- سر الشيخ مسعد الوحيد الذى حرض ضد مصر وأهلها من فوق منصة رابعة وعاد يمارس دوره فى نشر الفكر السلفى عبر برنامجين فى قناتى «الرحمة والندى» ودروس ما بعد صلاة العشاء فى المساجد
لديه نفس المظهر والأفكار، ولكنه يختلف عنهم، هم خيبتهم الشهرة وشهوة الالتحام والإقحام والتواجد، وهو مستمر حتى اللحظة لأنه يعلم متى يظهر، ويدرك متى يسكن فى موقعه استعدادًا للحظة انطلاق جديدة.
هو أهدى، أذكى، يشبه إلى حد كبير القادمين من الخلف فى لعبة كرة القدم، لا يتمتعون بشهرة ونجومية رأس الحربة ولكنهم قادرون على إحراز الأهداف فى الأوقات الصعبة والأكثر استحواذًا على ثقة الفريق والجمهور.
لا يتمتع الشيخ السلفى مسعد أنور بشهرة محمد حسان، أو الحوينى فى المجتمع المصرى، ولكنه يحظى بشهرة مخلوطة بالثقة والمحبة المتطرفة داخل أروقة المجتمع السلفى، وتحديدًا الشباب منهم، ولا يملك مسعد أنور ذلك الحضور الكوميدى لمحمد حسين يعقوب مثلا ولكنه يختار لخطبه عناوين وموضوعات قادرة على جذب جمهور الشباب وإضحاكهم، ليس لاذعا فى تناول موضوعات خطبه ودروسه الدينية مثل وجدى غنيم، ولكنه متميز فى الإيحاء لمريديه بأنه سيف الله فوق رقاب الممثلين والمطربين حينما يقرر السخرية منهم.
هكذا هو مسعد أنور لا طال شهرة المرجعية كما فى حالة حسان والحوينى، ولا أدرك نجومية شيوخ الأداء الكوميدى و«الشو» الجذاب، كما هو حال يعقوب وغنيم، ولا نال الوجود السياسى مثل حالة برهامى وأبو إسماعيل، ولكنه فاز بما خسروه هم أجميعن ثقة أغلب شباب التيار السلفى والاستمرار فى التواجد على ساحة الفضائيات الدينية ودروس المساجد السلفية حتى هذه اللحظة.
كيف نجا مسعد أنور؟!،شيوخ التيار السلفى الذين اشتبكوا مع الواقع السياسى، وافتضح أمر تناقضاتهم وتطرفهم وتلاعبهم بالدين، كثير منهم اختاروا العزلة والاختباء حتى حين، وقليل منهم لفظهم أتباعهم بسبب مواقفهم، والبعض الآخر هرب إلى الخارج لاستكمال التحريض ضد الدولة المصرية، إلا مسعد أنور فعل كل ماسبق بل وزاد ومع ذلك نجا وبقى، لا اعتزل ولا لفظه المريدون ولا هرب إلا الخارج.
مسعد أنور اشتبك مع الواقع السياسى وكان بوقا للدعاية فى الانتخابات، حرض على التيارات الليبرالية والمدينة والأقباط وشتمهم وسعى للنيل منهم، أصدر الفتاوى وعكسها وتنقل من دعم حازم أبو إسماعيل إلى دعم النور إلى دعم الإخوان، ناصر الضباط الملتحين وصعد إلى منصة رابعة ودعا الناس إلى المشاركة فى اعتصام رابعة والنهضة، ودخل السجن بتهمة التحريض على العنف، وخرج منه إلى نفس مكانه يظهر على الفضائيات الدينية ببرنامجين، ويلقى الدروس بعد صلاة العشاء فى المساجد، ويتهافت عليه أبناء التيارات السلفية بشكل وثقة أكبر مما كان عليه الوضع من قبل.
