رفعت سيدة سيناوية من ذوى الاحتياجات الخاصة شعار "تحدى عزيمة إصرار"، والذى كان وراء نجاحها فى تحدى ظروف إعاقتها التى أفقدتها الحركة على قدميها، والنجاح فى تصدر بطولات ألعاب رياضية، واستكمال تعليمها الجامعى بعد الزواج وحصولها على بكالوريوس إعلام، والاختتام بنجاحها كمراسلة تلفزيونية لإحدى القنوات الفضائية بشمال سيناء.
شيرين كمال الطبرانى، روت تجربتها مع تحدى الإعاقة لـ"عين"، مؤكدة أن أهم ما تفخر به فى هذه التجربة هى الأمومة، وقالت: "عندى 4 أبناء .. ثلاثة بنات وولد.. الابنة الكبرى حصلت على بكالوريوس تجارة، وتستكمل دراستها العليا، والابن يدرس فى كلية إعلام جامعة سيناء، والابنة الوسطى فى مرحلة ثانوية عامة والأخيرة طفلة عشر سنوات.
وأضافت أنها حصلت على دبلوم تجارة وأكملت دراستها الجامعية بعد الزواج والإنجاب، لتحقق حلم عمرها بدخول كلية إعلام جامعة القاهرة.
وأضافت أنها تقبل كل تحد والنجاح دائما حليفها، موضحة أن أبرز تحدياتها كان فى مجال الرياضة، الذى حصلت فيه على أكثر من 60 ميدالية فى التنس والسلة والطائرة على مستوى الجمهورية من ذهبية وفضية، دخلت منتخب مصر، ثم التحدى للعمل إعلامية من خلال تجربة الكتابة الصحفية بإحدى الصحف، وأخيرا مراسلة بإحدى القنوات، وأنها لم تتجهل القيام بدور مجتمعى، فحاليا عضو بالمجلس القومى للمرأة بالمحافظة وأمين صندوق جمعية للأشخاص ذوى الإعاقة.
وأوضحت أن الإعاقة التى تعانيها هى شلل الأطفال، الذى لازمها منذ كان عمرها سنة ونصف، وذلك بعد أخذ تطعيم السنة ونصف حيث ارتفعت حرارتها فأعطاها والدها حقنة تخفيف حرارة سببت لها الشلل، وأجريت لها أكثر من 13 عملية جراحية بدون فائدة.
وأضافت أنها تعتبر سبب نجاحها فى الحياة بعد توفيق الله لها، تشجيع والديها الذين كانت أمنيتهم رؤيتها بطلة رياضية وإعلامية.
وأشارت إلى أنها بدأت النشاط الرياضى من عمر 6 سنوات، بينما كانت من الأوائل فى المدرسة، وكانت الرياضة بالنسبة لها عشق دائم، حتى أنها بعد زواجها كان زوجها محمود عطوه مدربها فى التنس، وخاضت بطولات على مستوى الجمهورية ومستويات محلية داخل المحافظة، ومن بينها شاركت البطولات مع نجوم لعبة التنس خميس الهابط وهشام مرتجى وأحمد عبد الخالق.
وقالت إن والدها كان يعمل مدرس لغة عربية، توفى وهو على درجة مدير عام، والأم حاصلة على الابتدائية لكنها مثقفة جدا وفكرها واسع، مضيفة أنها أخت لـ6 أشقاء، ومن بين ما تفتخر به حصولها فى مجال النشاط الرياضى على شهادات تقدير من كل محافظى شمال سيناء، وهم منير شاش، وأحمدعبد الحميد، ومحمد شوشه، ومراد موافى، وعبد الوهاب مبروك، وأخيرا عبد الفتاح حرحور.
وقالت إن من بين الصدف المؤثرة فى حياتها أنها أول سيدة معاقة فى شمال سيناء تخوض انتخابات نيابية قدمت للانتخابات الأخيرة.
وتحدثت شيرين الطبرانى، عن البداية فى تحدى الإعاقة، أنه بتشجيع والديها دخلت نادى للمعاقين وكان غرفة فى استاد العريش، حيث تلتقى زملائها الرياضيين المعاقين ويتنافسون على الفوز والتفوق فى اللعبة، وهذه نتيجة عزيمة وإصرار على الفوز، وإن أول بطولة خاضتها على مستوى الجمهورية حصلت فيها على ميدالية وكانت أول ميدالية لشمال سيناء، رغم إنها خاضت اللعب وهى حامل، وكان مجموع ما حصلت عليه أكثر من 60 ميدالية فى التنس والسلة والطائرة وألعاب القوى.
وقالت إن من بين أوجه التحدى التى تعتز بها، استكمالها الدراسة الجامعية بعد الزواج فى كلية الإعلام بجامعة القاهرة، حيث كانت تقطع مسافات السفر من العريش للقاهرة من أجل الدراسة بمفردها لتحقيق حلمها أن تصبح إذاعية، وكان هذا مرهقا جدا أن تكون طالبة وأم فى البيت وزوجة، ولاعبة فى وقت واحد.
وقالت إنها استكملت دراستها بتفوق وبعد التخرج ونتيجة لسعيها، تم اختيارها مراسلةً تلفزيونية لإحدى القنوات فى سيناء لتحقق أمنيتها.
وأوضحت أنها كمعايشة لظروف المعاقين فى شمال سيناء، ترى أن ظروفهم صعبة، وأن الجمعيات الخيرية تظهرهم بمظهر مسئ لهم، مضيفة أن من بينهم نماذج ناجحة جدا لكن مظلومين، موضحة أن أهم مطالبهم هو وجود دار للإعاقًة الذهنية وعمل مصنع لتصليح الأجهزة التعويضية والكراسى المتحركة والسماعات، وتصليح الطرق لتصبح ملائمة لسيرهم، كما أن أشخاص كثيرون يحتاجون لأطراف ويجب الوقوف بجانبهم وتحقيق كل احتياجاتهم.
واختتمت:" نصيحتنا للأسر التى فى بيتها معاق .. الاهتمام النفسى به وتقديم العلاج .. وتقوية شخصيته بالمشاركة فى أى نشاط رياضى، وتشجيعه للتعليم والحصول على أعلى درجات التفوق، وعدم اليأس من حالته الصحية، وعدم اعتباره نقمة" ، مضيفة أنه تعتز بلقب "معاق" ولا تعتبره يجرح شخصيتها.