من المتعة مع على زيوار والكابتن لطيف، والضحكة مع محمود بكر وحمادة إمام، والحماس والإبداع مع ميمى الشربينى إلى فراغ يسيطر عليه أصوات خليجية وتونسية وجزائرية، راح فين المعلق الكروى المصرى بعد كل هذه السنوات من السيطرة.
مهنة التعليق على المباريات من أهم عناصر لعبة كرة القدم، لما تضيفه من متعة إلى المباراة، المعلق قادر على أن يجعلك تدخل فى أجواء المباراة سريعا سواء بخلفية عن تاريخ مواجهات الفريقين أو حتى بخفة الظل - المحسوبة - من خلال وصف أحداث اللقاء.
الوضع الأن تغير كثيرا، مصر كانت رائدة فى هذا المجال، ثم تلاشى كل شىء، وأصبحت المهنة تعانى من الانتقادات الكثيرة التى تجعلك تتساءل ما السبب فى هذه الأزمة هل المعلق نفسه أم رغبة المستمع إلى التجديد؟..
العودة بالذاكرة إلى الوراء مع بداية انطلاق الكرة فى ثلاثينيات القرن الماضى، وبدء نقل مباريات الكرة عبر الإذاعة، وكان من رواد مصر محمود بدر الدين، ثم ظهر محمد لطيف الشهير بجاذبية أسلوبه ليظل متربعًا على عرش مهنة التعليق لأكثر من 30 سنة.
أسطورة التعليق ميمى الشربينى أكد فى حوار سابق أن الكثير من المعلقين الحاليين لا يمتلكون موهبة، مشيرًا إلى أن أى معلق رياضى لا بد أن يطور نفسه، ولا يستمر على الطرق التقليدية.
الشربينى أشار إلى أن هناك اختلاف كبير فى الإمكانيات والمناخ فى الدول العربية ومصر، موضحًا أن دول الخليج لديهم إمكانيات عالية تساعد المعلق عند التعليق على المباريات، كما أنها تهتم أكثر من مصر بالمعلقين من خلال تزويدهم بالمعلومات اللازمة قبل المباريات أما فى مصر المعلق يجتهد مع نفسه، كما أن البعض يتجه إلى الكوميديا فى التعليق، وهى لا تناسب إمكانياته فتظهر بالشكل الذى نسمعه فى المباريات.
الدكتور طارق الأدور أشاد بدور الإذاعة المصرية فى أن لديها ضوابط فى عالم التعليق، وأنها تقوم بتربية جيل كامل من المعلقين المهنيين بشكل جيد، مؤكدًا أن الدور التثقيفى للمعلق أقوى بالفعل من أى دور آخر.
أشرف محمود، الناقد والمعلق الرياضى، يؤكد أن مهنة التعليق فى مصر لم تتطور بالشكل المطلوب بسبب افتقاد بعض المعلقين للموهبة، ليس ذلك فقط، بل يفتقد المعلق إلى المظلة التى تصقله وتدعمه وتدافع عنه وتصحح مساره عند الخطأ.
محمد الشاذلى، معلق شاب بالإذاعة المصرية، أكد أن سبب تدهور التعليق فى مصر يرجع إلى رغبة الشباب فى التقليد الأعمى لما يحدث من المعلقين العرب دون البحث عن اتجاه خاص بكل مذيع يجذب المشاهد إليه حتى لو من خلال نطق أسماء اللاعبين بالشكل الصحيح دون الحاجة إلى الصراخ فى أذن المستمع.
ملك "الإفيهات الساخرة" فى سوق التعليق الكروى، أشهر عبارة له "عدالة السماء تنزل على استاد باليرمو"، تلك الجملة الخالدة التى قالها عقب حصول منتخب مصر على ضربة جزاء وتسجيل هدف التعادل أمام هولندا فى مباراة كأس العالم 1990، وهو أيضا صاحب افيه "أكلوها وشربوها لسة بقول لحضرتكم لو ما أخدوش بالهم هيتلبوا جول"، وهو صاحب النكتة الأشهر فى كل المباريات: "اللى كان واقف فى البلكونة بينفخ وبيشرب سيجارة أقوله خش شوف الجول".
رغم الانتقادات التى يتعرض لها ولكنه يبقى صاحب عبارات محفوظة وافيهات أصبحت علامات خالدة مثل "الله عليك ياحبيب والديك" التى أطلقها على النجم محمد أبو تريكة أثناء تسجيله هدفاً للأهلى فى نهائى أفريقيا 2007.، و"بيبو وبشير.. بيبو والجون" لاسيما لتعلق الجماهير الاهلاوية بهذا الهتاف لأنه يذكر جماهير الزمالك بمباراة الستة الشهيرة، ومن أبرز إفيهاته أيضاً: "يا مجرم".. "ملكيش حق يا عارضة".. "الجهاز الفنى لمنتخبنا الوطنى بيثبت يوم بعد يوم إن مفيش أحلى من السمنة البلدى"، والدبة الباندا ومن جاور السعيد يسعد ياعبد الله.
كان يتميز بأسلوب متفرد وهو صاحب عبارات شهيرة مثل :" وهوبباااااااااااااا.. خش التاريخ يا راجل ".و «غمزة وهمزة ولمزة»كان إمام يعلق على إحدى مباريات المنتخب المصري، وكان ولده، الكابتن حازم إمام، يلعب وكان هناك لاعب يتقدم نحوه ليلتحم معه بقوة، فصرخ إمام وسط كلامه بانفعال: حاسب يابنى !