فلكلور مصرى أصيل اعتاد الأهالى فى القرى عليه بمختلف المناسبات، حيث تتآلف نغمات المزمار مع رقصات الخيول، ليمتزجا معا لينتجا عرضا رائعا تترقبه العيون والقلوب.
فما إن تفتح حواجز عربات نقل الخيول أبوابها لتدب بأقدامها على الأرض استعدادًا للدخول وبداية الفقرة، حتى يلتف الجميع ليتابعوا العرض باهتمام شديد.
ذلك العرض الراقص للخيول الذى يعرفه أبناء قرية غامرين بمحافظة المنوفية عن ظهر قلب، وينتظرونه فى أفراحهم، وبمجرد أن يعلن النبطشى عن بداية العرض، وتبدأ الخيل فى التراقص على أنغام المزمار البلدى، يزين المشهد تفاعل وتصفيق حار من الحضور على جانبى الصوان.
فولكلور مصرى أصيل
"الرقص بالخيول تراث مصرى قديم وجزء من عاداتنا وتقاليدنا بنعمله مجامله للعريس فى حنته وزفافه".. كلمات وصف بها الحج صبرى صاحب الخيول مكانة تلك الفقرة لدى أهل القرية.
وأضاف صاحب الـ70 عاما أن فقرة الرقص بالخيول يسبقها استعدادات كثيره تصل لأسبوع حتى تخرج الفقرة بأفضل صورة، فالخيول تشعر أن يوم العرس كأنه يوم زفافها.
استعدادات الخيول للفرح
يستيقظ محمد نجل الحج صبرى بعد سماع أذان الفجر وينتظر حتى مطلع الشروق، ليبدأ فى تجهيز "أميرة" أقرب الخيول لقلبه.
أولا يتم استحمام الخيل بالماء الدافئ، ثم يطلب الحج محمد من ابنه أن يحضر الطعام ليقدمونه لها وفى تمام الساعة السابعة صباحا تبدأ الحصة الأولى من التدريب، وهى الجرى لمسافات قصيره حتى لا تصاب بشد عضلى يمنعها من استكمال العرض.
وفى الغروب تبدأ الحصة الثانية من التدريب وهى التمرين على الوقوف على قدميها لتنتهى "أميرة" من الاستعدادات الأخيرة للمباراة المنتظرة.
يوم العرض
فى تمام الساعة الخامسة مساءً يبدأ أصحاب الخيول فى التحرك فمنهم من يـأتى من محافظة أخرى ومنهم من يأتى من قرية بعيدة بالمنوفية لمجاملة العريس وللتنافس للحصول على أفضل لقب "حصان راقص".
تدخل عربات النصف نقل فى الساحة المخصصة لاستعراض عروض الخيل لتنزل منها سيل من الخيول المشاركة فى العرض، فيستقبلهم أهل العريس الذين يقدمون لهم وجبة العشاء بعد قطع مسافات كبيرة لحضور الحنة.
ساحة العرض
وخلف الحلقة تجد ساحة كبيرة يستعد بها الخيول للدخول لوسط الصوان، بأماكن مخصصة للذكور والإناث تفصل بينهما فرقة المزمار البلدى، وعلى الجوانب ألواح خشبية تحدد المنطقة التى لا يتخطاها الحضور.
ويقول محمود ناجى السرسى شقيق العريس: اتعودنا نشجع فقرة الرقص بالخيول فى أفراحنا بدل الفقرات المسيئة الأخرى كالراقصات، وتعاطى المخدرات.
بالرغم من أن المدة المحددة للراقص الواحد بالخيل لا تتعدى الـ5 دقائق، إلا أنها تكون دقائق من الفن والإبداع يستمتع بها كل الحضور.
النقطة
40 من الخيول تتبادل حلقة الرقص فى وصلة مصرية أصيلة، ليبدأ أعيان القرية فى التوافد على الفرح وتقديم واجب" النقطة"، والتى تتوزع على الخيول وعلى أفراد فرقة المزمار التى تعزف طوال الفقرة.
4 ساعات قضتها الخيول حتى الثالثة فجرًا، ليغادر أهل العروسين الصوان تزين وجوههم البهجة، ويعود كل راقص بخيوله لمحافظته مرة ثانية فى انتظار المناسبة التالية.
.jpg "27 (2)")