- المطرب الوسيم نافس كبار نجوم الطرب وكان مرشحا لبطولة فيلم الشموع السوداء والمخرج رفض بسبب ملامحه
- أحلام التلبانى: اكتشفه مكتشف العندليب وتحمس له الموجى وتعاون معه فوزى والأطرش وبليغ وحاربه الكثيرون مجاملة لحليم
لاحظ حارس العقار أن المطرب المشهور لم يخرج من شقته منذ 3 أيام، وأن سيارته لم تتحرك من مكانها، والصحف التى اعتاد أن يضعها أمام باب شقته مازالت بحالتها منذ أيام، طرق باب شقة المطرب لكن دون جدوى، شعر الحارس بأن أمرا سيئا أصاب المطرب وأسرته، فحاول أن يصل إلى أحد المقربين منه، جمع الجيران وبحثوا عن رقم هاتف صديقه المطرب ماهر العطار، اتصلوا به فجاء مسرعا وفشلت كل محاولات معرفة مصير المطرب الشهير، فقرر العطار أن يستجمع قواه هو والحارس وأن يكسرا باب الشقة، فكانت الفاجعة، جثة ابنة المطرب الشهير ذات التسعة أعوام مسجاة فى المطبخ، بينما جثة الزوجة فى صالة الشقة وجثة المطرب أمام سريره، أبلغ الحاضرون الشرطة وكتبت هذه الحادثة نهاية حياة المطرب عبد اللطيف التلبانى وأسرته.
تجلس الأخت الباقية من بين 10 أخوة تسترجع تاريخ شقيقها المطرب الراحل وتراثه، تجمع ما تستطيع جمعه من أغنيات ومقاطع وأفلام، تنشرها على مواقع التواصل الاجتماعى على أمل أن يظل فنه وصوته باقيا، تحاول أن ترفع عنه بعض الظلم الذى عاناه حيا وميتا رغم بدايته القوية التى دفعت عمالقة التلحين للتعاون معه، كما تحاول الهروب من ذكرى ذلك اليوم الأسوأ فى حياتها، ولكن الذكرى تطاردها رغم كل المحاولات.
الطفة شيماء عبد اللطيف التلبانى
تغمض عينيها فتتذكر يوم عيد الأضحى من عام 1989، الذى انقلب إلى أسوأ ذكرى فى حياتها، استعدت يومها لاستقبال شقيقها الفنان الوسيم وزوجته وابنته ليقضى أيام العيد كعادته بين أهله وأسرته فى قرية العزيزية بمحافظة الشرقية، كانت آخر مرة رأته فيها عندما جاءت لزيارته فى منزله بالقاهرة قبل أيام، رن جرس الهاتف ظهرا فأسرعت لترد معتقدة أن شقيقها هو المتصل، وأنه سيخبرها بأنه وصل أو أوشك أن يصل، فإذا بالمتصل يخبرها بأن شقيقها وأسرته أصيبوا فى حادث وتم نقلهم للمستشفى، لم تتمالك الشقيقة الصغرى أحلام التلبانى نفسها من الصدمة، ولم تكن هذه هى الحقيقة، فالفنان الذى كان ملأ السمع والبصر مات مع زوجته وابنته الطفلة مختنقين بالغاز، وتم اكتشاف الحادث بعد ثلاثة أيام من وفاتهم، ووصلت جثته لدفنها فى مسقط رأسه، بينما بقيت جثة الزوجة والابنة لدفنها بالقاهرة فى مدافن أسرة الزوجة.
