شيخ "غزوة الصناديق" يشبه الدعوة السلفية بـ"ديك سيتحول لفرخة تبيض".. وحفلة على فيس بوك من تلاميذ "برهامى" ضد محمد حسين يعقوب
"أعداء الأمس هم أعداء اليوم أيضا، وليس أصدقاء كما اعتادنا على سماع المقولة"، هذه الحالة تتطابق فعليا على سلفية الدعوة السلفية بالإسكندرية وعلى رأسها الشيخ ياسر برهامى، وسلفية القاهرة التى من أهم رموزها الشيخ محمد حسين يعقوب صاحب مقولة غزوة الصناديق، فلا يغرك تتطابق المظهر الخارجى لمشايخ سلفيو الإسكندرية وسلفيو القاهرة، وتعتبر أن شكل الخارجى يدل على توافق المضمون الداخلى، فالأمر ببساطة شديدة، أن داخل التيار السلفى حروبا فكرية حامية الوطيس، فهناك منهم فريقا يرى أن تأسيس جماعة أو كيان مخالف لصحيح الدين وبدعة، بينما فريقا آخر يرى أن تأسيس كيان كدعوة السلفية ضرورة من أجل نشر الدعوة، وليست هذه المسألة الخلافية الوحيدة بينهم، فمنذ زمن بعيد التلاسن الفكرى والكلامى قائم بينهم يختفى ويظهر ويتصاعد ويهبط وفى كل الأحوال الخلاف موجود لا يموت.
مؤخرا تجدد هذا الخلاف وأطلق شراراته الشيخ محمد يعقوب الداعية السلفى، حيث شبه الدعوة السلفية بالديك الذى سيتحول فيما بعد إلى "فرخة تبيض"، الأمر الذى دفع قيادات وأتباع ياسر برهامى للرد على هذا الأمر، فيما كشفت مصادر داخل الدعوة السلفية لـ"اليوم السابع" أن شيوخ الدعوة السلفية وعلى رأسهم الدكتور ياسر برهامى نائب رئيس مجلس إدارة الدعوة السلفية، منحوا الضوء الأخضر لشباب وقيادات الصف الثانى للدعوة السلفية بالرد على "يعقوب" والتصدى له، معتبرين أن ما يفعله محمد حسين يعقوب هو تحريض صريح منه لشباب التيار الإسلامى على شيوخ سلفية الإسكندرية.
البداية عندما شبه الشيخ محمد حسين يعقوب الداعية السلفى، الدعوة السلفية بـ"الديك" الذى كان يؤذن عند الفجر كل يوم وهدده صاحبه بأنه سينتف ريشه حال الصياح بالأذان، مضيفا فخاف الديك على نفسه وقال فى نفسه الضرورات تبيح المحظورات"، ثم شبه محمد حسين يعقوب الدعوة السلفية بالديك الذى سيصبح كالدجاجة التى تبيض.
بدوره رد الدكتور أحمد رشوان القيادى بحزب النور، على محمد حسين يعقوب، قائلا :"كم أحزنتنى قصة الديك ياشيخ يعقوب، فقد هالنى وأفزعنى ما قاله الشيخ محمد حسين يعقوب، ويتكلم فيه عن قصة ديك قال له صاحبه سأنتف ريشك لو أذنت فامتنع عن الآذان والديك يقول الضرورات تبيح المحظورات ولابد أن أراعى المصلحة والمفسدة وظل صاحبه يضيق عليه حتى أوصله لتمنى الذبح منذ أول مرة تهديد والعجيب أن الشيخ فى المقال ظل يسخر من حسابات المصالح والمفاسد.
ووجه "رشوان" تساؤلات لـ"يعقوب" قائلا: "ما معنى الربانية التى نشرت حضرتك عليها المقال بعنوان حكاية قبل النوم "؟ وهل السخرية من مراعاة المصالح والمفاسد أم من تطبيقها على الواقع أم ممن طبقوها؟، أتمنى وأنا حزين جدا أن يكون أقل الأحوال المذكورة هى السخرية من الأفراد، وهى حال ما كنت أحب أن أراك عليها وهى السخرية ممن قلت حضرتك أنهم مشايخك قبل ذلك، لأن السخرية من قاعدة المصالح والمفاسد أمر خطير عظيم أربأ بك عنه".
