فى شهر سبتمبر من عام 2016 أعلن البابا فرنسيس الأم تريزا قديسةً فى الكنيسة الكاثوليكيَّة تقديرًا لخدماتها وتضحياتها الإنسانية.
ولدت الأم تريزا فى 27 أغسطس 1910، فى مدينة سكوبى فى دولة مقدونيا، كان أبوها يعمل مقاول بناء، وكان اسمها "جونشى بوياخيو".
فى الثانية عشرة من عمرها قررت "جونشى" أن تصير راهبة، وذهبت إلى دير راهبات "أخوية لوريتو" بأيرلندا حيث رسمت راهبة مبتدئة، وبعد عام أرسلت إلى دير تابع لتلك الرهبنة فى مدينة داريلينج بالقرب من كالكوتا فى الهند.
فى أحد الأيام من عام 1946، وهى مسافرة بالقطار إلى داريلينج، شاهدت رؤيا يبدو فيها الرب وهو يدعوها إلى "خدمته بين أفقر الفقراء" وفى عام 1948 غادرت الدير وذهبت إلى أحياء كلكوتا الفقيرة لإنشاء أول مدرسة لها.
فى كلكوتا حولت الأم تريزًا جزءًا من معبد كالى (إلهة الموت والدمار عند الهندوس) إلى منزل لرعاية المصابين بأمراض غير قابلة للشفاء والعناية بهم فى أيامهم الأخيرة، وتوالت بعد ذلك المؤسسات التى أنشأتها الأم تريزا، فأقامت "القلب النقى" و"مدينة السلام" (مجموعة من المنازل الصغيرة لإيواء المنبوذين من المصابين بأمراض معدية) ثم أنشأت أول مأوى للأيتام، وبازدياد المنتسبات إلى رهبنة "الإرسالية الخيرية"، راحت الأم تريزا تنشئ مئات البيوت المماثلة فى طول الهند وعرضها لرعاية الفقراء.
ومن أعمالها أنها استطاعت خلال الاجتياح الإسرائيلى للبنان عام 1982 أن توقف إطلاق النار لمدة معينة إلى أن تمكن رجال الدفاع المدنى من إنقاذ 37 طفلاً مريضًا كانوا محاصرين فى أحد المستشفيات.
عند تسلمها جائزة نوبل للسلام 1979 طلبت إلغاء العشاء التقليدى الذى تقيمه لجنة جائزة نوبل للفائزين، وطلبت أن تعطى المبلغ لتنفقه على إطعام 400 طفل هندى فقير طوال عام كامل.
لقد توسعت الإرسالية الخيرية التى أنشأتها الأم تريزا، وباتت تضم 570 مركزًا لخدمة المرضى والفقراء حول العالم إضافة إلى ما يزيد على مائة ألف متطوع يعملون كلهم فى مراكز تتولى العناية بمرضى الإيدز والبرص وسواها من الأمراض المعدية وغير القابلة للشفاء.
وإضافة إلى إطعام مئات الآلاف من الجائعين والعاجزين، ومراكز للرعاية الاجتماعية ومآوى الأيتام والمدارس، ولكن صحة الأم تريزا بدأت تتدهور منذ عام 1985، فى الخامس من شهر أيلول عام 1997 توفيت الأم تريزا منهية بذلك كفاحها من أجل حياة إنسانية أفضل.