يعرف الجميع أن الشاعر الفرنسى "آرثر رامبو" الذى تمر اليوم ذكرى ميلاده حيث ولد فى 20 أكتوبر 1854، واحد من أهم الشعراء العالميين رغم أنه توقف عن الكتابة ولم يتجاوز الواحدة والعشرين من عمره، حتى أن فيكتور هوجو وصفه بأنه "ابن شكسبير".
ورغم حياة رامبو القصيرة، حيث مات فى السابعة والثلاثين من عمره عام 1891، حافلة بالأسئلة والحكايات ومن ذلك علاقته بالإسلام "فهل أسلم رامبو؟" بالطبع لا يوجد دليل واحد على ذلك لكن لدينا بعض الحكايات:
يتساءل الدكتور مسعود عشوش فى كتابه "عدن فى كتابات الرحالة الفرنسيين" "هل أسلم رامبو"؟، ويتوقع أن ذلك قد حدث، معتمدا على قصة أن القسيس رفض إعطاء "رامبو" القربان المقدس، وهو يلفظ أنفاسه الأخيرة .
أما شوقى عبد الأمير، الباحث العراقى فيقول يقول فى احتفالية قديمة بذهاب رامبو إلى اليمن أن "رامبو طلب القرآن ومات وهو يُردد عبارة: الله كريم، الله كريم"
وقبل ذلك والتحديد فى عام 1954، كتب أنيس منصور مقالة فى العدد التاسع من مجلة "الرسالة الجديدة"، بعنوان "الذكرى المئوية للشاعر الفرنسى رامبو.. أو عبدربه.. تاجر اللبان الذى اعتنق الإسلام فى الحبشة" يذهب فيها إلى اعتناق الفرنسى التائه الدين الإسلامي.
وفى مقالة بعنوان "رامبو.. طفل شكسبير المعذب فى عدن" يقول حسن عبد الوارث، فى "الخليج" إنه فى 7 أغسطس 1880 وصل رامبو إلى عدن للعمل لدى أحد التجار فى مجال تصدير البُن من عدن إلى مارسيليا، قبل أن تُثير تجارة الرقيق والسلاح شهيته لما تُدره من مال وفير".
ويقول حسن عبد الوارث فى المقالة أيضا "من الأسئلة التى حامت حول رامبو خلال إقامته فى عدن، بل وظلت تحوم بعد رحيله عنها وعن الحياة كلها، هو السؤال المتعلق بحقيقة اعتناقه الإسلام. فقد شاع فى أوساط معارفه من السكان المحليين، لاسيما فى الحى الذى قطنه، أن «عبدربو» - وهو الاسم الذى اتخذه رامبو بعد زمن من إقامته بينهم قد أسلم. وزاد هذا الاعتقاد ثباتاً لديهم حين كانوا يرونه يقرأ باهتمام شديد نسخة من القرآن حصل عليها من أحد السكان. والمعروف أن رامبو كان يجيد العربية ضمن لغات أخرى أتقنها خلال ترحاله الطويل.
ويقول حسن عبد الوارث إن أصدقاء "رامبو" فى عدن فقد أقاموا له مجلس عزاء فى البيت الذى كان محل إقامته، فور وصول نبأ موته إليهم، وعلقوا فى صدر المجلس صورته مزدانة بعبارة "لا إله إلا الله، ولا قوة إلا بالله.. إنا لله وإنا إليه راجعون".