أداء مسعد أنور فى مرحلة الثورتين وما قبلها، والتدقيق فى الطريقة التى يخطب بها، وقدرته على «فرملة» شهوة الانتشار وإجراء الحوارات وكتابة المقالات التى انتابت الشيوخ فى فترة سيطرة السلفيين والإخوان بعد ثورة 25 يناير مباشرة، أمر يستحق الدراسة، ويدفعك للتعامل مع مسعد أنور بشكل مختلف كلما قفز اسمه أمامك تتذكر لفظ «السهن» التى يستخدمها الناس فى وصف الرجل الداهية شديد الذكاء أو المكر القادر على الوصول إلى ما يصبو إليه بهدوء، ودون أن يلحظه أحد، وفى حديث المعاجم العربية عن تعريف «السهن» يتحدث ابن الأعرابى عن الوعساء أو الرمال اللينة أو الرمل التى تغيب فيها الأرجل، هكذا مسعد أنور أرض سهلة، ولكن يغيب فى جوفها الكثير، قادرة على أن تسحبك بنعومة إلى حيث تريد.
قدرة مسعد أنور على النجاة فى مرحلة الثورتين التى سقط أغلب الشيوخ فى أفخاخها وخروجه منها بأقل الخسائر، ثم نجاحه فى تغيير جلده الخطابى الآن للغة واتجاه آخر عكس ما كان عليه قبل 30 يونيو، يجعله دحلابا، والأولون من أهل العرب يقولون بأن الدحلاب هو من يصل إلى هدفه بأساليب ناعمة وخفية ولهذا يتندرون على الشخص قائلين فى وصفه: «سحلاب دحلاب». وعن قول الناس فلان دحلانى أو دحلابى، هو أمر منسوب إلى قرية فى الموصل أهلها من الأكراد كانوا يشتهرون بطرق خداع مختلفة للنصب.
وفى الأثر العربى يذكرون «الدواحيل» وهى خشبات على رؤوسها خرق كأنها طرادات قصار تركز فى الأرض لصيد الظباء وأحدها داحول، وقيل: الداحول ينصبه صائد الظباء من الخشب، فزاد العامة عليها وجعلوها دحلاب لتوافق قولهم فى وصف من يصيدون المصالح من الناس.
دحلاب إذن، لا شىء أنسب لمسعد أنور من ذلك الوصف، كيف لرجل مارس التطرف وحرض ضد المجتمع المصرى، ووصف المصريين الذين لم يمنحوا الإسلاميين أصواتهم فى الانتخابات بأعداء الدين وأصحاب العقول النتنة، وصعد إلى منصة رابعة يشجع الإرهاب والعنف، أن يظل حتى هذه اللحظة صاحب ظهور فضائى يبث من خلاله سمومه الفكرية مغلفة بأشكال أخرى غير الفتاوى الصريحة فى تطرفها، وليس فى برنامج واحد بل فى برنامجين الأول كل اثنين تبشرك به صفحة الشيخ مسعد أنور على فيس بوك: نلتقى، اليوم، الاثنين، على قناة الندى الفضائية فى تمام العاشرة مساءً، إن شاء الله تعالى، مع حلقة جديدة من برنامج قال الحكيم فانتظرونا، والثانى يوم الجمعة تبشرك به نفس الصفحة قائلة: نلتقى اليوم الجمعة فى تمام العاشرة إلا الربع مساءً بتوقيت القاهرة إن شاء الله تعالى على قناة الرحمة الفضائية مع حلقة جديدة من برنامج تاريخ الإسلام. فانتظرونا».
هكذا بكل بساطة يظهر أحد رجالات منصة رابعة المحرضة ضد الجيش والشرطة ومصر كلها على الفضائيات، بل ويعلن على الملأ وعبر «فيس بوك» عن مواعيد وأماكن دروسه فى المساجد التى تقنعنا الدولة ممثلة فى وزارة الأوقاف أنها قد سيطرت عليها، ولكننا نكتشف أم مسعد أنور الذى صعد فوق منصة رابعة وقبض عليه بتهمة التحريض على العنف يلقى دروسًا بعد صلاة العشاء فى مجمع الصديق بالوايلى، ثم يدعى لإلقاء الخطب والدروس فى مساجد القليوبية والمنوفية، وبعد كل ذلك يأتى أحدهم ليسأل من أين يأتى التطرف وكيف يظهر متطرفون جدد؟، ثم بعد ذلك يصاب أحدهم بالصدمة والاندهاش وهو يتابع تعليقات عنصرية ومتطرفة من عناصر سلفية على السوشيال ميديا ويسأل ألهذه الدرجة ينتشر دواعش العقول فى شوارعنا؟!
