علاقته لم تكن عابرة بالمرأة بل نسج من خيوط شعره وقصائده سلسلة من البيوت الشعرية التى احتمى فيها أحيانا بحبه لأمه وأخرى بحنينه لامرأة تجسد وطنه، وأخرى لأخته وغيرها لحبيبته، هو الشاعر الفلسطينى الثائر محمود درويش الذى تحل اليوم ذكرى رحيله التى مر عليها 10 سنوات.
قرر محمود درويش أن يكون ضمن قائمة المبدعين بقيمة المرأة ووجودها فسبقه الكثير من الشعراء مثل امرئ القيس، وبشار بن برد وحافظ إبراهيم ونزار قبانى، ليسطر فصلا مختلفا فى اهتمام الشعراء العرب على مر العصور بالمرأة، التى ربطها بالأرض والوطن.
1- الأم:
يتداول الكثير من رواد مواقع التواصل الاجتماعى بعض الأبيات الشعرية فى عيد الأم أو غيرها من المناسبات للتعبير عن حبهم لأمهم، وهى القصيدة الأشهر التى تعود للشاعر الراحل محمود درويش والتى لا يعلم الكثيرين أنه صاحب حروفها، تفجرت داخل درويش احتياجه لأمه خاصة بعد اعتقاله بسجن المحتل الاسرائيلى فى سن مبكر، مما جعل علاقته بوالدته يفيض منها الحب وهو ما تم ترجمه فى قصيدته.
"أحنّ إلى خبز أمى
وقهوة أمى
ولمسة أمى
وتكبر فيّ الطفولة
يوما على صدر يوم
وأعشق عمري لأنى
إذا مت
أخجل من دمع أمى"
2- المرأة الحبيبية:
اهتم محمود بالتعبير عن حبه للمرأة كحبيبة، لكنه لم يمارس دور العاشق الذليل، فكان حبه راقيا بدون لوعة وظهرت قصائد الحب العاطفى فى ديوانه الأول: "عصافير بلا أجنحة".
"إلى أين نمضي .. أناديك، إني خلفك، فيك، أحُثَ المنى
لعينيك ... ليلي الطويل ... وفجري القصير، وكل الذي في الدُّنى
لعينيك عيناي .. قلبي، ذاتي، فكري ... جسمي كلي أنا
أحبك.. حتى القساوة فيك ... وحتى فرارك من دربنا".
3- المرأة كالوطن:
جسد محمود درويش فلسطين والأرض فى معظم قصائده أنها امرأة فلم يفرق بين حبيبته ووطنه، وهو ما جسده واضحا فى الكثير من الأبيات رسم ملامح حبيبته بخطوط الوطن.
"الأرض أم أنت عندى أم أنتما توأمان
من مدّ للشمس زندى الأرض أم مقلتان
سيان سيان
إذا خسرت الصديقة فقدتُ طعم السنابل
وإن فقدت الحديقة ضيعت عطر الجدائل
وضاع حلم الحقيقة
لذلك فلسطينية العينين والوشم، فلسطينية الاسم"