صوت المطرب الحزين يسعد ملايين الناجحين
«افرحوا يا حبايب لفرحنا.. النمر أهى بانت ونجحنا».. بينما تتردد هذه الأغنية كثيرا مع ظهور نتيجة الثانوية العامة، لا يعرف الكثيرون اسم صاحبها الذى ربما لا يزال جيل الستينيات والسبعينيات يذكرونه ويذكرون أغانيه «من فوق برج الجزية الله على سحرها».. و«سك الشباك أنا مايحوشنيش عنك شباك»، «عيونها الحلوة دية»، «اللى روحى معاه» وغيرها من أغنيات شارك فى صناعتها عمالقة التلحين والتأليف ومنهم محمد فوزى وفريد الأطرش والموجى والسنباطى، وبعض أفلامه السينمائية التى أراد منتجوها الاستفادة من نجومية شعبية المطرب الصاعد فى ذلك الوقت ومنها «درب اللبانة، غازية من سنباط، حارة السقايين، نمر التلامذة، جزيرة العشاق، عش الغرام».
لم تعد أغانى النجم الذى نافس كبار النجوم وقت صعوده وبداياته الفنية تذاع، ولم يعد اسمه يتردد على الأسماع، تشعر شقيقته أحلام التلبانى أن هناك تعمدا لطمس فنه وسيرته وتؤكد فى حوارها معنا والذى كشفت فيه العديد من تفاصيل وأسرار شقيقها المطرب الراحل أن هذه المحاولات جرت حتى من قبل وفاته منذ منتصف السبعينيات بعد أن حقق شهرة وتألق واضحا فى الستينيات وبداية السبعينيات، وصلت إلى أن توضع صوره على الأطباق الصينى، ووضع تمثال له بالحجم الطبيعى فى مدخل كلية الآداب بجامعة الإسكندرية التى درس بها.
أحلام التلبانى
حياة حافلة بالفن ومنافسة كبار النجوم ونهاية مأساوية وتراث مهمل لأحد نجوم الطرب فترة الستينيات والسبعينيات تتحدث عنها شقيقته الصغيرة التى تصغره بفارق 25 عاما، والتى أصبحت أما لضابط ومهندس وموظف بأحد البنوك، ولا تزال تعيش فى قريته بالعزيزية.
بداية مشوار ابن القرية المتدين الوسيم
تشير الشقيقة إلى بدايات شقيقها المطرب الراحل عبداللطيف التلبانى، الذى ولد فى قرية العزيزية بمحافظة الشرقية فى 6 فبراير 1936، لأب من خريجى كلية دار العلوم، كان يطلق عليه لقب شيخ ويعمل بالتربية والتعليم، وكان ميلاد عبداللطيف بين 10 إخوة ترتيبه الثالث بينهم، 5 أولاد وخمسة بنات، أصغرهم أحلام التى ولدت بعد انتقاله للقاهرة وبداية مشواره الفنى، وتزوجت فى حياته بعد وفاة والدها وبقيت فى مسقط رأس الأسرة بالشرقية، ولكن كانت تحظى بحب واهتمام وحنان شقيقها المطرب الراحل.
كان عبداللطيف طفلا هادئا تميز بوسامته الشديدة منذ الصغر، تشير شقيقته إلى أنه كان متدينا منذ طفولته: «كان فى سن 13 بيلف القرية يصحى أهلها لصلاة الفجر، وكان محبا وحنونا ومرتبطا بشقيقاته البنات ووالدته».
ظهرت مواهبه الغنائية مبكرا وبعد حصوله على التوجيهية التحق بكلية الآداب جامعة الإسكندرية، وكان يشرف على النشاط الموسيقى بها، واشتهر فى الجامعة حيث كان يغنى فى حفلاتها، وتخرج عام 1957.
تعلم التلبانى الموسيقى والعزف على العود وعدد من الآلات الموسيقية، ودرس فى معهد الموسيقى قسم أصوات، ونشأت علاقة صداقة قوية بينه وبين الملحن محمد سلطان، وخلال هذه الفترة بدأ بث إذاعة الإسكندرية، فتقدم إليها واجتاز اختباراتها وبدأ يغنى فيها، وكان يديرها فى هذا الوقت الممثل والشاعر أحمد خميس، وكان المطرب الشاب يعمل بوزارة الأوقاف إلى جانب دراسته للإنفاق على نفسه.
