تسير الاستعدادات لموسم الحج على قدم وساق من الجميع، سواء الذين سيؤدون الفريضة أو الجهات المعنية بتوفير الخدمات اللازمة لهم حتى يسافرون ويعودون بسلام لكن اللافت للنظر أن الأمور كلها تغيرت كثيرًا عن الماضى فى ظل الطغيان التكنولوجى.
قديما كان يُعرف البيت الذى يتواجد به حج أو شخص يستعد لأداء الفريضة من رسومات الكعبة والطيارة على واجهة المنزل لكن الوضع تغير تمامًا على الماضى، وباتت البوستات وتغيير صورة البروفايل هى السبيل للمعرفة، وبناءً على هذا نوضح فيما يلى ملامح طغيان التكنولوجيا على موسم الحج.
الارشادات الطبية والتعليمات الدينية
منذ اليوم الأول الذى يتأكد فيه الشخص من إتمام أوراق سفره لأداء فريضة الحج فإنه يبدأ بكل تأكيد فى متابعة كل ما ينشر عن موسم الحج فى الفضاء الإلكترونى، وفى البداية تكون الاستعدادات الوقائية التى تعلن عنها وزارة الصحة والإرشادات الطبية التى يتم نشرها عبر المواقع الإلكترونية من أجل توعيتهم حتى لا يصابون بأمراض معدية تؤثر على سلاماتهم، ومن ثم تتسرب إلى البلاد عند عودتهم مما قد يؤدى إلى تفشى وبائى.
وبعد متابعة الإرشادات الطبية وكافة النشرات الأخرى الخاصة بطريقة سفرهم لأداء المناسك، يأتى الاهتمام بالإرشادات الدينية، وهنا تجدر الإشارة إلى الأزهر الشريف والمؤسسات الدينية باتت تمتلك العديد من المنصات الإلكترونية التى تستطيع من خلالها الوصول إلى الجمهور.
البيت الحرام
والشىء الأهم أن المؤسسات الدينية باتت تدرك أهمية مواقع التواصل الاجتماعى فى توصيل التعليمات الدينية، وبناءً عليه تم الإعلان أنه تم الاستعداد لموسم الحج والعمرة عبر عدة نقاط أبرزها إعداد دليل فقهى مصور عن الحج والعمرة وإعداد فيديوهات "موشن جرافيك" لشرح مناسك الحج، إضافة إلى ذلك إعداد حملات توعوية تتضمن منشورات وإرشادات فقهية عن فضل الأشهر الحرم والأحكام الفقهية المتعلقة بالاستعداد للحج ونشرها على صفحات المركز على السوشيال ميديا سواء فيسبوك أو تويتر أو يوتيوب وتجهيز فيديوهات عن أهم الفتاوى المتعلقة بالحج والعمرة ونشرها على قناة المركز على اليوتيوب وكذلك عن أدعية الحج والعمرة، وأخيرًا نشر حملة على مواقع التواصل الاجتماعى الدروس المستفادة من مناسك الحج والعمرة تحت عنوان ماذا بعد الحج؟
وبعد التعرف على الإرشادات الدينية واتباع التعليمات الصحية، يأتى تجهيز مستلزمات السفر وأداء المناسك، وهنا نجد العديد من الصفحات على فيس بوك تروج لبيع الملابس الخاصة بالإحرام وكافة المستلزمات الأخرى الخاصة بالحج، ويتم نشر صور للمعروضات والأسعار من أجل اجتذاب الزبائن الذين يفضل بعضهم التعامل مع تلك الصفحات بدل من النزول للتسوق والبحث عن احتياجات السفر.
مستلزمات الحج
مرحلة جديدة تأتى بعد الانتهاء من التجهيزات للسفر، ويمكن تسميتها "الإعلان عن أداء الفريضة" وهنا يتسابق الحجاج خصوصا صغار السن على نشر صورهم بملابس الإحرام أو عمل Check in داخل الأراضى المقدسة عبر حساباتهم على مواقع التواصل الاجتماعى، لتنهال عليهم المباركات، وطلب الدعوات، وبعدها تظهر قوائم طلب الدعاء، لنرى صور الأسماء والدعوات بجوار الكعبة. وفى ظل طغيان السوشيال ميديا على موسم الحج، ظهرت قضية التقاط صور سلفى مع الكعبة وأحيانًا أثناء أداء المناسك مثلا رمى الجمرات لتنتشر حالة واسعة من الجدل عن مدى جواز تلك التصرفات، وفى هذه المسألة تحدث الدكتور أحمد ممدوح، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، قائلا : إن أصل التقاط الصور التذكارية فى الحج جائز، والحرمة هو أمر عارض، على سبيل المثال عند تصوير حدث عائلى أو شىء تذكارى فهذا جائز، ولكن عند تصوير شىء لا يرضى الله فهذا ممنوع.
وتابع خلال رده على سؤال عن حكم التصوير السيلفى فى الحج والعمرة، عبر الحساب الرسمى لدار الإفتاء بموقع التواصل الاجتماعى "فيس بوك"، أن استخدام الكاميرا والتصوير لا يبطل الحج ولا ينقص من ثوابه، ولكن يجب أن نلاحظ أن الحج رحلة روحية ورحلة العمر، والإنسان يذهب إلى هناك تاركا أهله وماله ودنياه ليقف بين يدى الله ليرجع كما ولدته أمه"، مضيفًا: "لا يوجد مانع فى التقاط صور أمام الكعبة أو بوقفة عرفة لكن ولكن لا تجعل هذا يخرج بك عن روحانية الحج، فتنشغل بالتصوير عن الخشوع والخضوع".