يمارس مسعد أنور ظهوره على الفضائيات وفى دروس المساجد وكأنه لم يفعل شيئًا، لم يحرض ولم يشعل أجواء استقطاب ولم يخلط ما هو سياسى بما هو دينى، وتلك هى المشكلة، سيقول بعضهم أن الرجل يقدم برامج ودروسًا وعظية لا علاقة لها بالسياسة أو الشأن العام.. فما المشكلة؟!
حسنًا، لا توجد مشكلة فيما يفعله مسعد أنور أو غيره الآن، هو يتكلم عن التاريخ ويحكى قصصًا وعظية، ولكن المشكلة ليست فيما يقدمه مسعد أنور الآن، المشكلة تكمن فيما يكتسبه مسعد أنور أو غيره من شيوخ التيار السلفى الآن، هم يعودون بنعومة مثلما فعلوا قبل 25 يناير يتحدثون عن الوضوء والطهارة والقصص الإسلامية البكاءة، وهو خطاب سلفى ناعم يمنحهم فرصة للانتشار وإعادة كسب التعاطف لحين تأتى لحظة انقضاض جديدة، كما حدث بعد 25 يناير واكتشفنا جميعًا أن الشيوخ الذين كانوا يتحدثون عن إسلام السماحة والرحمة هم أنفسهم الذين يخرجون علينا بفتاوى التكفير والترهيب والإقصاء لكل من لا ينتمى إلى تيارات الإسلام السياسى.
مسعد أنور الذى يتحدث الآن عن القصص الوعظية وسماحة الإسلام فى دروسه هو نفسه الشيخ الذى أطلق دعوة فى منتصف الأيام الأخيرة من يوليو 2013 يحرض فيها أنصاره وأبناء التيار الإسلامى وكل شاب خايف على دينه وفق قوله على النزول والاحتشاد فى ميادين مصر وتحديدًا رابعة والنهضة للدفاع عن الهوية الإسلامية، وبشر أنصاره وقتها بأنه سينضم إلى اعتصام رابعة ولم يكذب.
لم تمر الأيام إلا وصعد مسعد أنور فوق منصة رابعة فى 6 أغسطس 2013، وفقًا لما توثقه وتثبته الصور والفيديوهات مدعومًا بمجموعة من الضباط الملتحين يحرض ضد الدولة المصرية ويقسم مصر إلى معسكرين، معسكر الإيمان والجنة فى رابعة ومعسكر النار وأعداء الإسلام المناصرين لثورة 30 يونيو، وهتف من فوق منصة رابعة يقول: أيها العالم إذا أردتم أن تتعلموا الرجولة فتعلموها من نساء رابعة، ثم بدأ دوره التحريضى بدهاء ونعومة معتادة منه حينما قال فى مقطع فيديو شهير : من أراد أن يحافظ على هوية مصر الإسلامية فليبادر إلى ميدان رابعة، من أراد أن يحيا أهل مصر أحرارًا كرامًا فليأتى إلى مدن رابعة، وأوجه كلمة للفريق السيسى أقول له اتق الله لقد قسمت مصر بهذا الانقلاب إلى بلدين وقسمت الشعب إلى شعبين.. فريق تلقى عليه الكوبونات من الطائرات وفريق تستقبله فى الصدر بالرصاصات».
ولكن يبدو أن جنون منصة رابعة قد أكل من وقار مسعد أنور الذى حاول دومًا الحفاظ عليه، فانطلق مسعد أنور من مرحلة التحريض واستدعاء الشعب المصرى على بعضه ووصف مظاهرات 30 يونيو السلمية بالانقلاب إلى مرحلة استغلال الدين والضحك على الناس بالقصص المكذوبة حينما خطب فى الإخوان والسلفيين من فوق منصة رابعة، واصفًا محمد مرسى بالنبى يوسف عليه السلام، سيخرج من السجن ليحكم مصر مجددًا، ثم قص على الحضور الهائج فى رابعة قصة «خزعبلية» تقول بأن : «أحد العلماء الصالحين شاهد 8 حمامات خضراء على كتف الدكتور محمد مرسى، فأولَها بأن مرسى سيكمل مدة 8 سنوات».
ولكن مسعد أنور مثله مثل باقى الشيوخ الذين أحرقتهم نار السياسة فظهر تناقضه وتلونه، حينما تم القبض عليه فى 2015 بتهمة التحريض على التظاهر والمشاركة فى اعتصام رابعة، فكذب وأنكر التهم، بل وأطلق فتوى مثبتة فى أوراق التحقيقات الرسمية يحرم فى المظاهرات، هكذا هم إن سقطوا فى المأزق كان الدين أول شىء يتجرأون عليه ويتلاعبون ويتحايلون به وعليه للخروج من الأزمة.