كانت نقطة التحول والانطلاق فى حياة عبداللطيف التلبانى، كما تشير شقيقته، عندما سمعه الإذاعى حافظ إبراهيم مكتشف العندليب الأسمر عبدالحليم حافظ، والذى كان يشرف على إذاعة الاسكندرية وقتها، فأعجب بصوته وساعده للانتقال إلى الإذاعة بالقاهرة.
وقف المطرب الشاب أمام لجنة الإذاعة وكان رئيسها الإذاعى الكبير محمد حسن الشجاعى، وكان الملحن محمد الموجى أحد أعضاء اللجنة، وأعجب جميع أعضاء اللجنة بصوته وتحمسوا له ورأوا فيه موهبة مميزة، فاجتاز اختبارات الإذاعة المصرية عام 1961.
خلاف الموجى وجلال معوض مع العندليب ساعد موهبة التلبانى
تؤكد شقيقة المطرب الراحل أن الظروف ساعدت شقيقها خلال هذه الفترة، حيث تصادف وجود خلاف بين الملحن محمد الموجى والعندليب الأسمر، وأيضا بين العندليب والإذاعى جلال معوض، كما كانت تقام وقتها حفلات أضواء المدينة شهريا، ويغنى فيها عمالقة الطرب، فكان هذا الوقت مناسبا لتقديم موهبة كبيرة مثل التلبانى.
وضع التلبانى قدمه على أول درجات سلم الشهرة عندما لحن له الموجى أغنية «اللى روحى معاه» كلمات الشاعر عبدالسلام أمين، وأعلن جلال معوض عن مولد موهبة كبيرة خلال حفل أضواء المدينة، فكانت البداية القوية للمطرب الجديد الذى لفت الأنظار، وذاع صيته ولحن له الموجى عددا من أشهر أغانيه «برج الجزيرة، سك الشباك، على بياعين العنب»، وهو ما شجع ملحنين آخرين للتعاون معه، ومنهم، محمد حمزة، ومحمد على أحمد، وعبدالسلام أمين، وحلمى أمين الذى لحن له «افرحوا يا حبايب لفرحنا»، كما لحن له بليغ حمدى، وعبد العظيم محمد، رياض السنباطى، فريد الأطرش، ومحمد فوزى، وانطلقت شهرة التلبانى ونافس كبار النجوم.
تؤكد أحلام التلبانى أنه فى الوقت الذى تعاون كبار الملحنين والمؤلفين مع شقيقها رفض عدد آخر مجاملة لعبدالحليم حافظ ومنهم محمد عبدالوهاب، وكمال الطويل، ونفس الشىء بالنسبة لعدد من المؤلفين ومنهم مرسى جميل عزيز، حسين السيد، وكامل ومأمون الشناوى.
ومع هذه الشهرة والصعود، فضلا عن وسامة عبداللطيف التلبانى عرضت عليه بطولة عدد من الأعمال السينمائية، فكانت بطولة أول أفلامه فى فيلم نمر التلامذة، وتوالت الأعمال السينمائية والمسرحية والتلفزيونية ومنها أفلام «غازية من سنباط، وجزيرة العشاق، حارة السقايين، ودرب اللبانة»، كما قام ببطولة عدد من المسرحيات، ومنها «الشال الأخضر، ليلة جميلة، أنا وهى ومراتى، كرنفال الحب»، كما قدم عدد من السهرات التلفزيونية، وشارك فى مسلسل مع عادل إمام، وأنتج للتليفزيون فيلم القلب لا يمتلئ بالذهب، وقلب من زجاج».
