توافق اليوم "الاثنين" الذكرى الـ12 لرحيل الفنان الكبير عبد المنعم مدبولى، صاحب مدرسة الكوميديا، والذى رحل عن عالمنا يوم 9 يوليو 2006، متأثرا بأزمة قلبية عن عمر ناهز 85 عامًا، ويعد مدبولى أحد أشهر نجوم الكوميديا فى تاريخ السينما والمسرح، الذى مارس التمثيل أكثر من 50 عاما، وشكّل مدرسة كوميدية مستقلة فى الضحك الراقى، كما أسس العديد من الفرق المسرحية، مثل المسرح الحر عام 1952، والكوميدى 1963، والفنانين المتحدين 1966، والمدبوليزم 1975.
ولد عبد المنعم مدبولى بحى باب الشعرية فى 28 ديسمبر 1921 يتيمًا فقيرًا جدًّا، حيث ظهرت موهبته التمثيلية منذ المرحلة الابتدائية عندما تم ترشيحه ليقود الفرقة المسرحية بالمدرسة، ولم يتخرج من الفنون التطبيقية فحسب، وإنما عمل بها مدرسا فى قسم النحت حتى منتصف السبعينيات فى عز شهرته ومجده، واكتشف الكثير من الموهوبين فى التمثيل من طلاب الكلية، أهمهم نبيل الهجرسى خريج قسم الحديد.
والتحق مدبولى بالمعهد العالى لفن التمثيل العربى ليتخرج فيه عام 1949 فى ثانى دفعاته، وعقب تخرجه انضم إلى فرقة جورج أبيض ثم فرقة فاطمة رشدى، وشارك بالتمثيل فى برامج الأطفال بالإذاعة ضمن حلقات برنامج بابا شارو، ثم استمر حتى بلغ رصيده نحو 60 فيلما، و120 مسرحية، و30 مسلسلا.
بدأ مدبولى حياته الفنية فى البرنامج الإذاعى الشهير"ساعة لقلبك" وبعدها انضم لمسرح التليفزيون، وأسس مع رواد جيله فؤاد المهندس وأمين الهنيدى وغيرهما مدرسة كوميدية استمدت تراثها من الجيل السابق الريحانى والكسار.
وشارك مدبولى فى أول عمل مسرحى له من خلال دور أعرابى مع فرقة المسرح المصرى الحديث التى شكلها زكى طليمات، ثم قام بتأسيس فرقة تحمل اسم المسرح الحر عام 1952، ومن أهم الأعمال المسرحية التى أنتجتها فرقة المسرح الحر "الأرض الثائرة"، "حسبة برما"، "الرضا السامى"، "خايف أتجوز"، "مراتى بنت جن"، "مراتى نمرة 11"، "كوكتيل العجائب".
وانضم مدبولى بعد ذلك إلى فرقة التليفزيون المسرحية، والتى كان يترأسها السيد بدير، بعدها تولى فرقة المسرح الكوميدى وأخرج أكثر من أربعة عروض؛ منها: "جلفدان هانم"، "أنا وهو وهى"، "دسوقى أفندى"، "مطرب العواصف"، "أصل وصورة"، "حلمك يا شيخ علام"، "المفتش العام"، "السكرتير الفنى"، "وسط البلد"، كما أخرج لفرقة إسماعيل يس عملين هما 3 فرخات وديك، وأنا وأخويا وأخويا.
وشارك بالتمثيل والإخراج فى عدد كبير من المسرحيات التى حققت نجاحًا كبيرًا، ومنها: "السكرتير الفنى" بطولة كل من الفنان فؤاد المهندس وشويكار، و"المغناطيس"، "الناس اللى تحت"، "بين القصرين"، "زقاق المدق"، "ريا وسكينة".
أما السينما فقد بدأها فى وقت متأخر، حيث شهد عام 1958 أول فيلم لمدبولى وهو "أيامى السعيدة"، وتوالت الأفلام بعد ذلك والتى بلغ عددها 150 فيلمًا؛ منها "ربع دستة أشرار"، "عالم مضحك جدًّا"، "غرام فى أغسطس"، "مطاردة غرامية"، "المليونير المزيف"، "أشجع رجل فى العالم"، وآخر أعمال الفنان عبد المنعم مدبولى السينمائية "أريد خلعا" مع الفنان أشرف عبد الباقى.
ونال خلال مشواره الفنى العديد من الجوائز وشهادات التكريم، منها جائزة أحسن ممثل فى السينما عن أفلامه فيلم "الحفيد" وفيلم "أهلا يا كابتن"، وكذلك فيلم "مولد يا دنيا"، وفى عام 1986 حصل على جائزة تكريم فى مهرجان زكى طليمات، وفى عام 1983 حصل على وسام العلوم والفنون من الطبقة الأولى وفي عام 1984 حصل على جائزة الدولة التقديرية عن مجمل أعماله وقام بتكريمه الرئيس المصرى الراحل محمد أنور السادات بشهادة تقدير خاصة فى أكاديمية الفنون، وذلك عن دوره فى مسلسل أبنائى الأعزاء.. شكرًا، كما يعد أول فنان عربى كتبت عنه دائرة المعارف النمساوية.