«وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ أَبَىٰ وَاسْتَكْبَرَ»، هكذا بدأت ملحمة سقوط «عزازيل» من الملكوت، بعد إن تتبع رفضه كلماته الأشهر على الإطلاق «أنا خير منه، خلقتنى من نار، وخلقته من طين»، فأظهر إبليس ما فى قلبه من عشقه لذاته، الذى وصل حد الغرور ففسق عن أمر ربه فطرده الله عز وجل من رحمته.
وعلى مر العصور والأزمنة ارتبط «لوسيفر» فى ذاكرة البشرية باختلاف معتقداتهم أنه زعيم مملكة الشر والظلام، فنائه فى حالة فناء الكون بأسره، وله أسماء وأشكال متعددة، قام ببناء عرشه على الماء ليرضى غروره، تعرف معنا على إبليس فى الأديان السماوية.
فى الدين الإسلامى
ويرى المسلمون أن إبليس قادر أن يتجسد فى صورة إنسان وحيوان، يبث الشر والرعب والمعصية ويوسس للبشرية، لارتكاب المعاصى وأخذهم إلى الظلمات، ويعتبر هو أصل ورمز الشر فى العالم بأكمله.
المعتقدات اليهودية
فى «أسفار الكتابات» وكتاب«ابو كريفا» يمثل «المتمرد» كما يلقبونه بالعبرية، أنه من جلب الموت إلى العالم، ويمثل بالنسبة لهم بقابض الأرواح، وبحسب كتاب «إينوخ» إن الله اختار أحد الملائكة ليكون سببًا فى إبتلاء إبراهيم من خلال التضحية بابنه إسحاق، ولذلك كانت تلك الصفات تتطابق مع«لوسيفر» حيث أنه يعرف فى المعتقدات الأخرى كونه كان ملاك تحت قيادة الله.
وذكر فى أكثر من كتاب مثل «الزوهر» والتلمود البابلى»، أن إبليس كان له زوجة تسمى «ليليث»، كانت فى السابق زوجة لأدم لكنها رفضت الخضوع والسجود له، لأنها لم تكن مثل حواء خلقت من ضلعه، فتمرددت وذهبت إلى لوسيفر وكانت تنجب منه فى اليوم 100 طفل.
فى المسيحية
كان «إبليس» بالنسبة للمسيحية كائنا روحيا مظلما يحكم طائفة ممن يشبهونه ويخضعون لأوامره، وأنه كان ملاك من ملائكة الله وحينها كان يوصف بـ«حامل النور»، وفى معتقداتهم أن هذه الصفة هى أصل كلمة «لوسيفر»، الذى يعد أحد أسمائه الرئيسية.
وأن ما أطاح بـ«إبليس» من الملكوت هو غروره وكببريائه، وبعد أن سقط هو وإتباعه تحولا إلى أرواح نجسة وشريرة، حيث أنه كما ذكر فى الكتاب المقدس آية (إش 14: 14): «أَصْعَدُ فَوْقَ مُرْتَفَعَاتِ السَّحَابِ، أَصِيرُ مِثْلَ الْعَلِيِّ».