أماني زهران: نور الشريف حالة إنسانية لن تتكرر

على مدى 18 عام، وبالتحديد منذ أن جمعتهما الصدفة في عام 1999 استمرت علاقتهما حتى رحيله، علاقة أسفرت عن العديد من اللوحات التي حملت ملامح النجم الكبير وتوقيعها في إطار واحد.

 

إنها الفنانة التشكيلية والكاتبة الصحفية بجريدة الأهرام أماني زهران التي تحدثت إلى عين في ذكرى ميلاد النجم الكبير نور الشريف فكان هذا الحوار:

بدأت علاقة أماني زهران بالنجم الراحل نور الشريف في عام 1999 وتحديدا خلال التجهيز لمعرض جماعي شاركت فيه مع مجموعة من الفنانين تحت عنوان "8 في 1"، حينها جمعتهما الصدفة في جاليري دروب، وقتها أقترح سمير فريد أن يفتتح الفنان نور الشريف المعرض، وطلب من أماني أن تفاتحه في الأمر، فما كان منها إلا أن ذهبت إليه على الفور وطلبت منه ذلك، لتفاجئ بموافقته الفورية.

 

تقول أماني عن ذلك:

الله يرحمه شخص لطيف جدا، يوم الافتتاح جاء قبل ميعاده بنص ساعة،لأنه إنسان محترم وملتزم بمواعيده جدا. ومن وقتها بدأت صداقتنا، فلقد كان معجبا بفني، حتى انه كان يسميني "عفريته وأحيانا شقية".

 

رسمت أماني زهران كل الأدوار التي لعبها نور الشريف للدراما التليفزيونية، وكان من أشهرها الدالي والعطار والرحايا، كما رسمته في أحد مشاهد مسرحيته "يا غولة عينك حمرا"، إلى جانب بورتريه من فيلم قام ببطولته عن فلسطين، لكن تمت سرقة النيجاتيف الخاص به ولم يتبقى سوى صورته في أحد المعتقلات. كما رسمت لوحتين له في شخصية  بلياتشو من مسرحية قديمة قدمها مع الفنانة زبيدة ثروت.

 

وتم عرضهما معرضها "البلياتشو الضاحك الباكي" الذي أقيم في عام ٢٠٠٩، ليصل عدد البورتريهات التي رسمتها اماني لنور حوالي ١٢ بورترية.

 

كانت أماني تفعل ذلك مرات بناءاً على رغبة نور، ومرات أخري رغبتها، حيث أعتادت طوال سنوات علاقتها به أن تهديه بورتريه خاص.

 

تقول أماني:

كذلك داوم الفنان نور الشريف على اقتناء أعمال من لوحاتي في كل معرض لي، فمن ضمن مقتنياته ٤٠عمل فني يحمل توقيعي، بعد رحيله اقتسمتهم مي وسارة بناته الجميلات.

 

وعن الجوانب الانسانية التي اكتشفتها في الفنان الراحل قالت:

كان نور الشريف إنسان جميل، مثقف، راقي، شديد الحساسية، دائم القراءة. يشعر بالاخر بأقصى درجة، ويشاركه أحزانه بشكل إيجابي ويطرح الحلول لمشكلاته، كما كان شخص يحمل الشجن خلف ابتسامته وضحكته الرنانة التي كانت تسعدني دائما، كما كنت ألمح دوما حزن في عينيه ناتج عن يتمه مبكرا وزواج امه، إلى جانب كل كذلك كان إنسان مهموم ببلده وبقضية فلسطين ومشاكل العرب والعالم.

ولفتت إلى أنه كان يفرح من أبسط تقدير كالطفل الصغير، لكنه حينما يغضب كان يتحول بشكل واضح، كل هذه الصفات الانسانية الرائعة جعلته صديق مقرب لي ألجا اليه دائما في الأزمات عندما احتاج لاتخاذ قرارات مصيرية في حياتي وكان نعم العون والسند.