يبدو أن الفنان أشرف زكى يتبنى إجراءات إصلاحية جديدة بعد توليه رئاسة أكاديمية الفنون خلفا للدكتورة أحلام يونس، بدأت تلك التوجهات بقبول طلاب من ذوى الإعاقة بمعاهد الأكاديمية المختلفة، آخرها قبول طالبين من الصم بالمعهد العالى للفنون المسرحية دفعة 2018، فى خطوة تأخرت كثيرا منذ إنشاء الأكاديمية.
لم تكن تلك الخطوة فى خطة أكاديمية الفنون فى الماضى لاعتبارات عديدة أبرزها، أن الممثل لابد أن يتمتع بحواسه كاملة، فالصوت أحد أهم أدوات الممثل، به يستطيع التواصل مع المتلقى، وعلى اختلاف الإعاقة يرى بعض المتخصصين أنها تمنع الممثل من أداء بعض الأدوار، لأن الممثل لابد أن يجسد أى دور فى الواقع، وليست كل الشخصيات فى عالمنا معاقة، فكيف ستتعامل الأكاديمية مع هذا التحدى؟ وكيف سيتواصل معهم الأساتذة داخل معاهد الأكاديمية خاصة أنهم غير متخصصين فى التعامل مع ذوى الإعاقة على وجه خاص؟ وما مستقبل هؤلاء الطلاب مهنيا؟ هل يتقبلهم السوق الفنى بعد تخرجهم من الأكاديمية؟ أسئلة عديدة يجيب عنها الدكتور أشرف زكى فى التقرير التالى.
قال رئيس أكاديمية الفنون أشرف زكى فى تصريحات خاصة لـ"عين" إن الأكاديمية قبلت فى اختبارات العام الجارى طلابا من ذوى الاحتياجات الخاصة بجميع معاهد الأكاديمية، فهم جزء من المجتمع ولاننكر أنهم موهوبون لكن الله أنعم عليهم بهذه المحنة.
وعن قبول طالبين من الصم بالمعهد العالى للفنون المسرحية، أوضح زكى أن جسد الممثل مهم جدا ونلاحظ ذلك عند مشاهدتنا عروضا مسرحية من مختلف دول العالم المشاركة فى مهرجانات مصرية، مشيرا إلى أن طلاب الصم بارعون فى التمثيل الصامت والتعبير الحركى.
وأضاف زكى أن هناك توجها فى الأكاديمية بقبول طلاب ذوى الإعاقة، فمثلا قبلنا طلابا معاقين فى معاهد الموسيقى وشاهدنا لهم عروضا أدهشتنا وأحرجتنا كأصحاء.
ولفت زكى إلى أن الأكاديمية استثنت هؤلاء الطلاب من شروط القبول، لأن حالتهم مختلفة ، فى خطوة لتسهيل قبولهم بمعاهد الأكاديمية المختلفة، وتذليل العقبات أمام الموهوبين منهم.
وذكر زكى أنه قبِلَ طالبة فى قسم الديكور بالمعهد العالى للفنون المسرحية فى السنوات الماضية، وهى طالبة ممتازة جدا، لافتا إلى أنها خلال دراستها "دابت فى المجموع" بمعنى أنها أصبحت جزءا من زملائها الأصحاء.
وعن قبول الوسط الفنى للفنانين من ذوى الإعاقة، قال زكى: "أحنا بدأنا التجربة ولو نجحت هنكمل.. يمكن نعمل مسلسلات لهذه الفئة تحديدا يكون أبطالها هؤلاء الطلاب، ولا أنسى أنى رأيت طالبى الصم فى أحد العروض المسرحية مع المخرج محمد علام وهو عرض موجه لصم والبكم وكانا رائعين وأعجبت بموهبتهما كثيرا".
واختتم رئيس أكاديمية الفنون: "بنحاول ندى طاقة أمل.. عايزين نعمل حاجة بالفعل.. مش نطلع نتكلم فى مؤتمرات واجتماعات عن حقوق المعاقين دون أن نغير من الواقع شيئا".