فى جزء بمقر "وادى السيلكون" الواسع فى فيس بوك، يحمل باب مغلق علامة مسجلة مكتوب عليها "غرفة الحرب"، وخلف الباب يوجد مركز عصبى أنشأته الشبكة الاجتماعية لمكافحة الحسابات المزيفة والقصص الإخبارية المفبركة قبل الانتخابات القادمة.
داخل الغرفة هناك العشرات من الموظفين يحدقون باهتمام فى شاشاتهم بينما تتدفق البيانات عبر لوحات المعلومات العملاقة، وعلى الجدران، توجد ملصقات من النوع الذى يستخدمه فيس بوك بشكل متكرر لتحذير أو حث موظفيه، ومكتوب على واحدة منها: "لا شيء فى فيس بوك يعتبر مشكلة شخص آخر."
وقد يثير هذا الشعار بعض السخرية، خاصة أن غرفة الحرب قد تم إنشاؤها لمواجهة التهديدات التى لم يأخذها أحد فى الشركة، ومن بينهم الرئيس التنفيذى مارك زوكربيرج، على محمل الجد قبل عامين فقط - والتى يعتقد نقاد الشركة أنها تشكل تهديدًا للديمقراطية، لكن بعد أيام من فوز الرئيس دونالد ترامب المفاجئ، تجاهل زوكربيرج تأكيداته على أن النتيجة قد تأثرت بقصص إخبارية خيالية على فيس بوك ، ووصف الفكرة بأنها "جنونية إلى حد ما".
وتعتبر غرفة الحرب جزءًا رئيسيًا من الإصلاحات الجارية على الموقع، وتعتمد تقنيتها على نظام الذكاء الاصطناعى الذى استخدم للمساعدة فى تحديد المشاركات "غير الصحيحة" وسلوك المستخدم.
وقال ساميد شاكرابارتى مدير الانتخابات والمشاركة المدنية على موقع فيس بوك: "لا يوجد بديل عن التفاعل المادى الواقعى، إن الشيء الأساسى الذى تعلمناه هو مدى فعالية وجود أناس فى نفس الغرفة معًا".
ويعزو موقع "فيس بوك" إلى غرفة الحرب وغيرها من الجهود المكثفة لتسيير 1.3 مليار حساب مزيف خلال العام الماضى والتخلى عن مئات الصفحات التى أنشأتها حكومات أجنبية ووكالات أخرى تتطلع إلى خلق الأذى.
ولكن لا يزال من غير الواضح ما إذا كان "فيس بوك" يقوم بما يكفى، كما قال أنجيلو كاروسون، رئيس "ميديا ماترز فور أمريكا" ، وهى مجموعة ليبرالية تراقب المعلومات المضللة، مشيرا إلى أن الموضوعات المثيرة التى يتم توزيعها فى قصص إخبارية خيالية يمكن أن تكون فعالة للغاية فى إبقاء الأشخاص "مشاركين" على فيس بوك - وهذا بدوره يتيح بيع المزيد من الإعلانات التى تولد معظم عائدات الموقع.