وتابع "رشوان" فى انتقاده لتصريحات محمد حسين يعقوب:" الشيخ بدأ مقاله بكلمة عجيبة لم أقرأها قبل ذلك فى كتب أهل العلم وهى (من يتنازل مرة يتنازل دائما)!!!!!! فهل هذه قاعدة أصولية أم هى قاعدة فقهية؟، ومن قال أنه من اضطر للتنازل (لو سلمنا أن هناك تنازل أصلا) مرة يتنازل دائما، واختتم المقال بعجيبة أخرى وهى "القرارات التى تصنعها الكرامة صائبة وإن أوجعت !" فهل فى المخالفة لقواعد الشرع كرامة!!! بل الكرامة كل الكرامة فى اتباع دين الله وسنة الرسول وقواعد أهل العلم".
وأضاف "رشوان" فكيف كنت ترد حضرتك على من قالوا مثل قولك فى الثمانينيات من الجماعة الإسلامية عندما كانوا يسخرون من المصالح والمفاسد، والعجيب أن حضرتك ذكرتك الديك وأنه مطالب أن يصبح "فرخة" ويبيض وهم كانوا يصفون مشايخ وتلاميذ السلفية بأنهم فراخ بيضاء!.
سامح عبد الحميد، الداعية السلفى، تدخل على الخط وهاجم "يعقوب" قائلا: إن الشيخ محمد حسين يعقوب دائم التلميح والتصريح بالطعن فى الدعوة السلفية، ويتهمهم بالتخاذل والتنازل عن المبادئ، وكل ذلك بسبب مواقف الدعوة الداعمة للدولة المصرية ومؤسساتها.
وأضاف عبد الحميد، أن من العجيب أن الشيخ يعقوب ما زال مُصرًا على مواقفه الكارثية رغم مرور السنوات واتضاح الرؤية، وظهور الحق الذى لا مرية فيه، وكان المنتظر من الشيخ يعقوب أن يُعلن أسفه وندمه على السنوات التى غرر فيها الشباب؛ وشحنهم بالأحقاد والأكاذيب والكراهية؛ ضد علماء الدعوة السلفية الذين هم شيوخ الشيخ يعقوب، ولكنه شرد وحده بدون فهم للتكييف الشرعى للأحداث.
وأوضح، أن موقف الشيخ يعقوب عجيب ومُريب، فلا هو مع الدعوة السلفية، ولا هو مع الإخوان، ولا وقف فى رابعة، ولا وقف ضدها، ولا دعم مؤسسات الدولة، ولا خرج ليثور ضد ما يظنه باطلًا، فلماذا هو فى الظل والمنطقة الرمادية، والواقع يُثبت أن الدعوة السلفية حافظت على نفسها وعلى أبنائها، وحافظت على وجودها الدعوى، وحافظت على مصر، وشاركت فى بناء مصر، بينما خسر غيرها كل شىء، فماذا حقق الشيخ يعقوب فى كل هذه السنوات.
فيما قال سامح محمد بسيونى، رئيس الهيئة العليا لحزب النور، إن قاعدة اعتبار المصالح والمفاسد والتى سخر منها الشيخ يعقوب على الدعوة السلفية، هى فى الأساس قاعدة شرعية أصولية كلية ومجمع عليها من العلماء والعقلاء عبر الزمان والمكان، والجميع يطبقها على نفسه ومصالحه الخاصة قبل العامة.
وأضاف عبر صفحته الرسمية "فيس بوك"، العجب أن تجد البعض إن طبقها فى مصالح الأمة أو حفظا لدماء أبناء الأمة تجد بعض الديكة يتصايحون مستنكرين ذلك مع أنهم هم أول من يطبقونها لتحقيق مصالحهم الضيقة.
الشيخ أحمد هلال، أحد قيادات الدعوة السلفية قال إن الشيخ يعقوب مازالت توسوس له نفسه وشيطانه أن درء المفاسد مقدم على جلب المصالح، ولأن قاعدة الموازنة بين المصالح والمفاسد التى اتفقت عليها العقول السليمة واجتمعت عليها كلمة علماء الشريعة صارت ضلالاً مبينًا لأنها وسوسة شيطانية ونفسه إلا أن تكون وسوسة الشياطين بالحق المبين، ولكن للأسف صار الاحتكام إلى قواعد الشريعة من جملة التنازلات المذمومة التى يعاب ويلام ويذم من كانت القاعدة الشرعية مصدره فى اختياراته الفقهية كارتكابه أخف الضررين.
وأضاف قائلاً: "نحن بحاجة إلى تأسيس فقه الموازنات لا مجرد تأكيده فى قطاع كنا نظنه من العالمين بأصوله وفروعه، فظهر لنا سطحية فجة فى تناولهم هذه القضية، فما من فتنة تمر بالأمة إلا ومن ورائها جهل بقضية من قضايا العقيدة أو الشريعة".