خرجت زوجة الأديب الكبير الراحل يوسف إدريس بتصريحات حول أحقية حصول زوجها على جائزة نوبل فى الآداب، بدلا من الأديب نجيب محفوظ، والذى حصل عليها فى 13 أكتوبر 1988.
وقالت رجاء عبد الرحمن الرفاعى، زوجة الأديب يوسف إدريس: "نعم.. كان هو المرشح الحقيقى للحصول على جائزة نوبل، قبل إعلان الجائزة، حضر إلى منزلنا صحفى من جريدة التايمز، وقال للدكتور يوسف أنت مرشح لها واسمك مع المرشحين، وأجرى معه لقاءً صحفيا، فهيأ نفسه لها، وهو كان مبدعا كبيرا، مفيش حد مبدع فى العالم العربى زيه، وكان يستحقها بجدارة".
وتابعت زوجة يوسف إدريس: "بعد إعلان فوز نجيب محفوظ بها، تأثر نفسيا، وهذا لم يؤثر على علاقته بنجيب محفوظ لأنهما كانا أصدقاء، ودى حاجة لا نجيب محفوظ له يد فيها ولا يوسف له يد فيها، ونجيب محفوظ أيضا كان يستحقها، لكن زوجى كان هيأ نفسه للفوز بها، فحزن حزنا شديدا عندما لم يحصل عليها، بعد كدة عرفنا أن فى اعتبارات سياسية وراء عدم حصوله على الجائزة، وأنه كان على خلاف دائما مع اليهود، واللى مقيم على الجائزة اليهود فكان صعب يحصل عليها".
الأديب الكبير نجيب محفوظ كان له رد على هذه اللغط الذى طالما تحدث عنه الكثير، وأولهم يوسف إدريس نفسه، حول الأحق والأجدر بالفوز بجائزة نوبل، حيث قال نجيب فى حديثه للناقد الكبير رجاء النقاش، نشر فى كتاب "صفحات من مذكرات نجيب محفوظ"، قائلا: هناك ملاحظة يجب الالتفات إليها وهى أن بعض الناس يقعون فى سوء فهم نتيجة لعدم معرفتهم بالفرق بين التزكية والترشيح لجائزة نوبل، فالتزكية تأتى بناء على توصية من الجامعات، فجامعة الإسكندرية مثلا زكت الدكتور طه حسين، واللجنة السياسية زكت توفيق الحكيم، وهذه التزكية ليست سرا، وهى أمر معلن ومعروف للجميع وبناء على هذه التزكية فإن لجنة نوبل، تقوم بترشيح عدد من الأسماء بعد أن تسأل مجموعة من المتخصصين وتطلب من كل واحد كتابة تقرير علمى عن أديب معين، وهؤلاء المتخصصون أقسموا على عدم إفشاء أسرار الترشيح حفاظا على كرامة الأدباء.
وتابع، وهذا الخلط الذى وقع فيه يوسف إدريس، فيبدو أنه علم أن جهة معينة زكته لنيل جائزة نوبل، فظن أنه مرشح للجائزة، فالتزكية كما قلت ليس سرا، حتى أن هناك معيدا يدرس الأدب فى جامعة بأمريكا، زكانى لنيل الجائزة فى السبعينيات وأرسل لى خطابا بهذا المعنى، ورددت على خطابه وشكرته.
وفيما يخص مجلة "التايم" وترشيحها ليوسف إدريس، كما قالت زوجته، قال أديب نوبل: "هناك من يقول أن اسمى كان ضمن قائمة ضمت عشرة مرشحين، وأتعجب من أين يأتون بهذه المعلومات التى لا يعرفها إلا أعضاء لجنة نوبل، وأحيانا تنشر أخبار بهذا المعنى فى مجلات وصحف لها وزنها وثقلها واحترامها مثل مجلة التايم وكان البعض يصدقون التايم وكأنها منزلة من السماء، فى حين إنها مجرد اجتهادات للقسم الأدبى فى المجلة، حيث يجتمع النقاد بالمجلة على أسماء معينة يرون أن الترشيحات لا يمكن أن تخطئهم، ولا أعرف ما إذا كان للأقسام الأدبية فى المجلات العالمية حق التركية لنوبل أم لا، لكن المؤكد عندى أن النقاد الكبار والجامعات الكبرى فى العالم لهما هذا الحق، بدليل جامعة الإسكندرية زكت طه حسين، كما زكاه صديقه الأديب الشهر أندريه جيد، صاحب رواية "المزيفون والباب الضيق، كما زكت لجنة السياسات برئاسة فؤاد محيى الدين توفيق الحكيم".