حالة مُختلفة من الإبداع تظهر بشكل مُميز على ساحة الموضة فى مصر، قررت خوض تجربة صعبة وسط العديد من المنافسين، الذين تم ضربهم بعرض الحائط تاركة وراءها كافة العقبات والأقاويل السلبية بكونها لن تستطيع إضافة شئ جديد، كاسرة حدود خطوط الموضة التى أرتضى غيرها باتباعها دون الخروج عن النص الذى يعد أبرز سمات نجاحها حتى الآن، مونيكا منصور، فى حوار خاص تروى خلاله تجربتها فى تصميم الأزياء الرياضية وحلم توثيق الأسم وسط العلامات التجارية الشهيرة.
أشتهرتِ بكونك أول مُصممة للأزياء الرياضية فى مصر.. فلماذا التخصص فى هذا المجال بالتحديد؟
بدأ الأمر منذ ذهابى بشكل يومى الى " الجيم " للحفاظ على قوامى بشكل عام، فضلاُ عن كونها إحدى هواياتى إلا إننى تعرضت لحالة من الملل الشديد نتيجة الى عدم التجديد بسبب الظهور بنفس الملابس الرياضية، التى لا أجد بها اى روح، على الرغم المبالغ الطائلة التى يتم إنفاقها عليها أثناء الشراء من أشهر الماركات العالمية، إلا اننى كنت أُلاحظ دائماً عدم تواجد روح البهجة بها، استمر الأمر فى مُلاحظتى لزُملائى ايضاً بظهورهم بنفس المظهر الأمر الذى جعلنى أُفكر فى تصميم أزياء تُناسبنى وتُناسب ذوقى وتجعلنى أُمارس الرياضة بروح مُبهجة، وبالفعل قررت خوض هذه التجربة التى لم أكن أتوقع نجاحها الآن.
حدثينا عن تجربتك بشكل مُفصل؟
_ أجدها من أصعب التجارب التى قررت خوضها مُنذ ولادتى، كونى أعتمد على حالى من الألف الى الياء، ففى بداية الأمر واجهتنى مُشكلة كُبرى وهى اننى غير ضليعة فى الرسم، الأمر الذى جعلنى استعين بأحدى الرسامين المهرة كى تتم مُساعدتى من خلال قيامى بشرح ما أرغب فى تصميمه وأقوم برسمه بالفعل ولكن بشكل عشوائى مُصاحب معه كتابة كافة التفاصيل التى أُريد تنفيذها لتقوم رفيقتى بتنفيذ ذلك، ثم أقوم بإرسال التصميمات الى المصانع التى تقوم بتنفيذها والتى أختار من خلالها الألوان التى أرغم بها وأنواع الأقمشة ايضاً ثم يتم إرسالها لى وأطرحهها للبيع، لم أتوقع مُطلقاً انها ستنال انتشاراً واسعاً أثناء بيعها على الإنترنت، حتى وصلت الى مرحلة نفاذ الكمية وتصنيع كمية أخرى من جديد وهنا أدركت اننى قد وصلت على أولى خطوات النجاح.
هل تعتمدين فى تنفيذ تصميماتك على الموضة العالمية كباقى مُصممى الأزياء ام لكِ طريقة أخرى ؟
_ " ردت ضاحكة " بالتأكيد اُتباع الموضة العالمية كونى أنثى فى الأول والأخر تُحب ان تطلع على الموضة وتعرف ما بها حتى ولو من باب الفضول، ولكن المُضحك فى الأمر اننى أتابعها ليس من أجل تنفيذها ولكن من باب العلم بالشئ فقط، فأنا على إقتناع تام انه ليس من الضرورى إرتداء كل ما يتم طرحه فى عالم الموضة لمُجرد مُجاريتها وإنما الأهم من ذلك هو ارتداء ما يتناسب مع طبيعة الجسم والوجه وما يُشعر المرء بالراحة عند الإرتداء، حتى فى إختيارى للألوان فأنا أعتمد على تنفيذ الألوان التى أميل إليها والتى أُحبها وليست الألوان التى تُصبح ترند عالمى، فعلى سبيل المثال ستجدين أكثر الألوان التى أقوم ب‘ختيارها هى الصارخة الجريئة مثل الفوشيا، الفسفورى، الليمونى، وغيرها الكثير من الألوان التى لا يُمكن مُشاهدتها إلا فى الموسم الصيفى إلا اننى أقوم بتنفيذها خلال الشتاء ايضاً ضاربة بقواعد الموضة عرض الحائط، تلك الألوان التى تُشير الى الحرية والحركة وروح الرياضة المُبهجة، وهذا ما كنت دوماً ابحث عنه فالمهم فى الأمر الإختلاف والتميز والراحة ايضاً وليست المُتابعة العمياء.
