يذهب كل يوم لمواجهة الموت بشىء من الراحة يلفت الانتباه، يظهر فى استعراضه بجسده ولمعان عيونه عندما تلامس عيون الثور، كأن بها شيئا من التحدى يصعب وصفه أو تسميته، اختار ما يفعله فى الحياة بملء إرادته وترك قرار موته بيد القدر، حتى أصبح شغوفًا أكثر تجاه الموت بمجرد أن أحب، حيث بدأت نظرات التحدى والإقبال على الثور لمصارعته تظهر عليه بشكل أكبر، وذلك حتى يحصل على تصفيقه من بين كفوف حبيبته وهى تنظر إليه بكل فخر.
يحل اليوم ذكرى وفاة أشهر مصارع ثيران عرفته إسبانيا «مانوليتى»، وهو رابع خُلفاء مصارعة الثيران القرطبيين، الذى أثناء بحثه عن الموت، وجد حب الحياة فى عشق« لوب سين»، والتى تناولت قصتهما معًا فى فيلم، يحمل ذات الاسم وقام ببطولته الممثل العالمى «أدريان برودى»، والممثلة «بينلوبى كروز».
كان فى حياة «مانوليتى» قصتين من العشق، حب جلب له الحياة وحب جلب له الموت، الأول كان يخص«لوب سين»، التى منحته الحياة عندما تركت عملها كعاهرة، لتبقى إلى جانبه طوال حياته وقد صدقت فى عهدها له، وظلت بجانبه، حتى قتله الحب الثانى المتواجد فى حياته وهو «مصارعة الثيران».
خاض أول مصارعة له فى بلدة «قُبرة» القرطبية عام 1931 وسنه لم يتجاوز الرابعة عشر، صارع فى صيف عام 1933 فى برشلونة وفى قرطبة، وفى الخامس والعشرين من عام 1935 شارك فى عرض مدريد إلى جانب المصارعين المكسيكيين ليبوريو رويز، سلفيريو بريز والإسبانى بونيفاسيو فريسنيو، تسلق فى السنوات اللاحقة درجات مصارعة الثيران وفرض أسلوبا خاصا به فى المصارعة.
آخر مصارعة خاضها فى مدريد يوم 16 يوليو 1947 فى حلبة المصارعة بنيفسنسيا وقد حضرها حاكم إسبانيا الجنرال فرانثيثكو فرانكو، وبالرغم من إصابته خلال المصارعة، إلا أنه أكمل الجولة حتى أرد الثور قتيلا، فقطع أذنيه قبل أن يذهب لتلقى العلاج.
فى 28 من عام 1947م على حلبة لينارس بجيان، صارع «مانوليتي» الثور«إسلير»، وخلال تلك الجولة تلقى المصارع القرطبى طعنة بقرن الثور الذى يبلغ وزنه نصف طن اخترقت أعلى فخذه الأيمن ومزقت أربطة تلك المنطقة، وهو ما تسبب له فى نزيف حاد، على اثرها مات فى اليوم التالى، وكان مانوليتى اتخذ قرار اعتزاله فى نفس ذات العام، إلا أن القدر وقصة الحب تلك، قررت إنهاء تلك القصة بالدم، فقتل المصارع القرطبى حبه «الثور»، وحبه قتله عندما غرس قرونه داخل جسده.