مرت ساعات على انتهاء مؤتمر رئيس الاتحاد المصرى لكرة القدم، وخرج المهندس هانى أبوريدة على جموع المصريين فى محاولة بائسة لشرح أسباب فشل منتخب مصر فى مونديال روسيا، سواء على المستوى الفنى أو الأخلاقى.
45 دقيقة حاول أبوريدة فيها جاهدا أن يبرر ويرد على الاتهامات التى وجهت لمجلسه بشأن الإخفاق الإدارى لمعسكر الفريق وهو ما حمله الكثيرين سببا رئيسيا من أسباب خسارة جميع المواجهات، خاصة بعد أن جاءت مدينة جروزنى بطلا لمسرح أحداث الشارع الرياضى، حيث كانت مقر معسكر الفريق فى روسيا.
باعتذار لا يسمن ولا يغنى من جوع استبق أبوريدة حديثه بعد أن أخفق الفريق فى كل شىء بمونديال روسيا، ليس هذا فحسب، فقد خرج أبوريدة من مأزق اختيار جروزنى مقر إقامة المنتخب بركل الكرة فى ملعب كوبر، الذى أعلن تقديم الشكر له فى نفس المؤتمر، مؤكدا أنه كان اختيار المدير الفنى على طريقة "والنبى ما انا دى اختى منى"، على الرغم من أنه كان أكثر الداعمين للمدير الفنى، ولولا خسارة السعودية لاستمر كوبر فى منصبه الذى يتقاضى مقابله حفنة من الدولارات فقط، لأنه هو الوحيد فى مصر الذى كان على قناعة تامة به، وهو ما صرح وأكده هو شخصيا.
كما ذهب ليعلن طلبه تقرير عن أسباب إخفاق الفريق من قبل الجهاز الفنى وكأنه يخاطب مجموعة من "العميان" فرئيس اتحاد الكرة تحدث وكأنه من كوكب آخر ولم يكن مرافقا للبعثة وعلى علم بكل كبيرة وصغيرة بها وباللاعبين.
وفى مشهد كوميدى كعادته ظهر مجدى عبد الغنى عضو مجلس إتحاد الكرة مهللا " لا كوبر ولا خرا يلزمنى، أنا يلزمنى سمعتى"، وذلك بعد أن تم استبعاده من رئاسة البعثة قبل السفر بساعات، بسبب أزمته مع موظفى الجبلاية واتهامه بسرقة تيشرتات المنتخب.
المشهد لم يكن سوى تطور طبيعى لـ"الحاجة الساقعة" التى شاهدها جماهير الكرة المصرية لمنتخبهم من انعدام حماس وعشوائية فى الإدارة أدت إلى عشوائية فى الأداء داخل الملعب، تلك العشوائية التى جعلت رئيس اتحاد كرة القدم المصرى يعترف بمنتهى البساطة واليسر بأنه كان مشرفا على اختراق المعسكر من قِبَل إحدى القنوات الفضائية بصورة ضمنية فى حديثه عندما قال إن اللاعبين لم يخالفوا أية تعليمات فى المعسكر.
وبشأن واقعة رمضان قدرينوف، رئيس الشيشان، استبسل أبوريدة فى التبرير بأنه لا ينبغى خلط السياسة بكرة القدم، وكان من الأولى أن يخاطب بهذه الجملة نفسه وينأى باللاعبين من أى شبهات لخلط الكرة بالسياسة.
وقبل أن يسدل المهندس هانى أبوريدة الستار على مؤتمر تبرير "الفشل"، زف إلى عموم الشعب خبرا سعيد و"جديدا" بأنه لا يفكر فى الاستقالة، ولا أحد من مجلسه، وكأنه لم يجد مبررا قويا للقدوم على ذلك، بعد حصول المنتخب على صفر فى كل شىء.