مونديال قطر 2022 يواصل حصد الأرواح

كأس العالم كأس العالم
 
أحمد عصام

أعلنت اللجنة العليا للمشاريع والإرث المنظمة لكأس العالم فى كرة القدم 2022 فى قطر، فى بيان الثلاثاء، وفاة عامل فى استاد الوكرة المقرر أن يستضيف مباريات من البطولة التى ستقام فى شتاء 2022، وجاء فى البيان: "ببالغ الأسى عن وفاة عامل نيبالى يبلغ من العمر 23 عامًا، وذلك أثناء تأدية عمله فى موقع مشروع استاد الوكرة صباح الثلاثاء" وأشارت اللجنة إلى "فتح تحقيق فى الحادثة"، وأنها ستقدم المزيد من التفاصيل "حول نتائج التحقيقات فى الوقت المناسب".

وسبق لعامل نيبالى يبلغ من العمر 29 عاما، أن توفى فى الموقع ذاته فى اكتوبر 2016، بعد تعرضه للصدم من قبل شاحنة. وحادثة الوفاة الجديدة هى الأولى منذ الإعلان عن وفاة العامل البريطانى زاك كوكس لدى سقوطه فى ورشة استاد خليفة فى يناير 2017.

ولقيت ظروف العمال الأجانب فى المشاريع المرتبطة بمونديال 2022، انتقاد العديد من المنظمات الحكومية، لاسيما لجهة الظروف التى يعملون فيها والحقوق التى ينالونها. ونفت الدوحة بشكل متكرر هذه الانتقادات، مؤكدة العمل بشكل مستمر على تحسين ظروف العمالة الأجنبية.

وأكدت اللجنة المنظمة فى سبتمبر 2017 التزامها "بحماية العمال فى مواقع بناء استادات بطولة كأس العالم لكرة القدم قطر 2022 وضمان صحتهم وسلامتهم"، ولم يحدث ذلك حتى الآن.

من ناحية أخرى، سلطت صحيفة "الاكونوميستا" المكسيكية الضوء على الأخطاء الكارثية فى ملف تنظير قطر لكأس العالم بعد ارتفاع عدد الضحايا إلى أكثر من 400 عامل مؤكدة أن إسناد ملف التنظيم للدوحة يشوبه فساد لا يمكن إنكاره، حيث تطالب العديد من الدول الأوروبية بسحب الملف من الدوحة لاستحالة استضافتها للبطولة بشكل جيد لأسباب من بينها المناخ والطبيعة الجغرافية لقطر، وكذلك الأزمة القائمة بينها وبين الدول العربية والتى تحول دون وجود خطوط طيران ملائمة، بالإضافة إلى الظروف الصعبة التى يعيشها عمال الملاعب والتجهيزات لاستضافة البطولة.

وقالت "ايكونوميستا" فى تقريرها أن قطر تنفق المليارات فى عالم الساحرة المستديرة للتعتيم على جرائمها من جهة، وتجميل صورتها من جهة آخرى، موضحة أن الدوحة تخصص صندوق استثمارى للأحداث الرياضية وشراء نوادى كرة القدم، وحقوق نقل البطولات الأوروبية والتعاقدات مع اللاعبين، والاستثمار فى ألعاب القوى العالمية وغيرها الكثير مثل كأس العالم فى 2022، وتقدر استثمارات قطر فى هذا المجال بـ211 مليار يورو، لا لشىء إلا لتعزيز وجودها فى المنطقة التى يتفوق عليها جيرانها من الدول العربية الأخرى، ولذلك فان قطر لا يوجد لديها ما يفوقها عن غيرها فى المنطقة العربية سوى الاموال.

ويقول جيمس دورسى، باحث وخبير مكسيكى فى قضايا الشرق الاوسط: "استثمارات قطر الضخمة فى الالعاب الرياضية كأداة من أدوات القوة الناعمة لن تصمد طويلا، خاصة وأن التكلفة تكون اعلى من الفوائد التى تعود عليها، فى محاولة لتجاوز الازمة القائمة من عزلتها بسبب تمويل الارهاب ودعم المنظمات الارهابية".

وأشار الباحث إلى أن كأس العالم 2022 سيقام للمرة الأولى فى فصل الشتاء، وذلك بسبب ارتفاع درجات الحرارة داخل قطر فى الصيف، وهو أول ما يثير استياء مسئولى الأندية من تنظيم كأس العالم 2022 فى قطر.

وأضاف الخبير السياسى أن "ظروف العمل للعمال خلال السنوات الأربع الماضية خلقت العديد من الانتقادات من المنظمات الدولية التى قدرت أن أكثر 400 عامل قد يموتون اثناء العمل بسبب خطر الظروف المناخية واستغلال العمالة، ومع ذلك فليس هذا هو العامل الاكثر حسمًا أيضًا، فبالإضافة إلى ذلك فان بعض المسئولين القطريين يواجهون اتهامات بالفساد، مثل محمد بن همام الذى تم طرده نهائيًا من الفيفا.


اضف تعليق
لا توجد تعليقات على الخبر