كان مسعد أنور حريصًا على ألا يتحول إلى صورة باهتة أو أراجوز مؤدى على شاشات الفضائيات السلفية مثل خالد عبد الله وغيره ممن ملأ الساحة فى تلك الفترة، لذا كان الجزء الأخطر من دوره يمارسه فى خطب الجمعة ودروس المساجد والمؤتمرات التى ينظمها السلفيون لحشد الناس وتعبئتهم من أجل السيطرة على مصر بعد ثورة 25 يناير، لذا قد تبدو تناقضاته قليلة ولكنها فى الواقع لا تختلف فى حجمها أو تأثيرها أو مدى فضائحيتها وتلاعبها بالدين عن باقى ما قدمه شيوخ التيار السلفى والإخوان، أنور الذى كان واحدًا من شيوخ السلفية الذين لا يتكلمون فى السياسة قبل 25 يناير ويصفونه بأنها خراب ونجاسة ويشجعون أنصارهم على البقاء وعدم المشاركة فى الانتخابات، وضخوا السلبية فى شرايين المجتمع المصرى تجاه المشاركة السياسية ويمارس دوره فى نقل آراء شيوخه السعوديين، وهو يخبر الناس أن الانتخابات حرام، كان أول من خالف رأيه وفتواه بعد 25 يناير وإحساسه بأن لحظة التمكين قد حانت للتيارات الإسلامية وخرج يخطب فى الناس محرضًا إياهم على المشاركة فى الانتخابات واختيار المرشحين الذين ينصرون الدين والشريعة، السلفيين طبعًا، وأفتى بأن من لا يشارك فهو آثم قلبه.
لم تتوقف تناقضات مسعد أنور عند هذا الحد، فى 2012 حينما شعر بأن محمد مرسى الذى وصفه بمرشح حماية الشريعة والإسلام فى خطر أفتى عبر شاشة قناة الرحمة بأن الوقوف فى طابور الانتخابات أفضل من قيام الليل، وقال نصًا: «اوعه تقول لى: لسه هنزل تانى!! وهقف فى طابور يجى 2 كيلو تانى!! وهقعد 3 ساعات تانى!!آه.. تانى، وتالت، وعاشر!! وأقف ساعة، واتنين، وتلاتة، وعشرة، كل ساعة تقفها عشان تِدِّى صوتكَ للى يجيب دين ربنا عبادة أعظم من قيام الليل».
وقتها مثلت هذه الفتوى صدمة لأنصار وجمهور الشيخ مسعد أنور من الشباب السلفى الذين اعتادوا حضور دروس الشيخ وخطبه، ووجدوا فى كلامه تناقضا عن ما سمعوه منه قبل ذلك، لدرجة أنهم كتبوا بيانات ورسائل للشيخ يقولون فيها : «ليس هناك وجه للمقارنة -أصلاً- بين فضل «قيام الليل»، و«الانتخابات» البدعية، ونذكرك ياشيخنا بكلامك -قبل الثورة- عندما كنت تتحدث عن فضل «قيام الليل» فى قناة الخليجية وتقول: من فضائل قيام الليل: «أنّ الذى يُواظب عليه سيفوز بصحبة النبى -صلى الله عليه وسلم- فى الجنة،يا مسلم!! ما نفسكش تشوف النبى محمد -صلى الله عليه وسلم- ومن ثمرات قيام الليل: النصرة على الأعداء، لو واظبنا على «قيام الليل» دا من أعظم أسباب النصر»، والآن نسألك ياشيخنا: هل من فضائل «الانتخابات» أنّ الذى يواظب على الوقوف فى الطابور «=الصف» سيفوز بصحبة النبى -صلى الله عليه وسلم- فى الجنة؟إنْ قلت: نعم، فقد تأليت على الله -عز وجل- وكذبت.وإنْ قلت : لا، فقد كذبت -أيضًا- عندما قلت: إنّ الوقوف فى الطابور أفضل من قيام الليل».
