شخصية الصحفى تعد من أكثر المهن التى تؤثر فى الرأى العام وتناولتها السينما المصرية بأكثر من شكل معظمها يدورما بين الصحفى الوصولى والانتهازى الذى يستخدم وظيفته فى تحقيق أهداف الشخصية وبطرق غير شرعية .
وما بين أيضا الصحفى صاحب المبادئ الذى يظل يدافع طوال مشواره عن الحق إلا أنه يقع فى النهاية ضحية للفساد وما بين هذه النماذج تظل شخصية الصحفى مهمشة فى الأعمال السينمائية وتثير جدلاً واسعاً.. نرصد منها على سبيل المثال ما تناولته الأفلام لدور الصحفى فى السطور التالية .
يعد من أشهر الأدوار التى قدمت فى السينما المصرية شخصية الصحفى الوصولى الذى قدمه الفنان حمدى أحمد فى فيلم القاهرة 30 للمخرج صلاح أبو سيف عام 1966، حيث جسد شخصية محجوب عبد الدايم الصحفى الذى يتنازل عن مبادئه الريفية وشرفه ويتزوج من إمرأة هى عشيقة لمسؤول كبير ويتغاضى عن غراميات زوجته مقابل أن يحقق طموحاته المادية ويبحث عن الترقية فى العمل .
قدم أيضا الفنان الكبير كمال الشناوى ضمن رائعة نجيب محفوظ "اللص والكلاب" شخصية الصحفى الانتهازى والمتحول الذى يتخلى عن رسالته ومبادئه مقابل أن يصل للثراء ولمكانة مرموقة فى وظيفته ويكشف العمل العديد من كواليس صاحبة الجلالة .
ويعد فيلم "امرأة واحدة لا تكفى" من الأفلام التى اعتمدت على دور الصحفى الذى لعب دور البطولة وجسده الفنان أحمد زكى قدم دور الصحفى الوصولى والانتهازى والدون جوان، الذى لا يهتم سوى بلذاته وشهواته، بعيداً عن أى مهنية كصحفى، وهو الذى تتعدد علاقاته النسائية، للدرجة التى يحب فيها أكثر من امرأة فى وقت واحد، وكل واحدة منهن تختلف عن الأخرى.
كما قدم الفنان سمير صبرى نموذج للصحفى المتملق فى "دموع صاحبة الجلالة" رائعة موسى صبرى من خلال شخصية "محفوظ عجب" الصحفى المنافق الوصولى المداهن للسلطة، والذى عرف كيف يأخذ ما يريده من الجميع بعدما فقد كل معايير الأخلاق والشرف والأمانة وبهذا يواصل صعوده بالنفاق والتملق والانتهازية وتعد من أشهر شخصيات السينما المصرية .
وقدم الزعيم عادل إمام دور الصحفى فى فيلم "الغول" المتصدى للفساد حيث يقرر الوقوف ضد محاولات الانفتاحى الكبير والتصدى له، لكنه لا يستطيع الصمود أمام هذا الغول وتياره الجارف وينتهى الفيلم بسقوط الغول صريعا بضربة من ساطور يحمله الصحفى والفيلم من إخراج سمير سيف وإنتاج عام 1982.