مسلسل فضائح النظام التركى لا يعرف النهاية، بعد أن كشف مؤخرا قاض تركى سابق عن تدخل مباشر للرئيس التركى رجب طيب أردوغان فى عمل القضاء من أجل إنقاذ ابنه بلال من الاعتقال حينما كان أردوغان رئيسا للوزراء، ويمتلك بلال النصيب الأكبر من فضائح عائلة أردوغان، إذ قام فى السابق بارتكاب حادث سيارة قتل خلاله مغنية تركية مما أثار الرأى العام المحلى ضده آنذاك، كما أن شركته للنقل البحرى مثار جدل دائم فى تركيا وخارجها وشارك داعش فى صفقات تجارية.
وبحسب صحيفة "جمهورييت" التركية كشف إبراهيم أوكور، الرئيس السابق للمجلس الأعلى للقضاة بالمحكمة العليا التركية، والمحتجز منذ عامين بتهمة الانتماء لحركة الداعية فتح الله جولن، أن الرئيس التركى رجب طيب أردوغان طلب مساعدته لإيقاف المدعين عن ملاحقة نجله بلال أردوغان فى تحقيقات فساد جرت فى ديسمبر 2013.
ونقلت الصحيفة عن إبراهيم أوكور قوله خلال جلسة استماع بمحكمة النقض، إن "أردوغان رئيس الوزراء التركى آنذاك هاتفه طالبًا منه منع المدعين من ملاحقة نجله بلال"، موضحا أن "زكريا أوز، نائب المدعى العام فى اسطنبول فى حينها والذى استبدل بآخر بعد ذلك، كان قد أعد مذكرة اعتقال لبلال الذى كان متواجدا فى منزل والده".
وأضاف القاضى السابق أن أردوغان اتصل به فى 18 ديسمبر2013، على هاتف مشفر خاص بمساعده حسن دوغان عندما كان فى مكتب وكيل وزارة العدل آنذاك، بيرول أردم ، وقال لي: "أوقف هذه الأعمال غير القانونية".
وتابع أوكور: "اضطررت للاتصال بعدها بتوران تشولاكادى (المدعى العام السابق فى اسطنبول) وأبلغته ألا يسمح لزكريا أوز أن يفعل شيئاً، وإذا لزم الأمر، يمكنه أن يأمر الشرطة بعدم تنفيذ أى أمر لا يحمل توقيعه"، بحسب الصحيفة.
وفى اليوم السابق على تلك المحادثة، كانت الشرطة التركية، قد شنت حملة اعتقلت فيها أبناء ثلاثة وزراء و 49 آخرين من بينهم سليمان أصلان، مدير بنك "خلق" المملوك للدولة، ورجل الأعمال الإيرانى رضا ضراب لاتهامات بالفساد والرشوة والاحتيال وغسيل أموال وتهريب الذهب.
وشملت تحقيقات الفساد نجل أردوغان الأكبر، بالإضافة لصلات مشبوهة ولقاءات سرية ببعض الأشخاص المشتبه بهم في تمويل تنظيم القاعدة.
وأشارت "جمهورييت" إلى أنه فى أعقاب حملة اعتقالات الفساد التى جرت فى 17 ديسمبر 2013، أزاح أردوغان العديد من المدعين العامين فى هذه القضية بزعم أنهم يسعون لمساعدة أعداؤه السياسيين للانقلاب عليه، ما أدى لإسقاط التحقيق ضد ضراب فى تركيا، كما قام بحرة تنقلات لعناصر الشرطة ما أفضى لعدم تنفيذ أمر المدعى العام باعتقال نجله بلال.
فساد نجل أردوغان
وبحسب "جمهورييت" تضمنت أيضًا تحقيقات الشرطة ضد ضراب مكالمة هاتفية وفيديو، جاء فيها أنه أرسل مبلغًا غير محدد من المال إلى مؤسسة "الشباب والتعليم" التى يديرها بلال أردوغان فى يوليو 2013.
جرائم بلال أردوغان
وارتكب بلال أردوغان جرائم منها المساهمة فى تسويق النفط من تنظيم داعش وقضايا فساد أخرى في تركيا وإيطاليا، وتلاحقه اتهامات بالفساد فى تركيا تعود إلى عام 2013 عندما ورد اسمه فى لائحة المطلوب استدعاؤهم للتحقيق معهم بصفته مشتبه به بتهم تلاعب وتزوير وفساد فى 28 مناقصة تصل قيمتها إلى 100 مليار دولار، إضافة إلى اتهامات بشراء النفط من داعش.
ونفى بلال تورطه فى شراء النفط من تنظيم "داعش"، حسبما نقلت عنه صحيفة "كوريري ديلا سيرا" الإيطالية في 8 من ديسمبر 2015، مشيرا إلى أن "شركته للنقل البحرى تعمل فى الشحن بالحاويات وليس لناقلات النفط".
وفي إيطاليا، تم رفع دعوى قضائية فى مدينة بولونيا ضد بلال حيث كان يتواجد بها فى عام 2015 بتهمة "غسيل الأموال" رفعها رجل أعمال معارض للرئيس التركى، وتضمنت قيام بلال بنقل أموال سوداء بكميات ضخمة إلى إيطاليا بعد أن زعم أنه قرر الاستقرار لدراسة الدكتوراة، كما أوردت وسائل الإعلام الإيطالية.
وكان ناشطون قد نشروا، فى السابق، على موقع التواصل الاجتماعى صورا توضح دور أردوغان ونجله بلال فى دعم الإرهاب بسوريا، من خلال نشر صور تجمع بلال أردوغان مع عناصر من جبهة النصرة وتنظيم داعش.