مع أول خبر عن الحادث السعيد، تستقبل الحامل مئات النصائح والتحذيرات والمحظورات من الأمهات والجدات كى يتم الحمل بسلام وتوضع الأم طفلها فى أتم صحة.
من بين هذه النصائح والتى تأكدت من قبل الدراسات العلمية والأبحاث، هى عدم استخدام المياه الساخنة فى الاستحمام أوالاسترخاء فى حوض المياه الساخنة للتخلص من التعب والإرهاق؛ لأنها يمكن أن تؤدى إلى الإجهاض.
ويرتبط السبب العلمى وراء هذا إلى أن ارتفاع درجة حرارة الجسم، خاصة خلال الأشهر الثلاثة الأولى، يمكن أن يزيد من فرص عيوب الأنبوب العصبى. وهذا الشىء يحدث لأى شخص إذا كان يعانى من ارتفاع فى درجة الحرارة.
الدراسات قدمت دليلا على أن أحواض المياه الساخنة خلال أيام الحمل المبكرة يمكن أن تزيد من خطر حدوث الإجهاض بمعزل عن عيوب الأنبوب العصبى.
لذلك، يحذر الأطباء النساء الحوامل من رفع درجة حرارة جسمهن، لكن يمكن الاستحمام بالماء الدافئ، والاستلقاء فى مياه الحوض الدافئ لمدة 15 دقيقة فقط.
هناك دراسة أجريت فى عام 2003، أكدت أن استخدام الحوض الساخن خلال فترة الحمل يزيد فرص معاناة الإجهاض. وأظهرت نتائج الدراسة أن مخاطر الإجهاض كانت مضاعفة إذا تم استخدام الحوض الساخن بانتظام فى الأشهر الثلاثة الأولى من الحمل.
ووقتها أوصت جمعية الحمل الأمريكية بألا تتجاوز درجات حرارة الجسم 101 درجة فهرنهايت خلال الحمل، لتجنب فرص الإجهاض.
وفقا لدراسة نشرت فى المجلة الأمريكية لعلم الأوبئة فى عام 2003، أجريت دراسة حيث تم فحص المستخدمين وغير المستخدمين من أحواض المياه الساخنة أثناء الحمل. أظهرت نتائج الدراسة أن النساء اللاتى استخدمن الجاكوزى أو الحوض الساخن بعد الحمل كان أكثر عرضة للإجهاض مرتين مقارنة بالنساء اللواتى لم يستخدمن جاكوزى أو حوض استحمام ساخن.
كذلك، وجد أن خطر الإجهاض يزداد مع زيادة فى درجة حرارة الماء فى حوض الاستحمام الساخن أو الجاكوزى. تصاعد معدل الإجهاض أيضًا مع زيادة فى معدل استخدام أحواض الاستحمام الساخنة وأيضًا مع استخدامه فى عمر الحمل المبكر جدًا.
وأشارت الدراسة ضرورة الامتناع عن استخدام الساونا والجاكوزى أيضا خلال الأشهر الثلاثة الأخيرة، ضمانا لصحة الجنين؛ لأن الحرارة الزائدة تعيق عمل الدورة الدموية وتدفقها بشكل جيد.
وأن تعرُّض الجنين للحرارة الشديدة يمكن أن يسبب تشوهات خلقية شديدة، فمن المستحسن أن السيدة الحامل تمتنع عن حمامات الحوض الساخن طوال فترة الحمل.
وفقا لمقال نشر فى صحيفة نيويورك تايمز، فإن تعرض الأجنة الصغيرة إلى حرارة عالية يمكن أن يكون خطرا على صحتهم. إذا تم استخدام أحواض المياه الساخنة، خاصة خلال الأسابيع الستة الأولى من الحمل، فإن احتمال حدوث عيوب خلقية يزيد بنحو مرتين أو ثلاث مرات. تحتوى حمامات الساونا على درجة حرارة تتراوح ما بين 170 و190 درجة فهرنهايت، فى حين تحتوى أحواض المياه الساخنة على درجة حرارة تتراوح ما بين 100 و104 درجات فهرنهايت.
ووفقاً للأطباء، فإن التعرض للحرارة إلى الجنين بسبب استخدام أحواض الساونا وأحواض الاستحمام الساخنة يزيد من خطر حدوث تشوهات خلقية تصل إلى 6.2 أضعاف مقارنة بما كان سيحدث دون التعرض للحرارة المرتفعة.