أزمة كبيرة، تعيشها إحدى المدارس شمال فرنسا، بعد رفض الطلبة دراسة نص أدبى من كتاب "حامل المحفظة"، الصادر عام 2002، من دار نشر كلود لتيس، للكاتب الفرنسى من أصول جزائرية أكلى طاجير، بحجة أن المؤلف ليس فرنسيا، مما أثار جدلا واسعا فى الأوساط الأدبية والتربوية فى باريس.
وتأتى الواقعة التى حدثت خلال الأيام القليلة الماضية، عندما رفض طلاب مدرسة "بيير مانديس فرانس" الثانوية الفرنسية، الواقعة ببلدة بيرون، بمنطقة بيكارى، شمال فرنسا، دراسة نص أدبى للكاتب أكلى طاجير، معتبرين أن الرواية لا تخص فرنسا، وذلك لأنها تتضمن مصطلحات وأسماء بالعربية، فما كانت من المدرسة أن تبلغ الكاتب بما حدث بعد أن أقرت تدريس نصه، وذلك حسبما ذكر موقع "فرنس 24" الاخبارى الفرنسى.
الكاتب الجزائرى الأصل، لم يستسلم لما حدث، بل أنه أبلغ المدرسة الفرنسية، بنيته عقد لقاء مفتوح مع الطالبات والطالبة الرافضين لتدريس كتابه، كما خرج بمقطع مصور، بثه على صفحته الشخصية على موقع التواصل الاجتماعى "فيس بوك"، يدعو فيه الطلاب، للقائه ومعرفة نقاط الاختلاف، والحديث عن العمل، وتوضيح وجهة نظره.
من جانبها رفضت المدرسة تصرفات الطلاب، واعتبرتها تأتى بسبب انتشار أفكار اليمين المتطرف، وذلك بعدما استنكرت "التعليقات العنصرية" التى قام بها الطلبة، كما استبعدت طالبا رفض نطق اسم "مسعود" الموجود فى النص.
واعترف مدير أكاديمية منطقة "لاسوم" شمال فرنسا جون هوباك فى تصريح لجريدة "لوفيجارو" الفرنسية، أن "الألفاظ التى نطق بها بعض الطلبة غير لائقة"، لكنه رفض الحديث عن "العنصرية طالما أن الطلاب المتهمين لم يشرحوا موقفهم من هذه الحادثة"، على حد وصفه.
كريستيان أستروزى، عمدة مدينة نيس الجنوبية، عبر عن حزنه، بعدما قال فى تغريدة على "تويتر" أكد فيه: أنه يشعر بالحزن إزاء ما وقع لأكلى طاجير، وكتب:" يا له من حزن بعد أن رفض طلبة قراءة كتاب "حامل المحفظة" لأكلى طاجير، مقاطعة هذا الكاتب بسبب اسمه وبسبب الأسماء التى يتضمنها الكتاب، أمر لا يمكن تقبله".
المدرسة والكاتب، اتفقا سويا على أن تكون هناك خطوة تهدف لتهدئة الطلبة، وإطار تفسير تصرف الطلاب "الغريب" كما وصفه المدرسين بالمدرسة الفرنسية، وافقت الأكاديمية على تنظيم لقاء بين الكاتب أكلى طاجير وطلبة ثانوية "بيير مانديس فرانس" فى 16 نوفمبر المقبل، لعل المياه تعود إلى مجاريها ويقبل الطلبة دراسة نص كتاب "حامل المحفظة".