عائلة غريبة الأطوار، هذا الوصف الذي تستحقه عائلة شاه رضا بهلوي شاه إيران السابق، حيث تحل اليوم 28 إبريل ذكرى ميلاد نجلهم شاهزاده علي رضا بهلوي وهو الابن الأصغر لشاه إيران السابق محمد رضا بهلوي من زوجته الثالثة فرح ديبا، وكان خلال حكم الشاه يعتبر الثاني في وراثة عرش الإمبراطورية الإيرانية بعد أخيه الأكبر ولي العهد رضا بهلوي الثاني.
شاهزاده علي كانت حياته غريبة جدا ولا تختلف عن عائلته كثيرا فالطفل المدلل المولود في طهران عام 1966، درس بمدرسة قصر نيافران الإبتدائية بإيران، ثم غادر إيران مع أسرته بعد الثورة الإيرانية الإسلامية عام 1979 للخارج، التحق بمدرسة القديس داود (سانت ديفيد) في مدينة نيويورك ، ثم درس في مدرسة ماونت غري لوك الإقليمية الثانوية في وليامز تاون بولاية ماساتشوستس الأمريكية، ثم حصل على شهادة البكالوريوس في الفنون من جامعة برنستون ودرجة الماجستير في الفنون من جامعة كولومبيا، وكان يدرس قبل وفاته طالب دكتوراه في جامعة هارفارد متخصصا في الدراسات الفارسية القديمة وحضارتها.
في 4 يناير عام 2011 انتحر الأمير علي رضا بهلوي في شقته في "ساوث إند" بولاية ماساتشوستس بعد فترة طويلة من الإكتئاب النفسي، وأشارت تقارير التحقيق أنه قتل نفسه بطلق ناري وتوفي متأثرا بجراحه في الساعة الثانية صباحا، وكتب شقيقه الأكبر الأمير رضا بهلوي الثاني في موقعه على الشبكة الالكترونية ينعي أخاه بقوله: (مثل الملايين من الشباب الإيراني فإنه تأثر بكل المصائب التي سقطت على وطنه المحبوب، بالإضافة لتحمله عبء فقده لوالده وأخته خلال حياته الشابة، ورغم أنه كافح سنوات للتغلب على أحزانه إلا أنه استسلم أخيراً في الساعات المبكرة من صباح 4 يناير عام 2011 في سكنه في بوسطن فأنهى حياته بنفسه وترك عائلته وأصدقاؤه ومحبيه في حزن عميق).
شاهزاده علي بهلوي
عند وفاة الأمير علي رضا بهلوي انتشرت كثير من الإشاعات والتقارير تفيد أنه ورفيقته "راها دايديفر" كانا قبل موته يتوقعان مولد طفل لهما، إلا أن هذه المعلومات لم تؤكدها عائلة بهلوي في حينه، لكن في 5 أغسطس عام 2011 كتب أخوه الأكبر الأمير رضا بهلوي الثاني قائلاً: نيابة عن عائلتي، يسعدني أن أزف البشرى لمواطنينا وأصدقاؤنا خبر ولادة "أريانا ليلى" إبنة محبوبنا علي رضا في السادس والعشرون من يوليو عام 2011.
لم يكن شاهزاده علي أول المنتحرين في أسرته بل سبقته شقيقته ليلى حسبما قال الناطق الرسمي باسم عائلة بهلوي أحمد أوفيسي أن الأمير علي رضا بهلوي انتحر في المنفى مثل أخته الأميرة ليلى التي انتحرت هي أيضاً في يونيو عام 2001، وفي مؤتمر صحفي في بوسطن قال أخوه الأكبر رضا بهلوي الثاني أن أخيه علي رضا تمنى أن تحرق جثته وينثر رمادها في بحر قزوين.
ليلى بهلوي
أما والده الشاه محمد رضا بهلوي فعاش حياة مليئة بالإثارة والأحداث حيث تزوج 3 مرات كانت الأولى هي الأميرة فوزية ابنة ملك مصر فؤاد الأول وشقيقة الملك فاروق الأول، تزوج بها بالقاهرة في 16 مارس 1939 ثم سافرا إلى إيران للاحتفال بالزفاف مرة أخرى في طهران، وبعد عامين من زواجها تقلد زوجها محمد رضا مقاليد الحكم بعد الغزو الروسى البريطانى لإيران والذى أجبر أباه على التنازل عن العرش ومغادرة إيران منفيا إلى جنوب أفريقيا.
إلا أن حياة بهلوي والأميرة فوزية لم تستمر وتم الطلاق بينهما في عام 1945 في القاهرة وبعدها تم الطلاق في إيران عام 1948، حيث وقعت أزمة بين مصر وإيران بسبب هذا الطلاق بعد إصرار شقيقها الملك فاروق على الطلاق ورفضه عودتها إلى إيران.
زوجات محمد رضا بهلوي
أما ثالث زوجاته الأميرة فرح ديبا لم تعش هي الأخرى حياة سعيدة ففي عام 2001 انتحرت ابنتها ليلى بهلوي التي كانت تعاني من مرض تغذية يسمى "الإنوركسيا نرفوزا" وهو مرض نفسي يأتي في سن المراهقة بسبب رفض التغذية من أجل الحفاظ على الوزن، وتم العثور على جثتها في فندق ليوناردو بالعاصمة البريطانية لندن، وجاء تقرير الطب الشرعي يؤكد وفاتها بجرعة مخدرة مع أخرى مهدئة تناولتهما معاً.
محمد رضا بهلوي مع فرح ديبا
عقب الثورة الإسلامية في إيران في 16 يناير 1979، أٌرغم الشاه على مغادرة إيران للمرة الثانية لكن هذه المرة بغير رجعة، إثر اضطرابات شعبية هائلة ومظاهرات عارمة في العاصمة طهران ضد الاضطهاد والظلم وإثر سياسة منع الحجاب وتغيير التعليم، حاول الشاه الذهاب الى أوروبا لكنها رفضت استقبال طائرته كما رفضته باقي السفارات واحدة تلو الأخرى، إلى أن نزل الشاه بطائرته فى أسوان فى 16 يناير 1979 وإستضافة الرئيس أنور السادات الذي كان على علاقة جيده مع الشاه منذ نهاية الستينات.