على ذكر المواسم المُختلفة.. هل يوجد إختلاف ايضاُ فى أنواع الأقمشة او الخامات المُستخدمة بين الصيف والشتاء ام لا؟
_ أحياناً فى بعض التصميمات أعتمد على بعض الأقمشة الثقيلة إلى حد ما مُقارنة بالموسم الصيفى، ولكن أحرص على عدم ثقلها بالشكل الكبير حتى يتم تسهيل عملية الحركة، وكذلك الأمر بالنسبة الى الموسم الصيفى أبتعد فى بعض الأوقات عن بعض الأقمشة التى تُزيد من التعرُق والتى لا يٌفضل إرتدائها أثناء التعرض الى الشمس او الحرارة الشديدة أو مُمارسة التمارين الرياضية المُختلفة، فالملابس الرياضية هدفها الأساسى هى الراحة فى السير لمُمارسة الرياضة بالطريقة المرغوب بها دون قيود.
هل للمُحجبات والرجال نصيب من هذه التصميمات ام أنكِ تقتصرين فقط على الملابس النسائية الشبابية؟
الى يومنا هذا لم أصل بعد الى طرح التصميمات الرجالي، وأسعى الى عرضها بشدة فالملل الذى يواجه النساء فى إرتداء نفس التصميمات بشكل يومى من المؤكد انه نفس ما يواجه الرجال ايضاً الأمر الذى جعلنى بالتفكير فى البدأ بتنفيذ الفكرة ولكن مع الأسف واجهتنى الكثير من العقبات التى منعت طرح المجموعة الخاصة بهم فى الوقت الحالى وأضع لنفسى فترة زمنة مُحددة لا تزيد عن عام حتى يتم عرضها فى السوق مع باقى التصميمات النسائية، ومن المُحتما ان يُصبح العام المُقبل هو موعد طرح هذه المجموعة فى الأسواق، اما عن المُحجبات فقد طرحت بالفعل مُؤخراً بعض من التصميمات التى تُمكنهم من إرتداء الملابس الرياضية دون قيود أثناء الذهاب الى " الجيم " دون الحاجة للذهاب خلال مواعيد النساء فقط، بل وممارسة الرياضة ايضاً امام الرجال دون التعرض للمواقف المُحرجة بالظهور بالملابس التى تشف الجسم بالشكل الغير مرغوب فيه او الغير مُناسب مع طبيعة الحجاب.
ما أكثر العقبات التى واجهتك أثناء تجربتك بشكل عام ؟
أولاً العمالة التى للأسف لم أجدها متوفرة بسعر مُناسب وجودة عالية الأمر الذى جعلنى أضطر فى التوجه للصناعة فى الصين، وبالتالى الأمر يُصبح مُكلف ومٌرهق ايضاً، ثم المحاولات فى بداية الأمر التى فشلت كثيراً فى إختيارى لأنواع الأقمشة المُناسبة والألوان الى حد الوصول الى الجودة التى أرغب فى أنها تحمل اسم " مونيك" التى أحلم باستمرارها و شهرتها خلال الفترة القادمة، إلا اننى لدى عائلة دعمتنى كثيراً فى استمرارى و إصرارى للوصول الى هدفى وهو النجاح.
فى إطار ذكر العائلة.. انتِ تنتمين الى عائلة فنية ورياضية كون ان والدك هو الفنان يوسف منصور الذى أشتهر بحبه الشديد الى الرياضة فهل كان له دور أساسى فى حياتك وبالتحديد بتجربتك؟
_ نعم بكل تأكيد فقد تربيت في أسرة فنية مُحبة للرياضة بشكل كبير فهو من أكثر الشخصيات الذى استطاع ان يغرز بداخلى حبى الكبير وشغفى بممارسة الرياضة، فعلى الرغم من أننى قد تخرجت من كلية الإعلام، ثم بدأت في البحث عن العمل المُناسب لطبيعة دراستى وانشغلت كثيراً بين التنقل من عمل الى أخر إلا ان الشئ الوحيد الذى لم يتغير هو إهتمامى بالرياضة ودوامى فى ممارستها فهى أصبحت جزء لا يتجزأ من حياتى، ولعل الفضل فى ذلك بكل تأكيد يعود له.