وتشير أحلام التلبانى إلى أن شقيقها كان مرشحا لبطولة فيلم الشموع السوداء قبل صالح سليم، ولكن المخرج رفض وكانت وجهة نظره أن الدور يحتاج ممثلا ذا وجه عابث وهذا لا ينطبق على ملامح التلبانى، ووجد هذه المواصفات فى صالح سليم نظرا لملامحه الجادة.
بداية حرب المنتفعين
تتحدث شقيقة عبداللطيف التلبانى عن مرحلة جديدة فى مشوار شقيقها، قائلة: «نصح الكثيرون عبدالحليم حافظ بضرورة الصلح مع الموجى بعد فترة خصام استمرت 4 سنوات، لأن له مذاقا خاصا فى التلحين وخاصة مع العندليب».
تشير إلى أن هذا الصلح بين الموجى والعندليب كان له تأثير كبير على شقيقها، لأن الموجى كان أقدر الملحنين على فهم صوت التلبانى والتعامل معه، كما تؤكد أنه وقتها بدأت حملة وحرب على شقيقها الذى وصل إلى قمة الشهرة ليس من عبدالحليم حافظ. ولكن ممن وصفتهم بالمنتفعين المحيطين بالعندليب ومنهم بعض الصحفيين.
وأوضحت أن من مظاهر هذه الحرب التى تعرض لها التلبانى، امتناع المتعهدين عن السماح له بالمشاركة فى الحفلات، وعدم إذاعة أغانيه إلا نادرا، وعدم تسجيل إلا القليل منها، وتحجيم نشاطه الفنى، وإطلاق عدد من الشائعات عنه لإظهاره بمظهر المغرور الذى ينافس عبدالحليم، مؤكدة أن ذلك عكس الحقيقة تماما وأن شقيقها كان يتمتع بحب زملائه وعلاقاته كانت جديدة مع الجميع وكان متواضعا وخدوما حتى أنه كان يسعى لحل مشكلات أى من زملائه بهدوئه ووجهه البشوش، ويتوسط لإتمام بعض الزيجات الفنية، كما كان يعشق العندليب ويعرف قدره.
تضرب أحلام التلبانى مثلا لما تعرض له شقيقها من هجوم، بالحملة التى شنها أحد الصحفيين المقربين من عبدالحليم حافظ لإحباطه عندما قام ببطولة مسلسل تليفزيونى بعنوان «حبى وأملى» مع زيزى البدراوى ومحمود المليجى، فكتب عدة مقالات يسخر من المسلسل بعنوان «حبى وخيبتى».
ورغم ذلك أكدت أن شقيقها كانت علاقته جيدة بكل الفنانين ومنهم عبدالحليم حافظ، قائلة: «عبدالحليم كان بيحبه وكان لما يشوفه فى الحفلات»، يقول له: «إيه الجمال ده يا عبدة والله لو كنت بنت ماكتش سبتك».
تؤكد أن شقيقها كان يرفض الغناء فى الكازينوهات، ورغم التضييق عليه فى مصر إلا أنه كان يشارك فى الكثير من الحفلات بالدول العربية وبعضها بدعوات من رؤساء هذه الدول، وكان له شعبية وجمهور كبير فى تونس والجزائر وليبيا، كما أنتج العديد من الأغانى التى تذاع فى الإذاعات العربية، ولحن لنفسه بعض الأغنيات: «كان فى أواخر أيامه أكثر نضوجا فى التلحين، وكان يجهز ألحانا لمدحت صالح ووردة، والمطربة التونسية زهرة، كما كان يحلم بمسرح استعراضى وله طموحات كبيرة فى عالم السينما وكان يستعد لبطوله فيلم سينمائى جديد قبل وفاته».
