فى ذكرى وفاة جمال الغيطانى.. كيف رسم الكاتب الكبير ملامح القاهرة؟

لم يكن جمال الغيطانى، مجرد روائى يسرد الحكايات، فقد استغل موهبته فى لسرد ليؤرخ لبعض الأحداث التاريخية كما هى، دون وضع لمسته الجمالية والفنية، ليشكل ملامح القاهرة وشخصية مصر التاريخية فى لوحة فنية ارتسمت فى أعمال روائية خلدت حكايات البلاد، بأسلوب سردى وروائى بديع.

 

 

تمر اليوم الذكرى الثالثة على وفاة الكاتب والروائى الكبير جمال الغيطانى، إذ رحل فى 18 أكتوبر عام 2015، عن عمر ناهز 70 عاما، على أثر إصابته بأزمة قلبية، تاركا إرثا ثقافيا، يجسد مراحل تاريخية مهمة، قدمها من خلال أعمال ودراسات وروايات وقصص قصيرة، تحمل بداخلها مراحل من التاريخ المصرى، وملامح البلاد من عصور مختلفة من بينها:

 

ملامح القاهرة فى ألف سنة

 

 

كتاب نشر للمرة الأولى عام 1983، عن دار نهضة مصر للنشر، ويعد دراسة تاريخية، يتناول فيها الغيطانى ملامح من تاريخ القاهرة فى ألف عام هم عمر هذه المدينة العريقة التى بناها جوهر الصقلى بأمر من الخليفة الفاطمى المعز لدين الله فى العام 969م، موضحا تاريخ المقاهى، النرجيلة، العمامة المملوكية، الخيول المملوكية، أسواق القاهرة العربية، مسجد المؤيد، مسجد الحاكم بأمر الله، مآذن القاهرة، بيوت القاهرة القديمة، الباب الدامى، مجالس السلطان الغورى، النشو، خايربك، مصاحف نادرة فى القاهرة، متحف حى للآثار الإسلامية، أسرار الأهرام، القاهرة بين الواقع والخيال فى ثلاثية نجيب محفوظ، تمثال نهضة مصر، زخرفة، ألف ليلة.

 

استعادة المسافرخانة: محاولة للنباء من الذاكرة

 

قصر المسافر خانة وهو مبنى أثرى فى القاهرة القديمة، فى درب الطبلاوى، احترق عام 1998، حيث يعيد الغيطانى فى كتابه الصادر عن دار الشروق، رسم صورة له ويصف تفاصيله الجميلة المحفورة فى ذاكرته، عن هذا الأثر الذى يعتبره جزء من حياته، وحزن للإهمال الذى أدى إلى دماره، فيقدم لنا تحليلاً فلسفيا صوفيا معماريا فنيا.

 

خطط الغيطانى

 

رواية صدر عام 1980، استوحى فيها الغيطانى شكل الخطط التى تتكلم عن المدن والحارات والشخصيات والعادات، من وحى خطط على باشا مبارك صاحب موسوعة "الخطط التوفيقية"، بشكل سردى وفنى مختلف، يدمج فيه بين حكايات التاريخ، مع فنون مجاورة مثل فن العمارة، هندسة المدن، بطريقة فنية أدبية فى حدود التوظيف الجاهز لها ضمن بنية حاضنة.

 

قاهريات مملوكية

 

كتاب صغير صدر ضمن سلسلة اقرأ عن دار المعارف عام 1990، وكعادة الغيطاني، يذوب عشقاُ في قاهرته المملوكية بقلعتها وميادينها وومدارسها وفنونها وكنائسها ومساجدها وبيوتها، مقدما حكايات من تاريخ مصر الإسلامية وتاريخ الخطط والمساجد الأثرية فى العصر المملوكى.

 

سفر البنيان

 

هو سلسلة حكايات أبطالها أبنية وبناءون ولحظات حاسمة فى تاريخ مصر العمرانى، يمثل في رحلة يسرد فيها الغيطانى، عن المبانى فى عهد مصر الفرعونية والحديثة، يشرح فيها مصطلحات معمارية بتعبير رمزى ونفس صوفى، يرى الشىء وانعكاسه ويفتش عن المعنى ونقيضه