تلك المدينة القابعة على ورق الكتب، التى نسجها مؤلف الكاتب من خياله أو من أرض الواقع، تلك الشخصيات التى أحياها الكاتب بأحبار قلمه، أو تلك المشاعر، التى تضمنتها تفاصيل القصة، ماذا يحدث لها عندما تدخل عالم السينما، من المعتقد أن الأفلام لا يمكن أن تحقق نفس الدرجة من الدقة كالكتاب وتصور بشكل كافٍ العالم الذي أنشأه المؤلف.
ومع ذلك، عندما يأخذ مخرج الأفلام الموهوب هذه المهمة على عاتقه، فإن القصة تحصل على لمسة جديدة، وفي بعض الأحيان تصبح أكثر إثارة للاهتمام من الكتاب، تعرف معنا على قائمة من تعديلات الشاشة، التى تمكنت من تقديم القصة بطريقة أكثر إشراقا.
The light between oceans..2016
تلك الرواية تعود إلى الكاتبة «مل ستيدمان» وهى مثال ساطع على الدراما، ستجد فيها الحب والتاريخ العائلى وخيار صعب يجب على الشخصيات القيام به، ومع ذلك نقدها العديد من القراء كونها قصة ميلودرامية للغاية، عاطفية وحتى مصطنعة، تمكن المخرج السينمائى «ديريك سيانانسيز» من التخلص من سلبيات القصة وترجمة طبيعة الشخصيات الرئيسية «مايكل فاسبندر وأليشيا فيكاندر»، وشاهدت مؤلفة الكتاب العرض الأول للفيلم وقالت إنها «صرخت طوال الليل بعد ما رأته» لقد تأثرت كثيرا بتعديل الشاشة على كتابها.
American Gods
إنها رواية لـ«نيل جايمان» عن التعايش بين الآلهة القديمة والجديدة فى أمريكا الحديثة وكفاحهم من أجل البقاء أمر رائع ومتعدد الأوجه، لكن تعقيده وغموضه يمكن أن يخيف القارئ الذى لا يتمتع بالخبرة، التكيف على الشاشة جعلها أكثر ودية، وتلميحات المخرج على الجوهر الحقيقى للشخصيات أكثر وضوحا وإشاراته إلى الأساطير أكثر وضوحا، فى إحدى المقابلات التى أجراها معه، قال نيل جايمان أنه «عندما يكتب تكملة لهذه القصة، سوف يفكر فى تغير أسماء شخصيات تلك الرواية باسم الممثلين المجسدين للشخصيتين الرئيستين السيد« مستر وينسداي» باسم إيان مكشان، ولورا مون كإميلى براونينج».
Belle & Sebastian
هذه الرواية الرائعة والإيجابية لـ«سيسل إيبري» وتدور حول مغامرات صبى عمره 6 سنوات يدعى سيباستيان وكلبه «بيل»، فى جبال البيرينيه العظمى، على الرغم من أن الكتاب بدا مصطنعًا بعض الشىء، إلا أنه أصبح فرضية رائعة لفيلم يحمل نفس الاسم، حيث المناظر الطبيعية الخلابة، والموسيقى التصويرية الممتعة، والقصة الدافئة الرقيقة، وذلك على الرغم من الأحداث التى كانت أثناء الحرب العالمية الثانية، أدت تلك التفاصيل إلى فيلم عائلى رائع، وهو النوع الذى لا نراه فى تلك الأوقات.