ضمن فعاليات الدورة الـ34 من مهرجان الإسكندرية السينمائى الدولى لدول البحر الأبيض المتوسط، عُقدت مساء اليوم احتفالية مئوية الزعيم الراحل جمال عبد الناصر، حيث أقيمت ندوة أدارها الناقد كمال رمزى.
وخلال الندوة تحدث المخرج السورى أنور القوادرى عن تجربة فيلمه عن الزعيم الراحل، مؤكدا أن الفيلم واجه رحلة طويلة، حيث عرضه فى البداية على الفنان محمود حميدة وأثناء التحضير للفيلم اعتذر عن الدور بعد أن قال إنه لا يحب أن يقارن بالفنان أحمد زكى، وبدأ يفكر فى الفنان خالد الصاوى، حيث تذكر ما قاله عنه الفنان أحمد زكى حينما شاهده للمرة الأولى أثناء عرض فيلمه "اضحك الصورة تطلع حلوة" فى معهد العالم العربى بباريس، حيث قال "عنده أنف تشبه أنف عبد الناصر"، مشيرا إلى أنه أثناء حضوره عرضا مسرحيا لسعد الله ونوس "طقوس الإشارات والتحولات" بمسرح الهناجر، وكان الصاوى يلعب الدور الرئيسى، وعلى الرغم من أن من ينظر الصاوى للوهلة الأولى لا يرى أى تشابه بينه وبين عبد الناصر، ولكننى قررت إذا أعجبنى صوته ووجدته يعمل على منهج الممثل سأتفق معه على الدور.
وأضاف أنه فى اليوم الأول للتصوير كان مدير التصوير محسن أحمد قلقا فأخبرته أن أول مشهد سنقترب من وجهه وتحديدا عينيه لنوضح مدى التقارب في الشبه، كما قدمت الفنانة عبلة كامل دور السيدة تحية حرم الرئيس بشكل مميز جدا.
وحول قيام شخص سورى بتقديم فيلم عن رئيس مصرى قال القوادرى، إنه معجب بتجربة فيلم "غاندى"، حيث إن من قام بكتابة العمل سيناريست بريطانى وليس بالضرورة أن يكون هنديا، لذا كان المهم عندى هو المراجع، وكنت صِمَام الأمان لأى شىء يكتبه السيناريست، وبالتالى فإن الفيلم اعتمد بنسبة 70% على الوثائق، بينما الـ30% الأخرى اعتمدنا فيها على كتاب "انفجار" لهيكل، ومذكرات عبد اللطيف البغدادى، بينما السيدة منى عبد الناصر ساعدتنى فى النواحى الإنسانية، وهو ما أزعج السيدة هدى عبد الناصر التى كانت فى ذلك الوقت ضد منى وخالد الصاوى، مشيرا إلى أن من بين المشاهد الإنسانية التى حصل عليها كانت لحظة الوفاة، حينما قالت السيدة تحية "أنا مقعدتش معاه وهو عايش يا ريت تسيبونى أقعد معاه وهو ميت".
وأشار إلى أن الفيلم متوازن من جميع النواحى، وتحديدا الناحية الإنسانية، وهو ما أدخله فى مشكلات، بعد أن أقامت عائلة عبد الحكيم عامر دعوى قضائية ضده فى فرنسا، لمنع عرض الفيلم هناك، بينما اعترضت هدى عبد الناصر على أننى فى مشهد الخلاف فى مجلس قيادة الثورة أننى أنصفت محمد نجيب.
وأعرب القوادرى عن حبه للفنان محمد فوزى، مبديا استعداده التام لإخراج فيلم عنه على أن يكون فيلم الافتتاح فى مهرجان الإسكندرية.
وفى نهاية الندوة تم تكريمه ومنحه ميدالية البحر المتوسط.