كانت صدمة أن يتم كشف تناقض وتلون مسعد أنور بأيدى شباب سلفيين، ومع ذلك لم يتوقف فلقد كانت شهوة شيوخ التيار السلفى وتعجلهم للاستحواذ والسيطرة على كل الدولة تحت شعار نصرة الدين تفوق كل شىء.
بدأ مسعد أنور التحول إلى بوق انتخابى يستغل الدين والآيات والفتاوى لدعم حازم صلاح أبو إسماعيل، وحينما ثبت كذبه بخصوص جنسية والده لم يكذبه مسعد أنور ولم ينتقضه، بل انتقل بكل سلاسة إلى دعم مرسى واصفًا إياه بأنه من سيحفظ الشريعة مثلما وصف أبو إسماعيل تمامًا، رغم أن مسعد أنور الذى أعلن دعمه للإخوان ومرسى هو نفسه مسعد أنور الذى يثبت مقطع فيديو شهير تم بثه عبر قناة الحكمة يسخر فيه من الإخوان ومن مرسى قائلا : «كيف يريد الإخوان أن ندعم مرشحهم الذى رفضه 52 من مجلس شورتهم»، وعلى رأسهم المرشد العام للإخوان وخرج وقتها المرشد العام ليكذبه وخرج مسعد أنور نفسه يكذب نفسه حينما بدأ دعم مرسى.
مسعد أنور الذى كان يقول دومًا إن الإسلام ساوى بين الرجل والمرأة فى التكاليف، وفى الثواب والعقاب، ما عدا التكاليف الشاقة التى جعلها الله على الرجال دون النساء، فالجهاد واجب على الرجال، وليس واجبًا على النساء. كذلك صلاة الجمعة، وصلاة الجماعة، واجبة على الرجال دون النساء.
هو نفسه الذى خالف كل ذلك فى رابعة، حينما حرض وشجع وجود النساء فى المظاهرات والاعتصامات، ولم يعترض وهو يرى أن النساء يتم نقل صلاتهن جماعة على الهواء مباشرة، ولم يغضب وهو يشاهد نساء متبرجات بلا حجاب فوق منصة رابعة لمجرد أنهن يدعمن مرسى، لم يتكلم ولم يعترض ولم يدافع عن كلامه السابق لأن الدين ليس مهمًا، المهم المصلحة وما يحقق عودة مرسى للسلطة.
الشيخ السلفى الذى يخطب الآن على الفضائيات السلفية ويعطى الدروس فى المساجد، وسيبكى ويتحدث عن الاضطهاد والظلم إن منعه أحد من بث سمومه، كان لسانه حادًا ومنهجه متطرفًا وعنصريًا وإقصائيًا تجاه كل من لا ينتمى إلى التيار السلفى، فى سبتمبر 2011 بعد الثورة بشهور وفى وقت كان التيار السلفى والإخوانى يشعر بقوته وقدرته على بسط نفوذه فى شوارع مصر كلها ومؤسساتها، ظهر فى مؤتمر جماهيرى عقده حزب النور فى المرج ووضع أول مسمار للعنصرية والاستقطاب حينما خطب قائلا: «الإسلاميون لديهم «فرصة ذهبية لتطبيق الشريعة وتمكين دين الله فى الأرض»، لابد من التمسك بها لأنها لن تتكرر وعليهم أن يقفوا جميعًا على قلب رجل واحد «حتى لا يستغل العلمانيون تفرق التيارات الإسلامية ويفرضون سيطرتهم على البلاد ويضعون قوانين ضد شرع الله»، لم يكتف مسعد أنور بذلك فلقد انتفخ وانتفش وركب حصان الشجاعة وصرخ فى الحشد السلفى، قائلا: «الذين يرفضون الإسلاميين هم أعداء للشريعة الإسلامية، هم سارقون أو قطّاع طرق أو زناة فجرة، يخشون من تنفيذ الحدود عليهم».
أى حق وبأى خطاب وبأى منطق تفتح النوافذ مرة أخرى أمام هذا الرجل، برنامجان ودروس فى المساجد، شيخ الأزهر نفسه لا يملك هذه الفرصة، وزارة الأوقاف لا توفر لشيوخها هذه الفرصة، أى منهج نمارسه هنا فى دولة تطالب وتسعى لتجديد خطابها الدينى بينما تفتح نوافذها ومساجدها أمام متلاعب بالدين ورمز من رموز منصة رابعة اسمه مسعد أنور .. هو «الدحلاب» فاحذروه.