه الأسطورة شقت طريقها من شرق آسيا، ووفقًا لما تحويه فإن هناك خيطا خفيا لونه أحمر، يربط بين خنصر الرجل والمرأة المقدر لهما العيش معا، وهو شئ ليس مكتسبا بل منذ الولادة، وأن القمر له دور بها أيضًا، حيث يظهر كل مساء لمقابلة كل مولود جديد وتوحيد هذه النفوس بهذا الخيط.
ووفقًا للأسطورة:
كان هناك ساحر قوى فى إحدى المدن، حيث كانت لديه القدرة على رؤية هذا الخيط الأحمر الخفى، فدعاه ملك المدينة ليدله على من تكون شريكته، وطرف خيطه فى إصبعها، ووافق الساحر على طلبه، وبدأ فى متابعة الخيط.
استمر الساحر فى البحث عن طرف الخيط الآخر للملك، حتى وجد نفسه داخل سوق المدينة، حيث وجدت امرأة فقيرة من الباعة على ذراعيها طفل صغير، وتوقف الساحر أمامها، وطلب منها الوقوف، ثم التفت إلى الإمبراطور الشاب، وقال: «هنا ينتهى خيطك».
عندما سمع الملك هذا الكلام غضب بشدة، واعتقد أن الساحر يلعب خدعة عليه، فدفع المرأة الفقيرة فوقعت على الأرض، وهو ما تسبب فى جرح على جبين الطفل، وأمر حراسه باحتجاز الساحر وقطع رأسه.
وبعد مرور العديد من السنوات وحان وقت زواج الملك، من ابنة أقوى جنرال فى المملكة، وليلة الزفاف وجد فى وجهها الرائع الجمال ندبة غليظة على جبينها، ليتضح بعد ذلك أنها الفتاة الصغيرة، التى كانت على يد البائعة، وأن كلام الساحر كان صحيحا.
وتمتاز هذه الأسطورة بشهرة واسعة بين الثقافات الأوروبية، وتم اكتشافها عندما عرف أن الشريان الزندى يربط إصبعك إلى قلبك، والذى يعد مصدر حياتك، والركن المجازى للروح التى تحوى قدرتك على الحب.