1000 أغنية للحب والوطنية
أكثر من 900 أغنية غناها عبداللطيف التلبانى كما تؤكد شقيقته التى تحاول جمع تراثه، منها العاطفى والوطنى والدينى، غنى لثورة يوليو والسد العالى، وللجنود على جبهة القتال، وللحج ورمضان والأعياد، قائلة: «عبداللطيف كانا نجما متألقا خلال فترة الستينيات، حتى أنه فى إحدى حفلات اضواء المدينة بعد انتهائه من الغناء، وصعود مطربة أخرى، هتف الجمهور يريده أن يستمر فاضطرت المطربة للنزول من المسرح وعاد عبداللطيف بناء على إلحاح الجمهور»، وتابعت: «كانت أم كلثوم معجبة بصوته، حتى أنها كثيرا ما كانت تدعوه لإحياء حفلات زفاف أقاربها».
تشير إلى أن كبار نجوم التلحين والطرب لحنوا له، حيث لحن له محمد فوزى أغنيات «خفة دمك، هى بعينها»، ولحن له فريد الأطرش أغنية «الكلمة الحلوة»، وعبدالعظيم محمد أغنيات «فين مكانى، معذور يا قلبى»، وبليغ حمدى «عيونها الحلوة، عيونك الحلوين، حوالين البيت»، والموجى لحن له العديد من الألحان، ومنها: «برج الجزيرة، إللى روحى معاه، سك الشباك، على بياعين العنب، درع القومية، عايز عروسة، فوق القنال، فارس يا فارس.. وغيرها»، كما لحن له حلمى: «افرحوا يا حبايب، إيه الحلاوة دى»، ومنير مراد لحن له أغنية «من غير تفكير»، كما تعاون مع عبدالعظيم عبد الحق وحلمى بكر وعز الدين حسنى، حتى وصل عدد أغنياته إلى ما يقرب من 1000 أغنية.
وأشارت شقيقة عبداللطيف التلبانى إلى أنه حصد جائزة عالمية من مهرجان الأغنية للبحر الأبيض المتوسط باليونان مع المطرب العالمى «خوليو اجلاسيوس»، كما حصل على جائزة عن فيلم درب اللبانة، بالرغم من أنه لم يسوق تجاريا لاعتبارات خاصة بالتوزيع.
بار بأسرته ومظلوم حيا وميتا
لا تتمالك الشقيقة دموعها وهى تحكى عن رصيد شقيقها الفنى الضخم، وتقول بحسرة «ماحدش بيفتكره ولا بيكرموه، رغم تاريخه الفنى ورصيده والنجومية اللى حققها، ورغم إنه يتم تكريم من هم أقل منه موهبة ولا يتجاوز رصيدهم سنوات قليلة».
وتابعت: «عانى أخى من الظلم والتجاهل والتعنت فى إذاعة أغانيه منذ منتصف السبعينبات، وحاربه الكثيرون وادعوا أنه قال بأنه سيكون خليفة عبدالحليم، وكان يشعر بالظلم، ولكن حياءه وعزة نفسه منعته من أن يلجأ للمسؤولين لسؤالهم عن سبب ما يحدث معه، أو أن يطلب منهم إذاعة أغانيه».
تحكى عن علاقته بأسرته مؤكدة أنه كان يتعامل بحنان شديد مع أسرته، خاصة شقيقاته ووالدته وكان يلح على أبيه وأمه للعيش معه فى بيته بالقاهرة، وأعد لهما شقة فى عمارته ولكنهما لم يرغبا فى ترك قرية العزيزية: «عبداللطيف لف القاهرة علشان يدور على نوع فاكهة فى غير أوانها طلبته أمى قبل وفاتها، وأول مرة أشوف دموعه وانهياره لما ماتت أمى، حيث كان مبتسما دائما، وكان أبى فخورا به وسعيدا بنجاحه، وزاد حنان أخى علينا بعد وفاة أبى وكان يعاملنا كأب».
وأضافت: «كنا مرتبطين به جدا وكان بيته يسع الجميع، وكان يعاملنى كابنته، ويلح على فى البقاء أيام معه فى منزله عندما أحضر لزيارته، وكنا نسافر إليه أو يأتى إلى العزيزية باستمرار».
