لا شك أن مهرجان القاهرة الدولى للمسرح التجريبى فى مصر الذى نحتفل هذا العام بيوبيله الفضى ومرور ربع قرن على إنشائه قد شكل وعى جيل كامل من المسرحيين على مدار دوراته وشاهدنا خلاله العديد من العروض والتجارب المسرحية بغض النظر عن جودتها وحرفيتها ولكنها فى النهاية تجارب نشاهدها ونتعلم منها.
مهرجان المسرح التجريبى هو عرس مسرحى وملتقى ثقافى كان ولا يزال المسرحيين المصريين والعرب ينتظرونه كل عام والدورة الجديدة، والتى تحمل رقم (25) قد أتم المهرجان بها ربع قرن ومع كل دورة تخرج الأسئلة والمحاورات حول فائدته وإشكالية تسميته ومشاكل تنظيمه وجدواه من الأساس لمصر وللمسرح المصرى والعربى وهى فى الحقيقة مناقشة لم ولن تنتهى طالما المهرجان مستمرا فهو طوال تاريخه ومنذ دورته الأولى وهو له مؤيديه والمتحمسين له والمدافعين عن وجوده وله أيضا معارضيه وأعدائه والمهاجمين له ولمن يديروه وسيظل الاشتباك قائما فى كل دوراته.
من وجهة نظرى، تأتى أهمية مهرجان المسرح التجريبى والمعاصر فى الانفتاح والاطلاع على حركة المسرح فى العالم والتطور الذى شهده يشهده فى التخلى أحيانا عن الكلمة والاهتمام أكثر بحركة الجسد والتمثيل الحركى الصامت الذى يعتمد فى عناصره الأساسية على التعبير الحركى المتناغم مع التقنيات الحديثة فى الإضاءة والديكور وللحق يسعى صناع المهرجان على اختيار المسرحيات التى تعنى بمعالجة القضايا الإنسانية المعاصرة بعمق وتوسع ويجب علينا جميعا كمسرحيين ومهتمين بالمسرح ومحبين له مساعدة إدارته وتشجيعها على خروج تلك الدورة بشكل يليق باسم مصر الرائدة فى الفن والمسرح بشكل خاص.