تشير إلى أصعب المواقف التى مرت على المطرب عبداللطيف التلبانى عندما توفى شقيقاه الأكبر منه فى سن الشباب بسبب الإصابة بالكبد، وهما شقيقه الأكبر الدكتور سيد الأستاذ بجامعة نابولى فى سن 42 عاما تاركا 3 أطفال، وبعده شقيقه الكيميائى الدكتور سعيد فى سن 47 عاما منه تاركا طفلين، والأخير تم اعتماده فى لجنة الاستماع بالإذاعة، وتولى المطرب الراحل رعاية أبنائهما بعد وفاتهما، حيث كانا يعيشان إلى جواره فى منطقة المهندسين، وتقول: «كان متدينا وحرص على بناء مسجد فى عمارته وكان يؤم الناس للصلاة».
تزوج عبداللطيف التلبانى من شقيقة المطربة أمانى جادو وأنجب منها ابنته الوحيدة شيماء التى توت مع والديها فى عمر 9 سنوات.
النهاية المأساوية.. اختناق وليس ذبحا
تصل شقيقة المطرب الراحل إلى الحديث عن تفاصيل وفاته مع زوجته وابنته، لا تتمالك نفسها حين تتذكر هذه التفاصيل الموجعة، يؤلمها ما تم تداوله من أخبار عن أنه مات مذبوحا، وتؤكد أن هذا الكلام عار تماما من الصحة، «كنت عنده قبل الحادثة بأيام لأنى كنت مريضة واصطحبنى للمستشفى لإجراء بعض التحاليل، وكانت زوجته بتشتكى من عطل بالاشعال الذاتى للبوتجاز».
وأضافت: «قبل العيد بـ3 أيام كانوا حاطين أكل فى الفرن والإشعال الذاتى لم يعمل، فتسرب الغاز وشيماء بنته دخلت فتحت باب الفرن فخرج الغاز المخزون وشل حركتهم واتخنقوا، لأن النوافذ كانت مغلقة، البنت وقعت قدام المطبخ ومراته فى الصالة وهو كان فى أوضة النوم».
وتكمل بحسرة قائلة: «بعد 3 أيام البواب لاحظ إنهم ماخرجوش والعربية ماتحركتش، فاتصل بصديقه المقرب وجاره المطرب ماهر العطار، وكسروا الباب واكتشفوا وفاتهم فى 10 يوليو 1989».
تبكى وهى تتذكر تفاصيل هذا اليوم: «فى أول أيام عيد الأضحى كنا منتظرينه، لإنه متعود يقضى العيد معانا فى العزيزية، وبعد الضهر جانى تليفون».
تنهار باكية: «كنت فاكراه عبداللطيف بيقوللى إنه وصل، لقيتهم بيبلغونى إنه عمل حادثة، الدنيا كلها اسودت قدامنا وماصدقناش، وكنا فى حالة انهيار تام، وشباب العائلة سافروا للتأكد من حقيقة الحادث، وبعد كام ساعة جابوه على المقابر».
وتؤكد أن ما أشيع عن أنه مات مذبوحا لا يمت للحقيقة بصلة، وأن لديها تقارير النيابة التى تؤكد عدم وجود شبهة جنائية ووفاته وأسرته بسبب تسرب الغاز، قائلة: «ابن عمى الدكتور سيد التلبانى مدير مستشفى بن سينا حضر مع الأطباء الشرعيين ليتبين أسباب الوفاة، وشاهد الجثث، وتأكد من أن الوفاة نتيجة تسرب الغاز دون أى شبهة جنائية».
وهكذا أسدل الستار على حياة أحد نجوم الطرب فى الستينيات والسبعينيات فى نهاية مأساوية صادمة، لم تضع حدا لما عاناه فى حياته، واستمر الظلم والتجاهل بعد وفاته، حتى أوشك أن يطوى فنه فى غياهب النسيان.