"الأمومة مش سهلة" بهذه العبارة القصيرة بررت الأم "بسمة مسعد" الحيلة المعقدة التى لجأت إليها للتحايل على رفض طفلها المذاكرة وعدم قدرتها على توفير تكلفة مدرس خصوصى فى المنزل، ما اضطرها للتنكر يوميًا فى هيئة المعلمة "انشراح" لتشرح له الدروس وتكلفه بالواجب المنزلى وتراجع معه.
وتشرح "بسمة"، لـ"عين"، السبب وراء فكرتها "ابنى رافض يروح دروس خاصة برة، والمدرسة الخاصة فى البيت هتحتاج مبلغ كبير والظروف متسمحش خاصة إنى منفصلة عن والده.. ومن هنا جاءت الفكرة".
بدأت "أبلة انشراح" عملها منذ 3 أسابيع وتقول الأم: "فى الأول كانت شخصيتها "شديدة" عشان يخاف ويسمع كلامها، ودلوقتى أحيانًا بتجيب له هدية رمزية عشان يتشجع إنه يذاكر ويكتب الواجب"، وتضيف: الحمد لله مستواه تحسن كثيرًا عن الوقت السابق وسألته عن رأيه فى أبلة انشراح، فقال إنها طيبة وتحبه وتقدم له حاجات حلوة كمكافأة، ويكون حريصا كل يوم على كتابة الواجب عشان الأبلة ما تزعلش منه وأصبحت الوحيدة التى يستجيب لها ويفهم منها".
أما عن سر اختيار "بسمة" لاسم "أبلة انشراح" فتقول: "اخترته لأنه اسم بعيد عن العائلة والجيران والأصدقاء، وحبيت أختار اسم ملفت شوية".
بسمة مسعود
"بسمة" كانت محامية فى وقتٍ سابق وتعمل الآن مدرسة قانون فى إحدى المدارس الثانوية التجارية، وكانت تغادر منزلها للعمل فى التاسعة صباحًا وتعود فى السادسة مساءً لكن الآن امتد عملها ساعة أخرى تقضيها فى دور "أبلة انشراح"، فتقول: "لظروف انفصالى عن والد ممدوح أعيش فى شقتى الخاصة ببيت والدى فى الدور الأرضى، لذلك أعود من عملى فى السادسة فأغير ملابسى وأتقمص دور "أبلة انشراح" وأرتدى ملابس خاصة لم يرها ممدوح من قبل، وبعدها أرتدى النقاب والقفاز الأسود، وأصعد إلى شقة والدى أطرق الباب وتستقبلنى والدتى وترحب بى، أدخل طبعًا كأنى خجلة وأجلس ووالدتى أو أختى تحضر لى العصير وكأننى شخص غريب تمامًا.
تبدأ الحصة بالجلوس إلى طاولة السفرة، حيث تراجع الواجب الذى كلفته به فى الحصة الماضية ثم تشرح له الدرس الجديد والكلمات الجديدة التى يكتبها أثناء الحصة، ثم تكلفه بالواجب الجديد.
واتخذت "بسمة" تدابير عدة كى لا يكتشف طفلها حيلتها فتقول: أجيد تقليد الأصوات لذلك أتحدث معه بصوت وطريقة كلام مختلفة، وكى لا أخلع النقاب أمامه يجلس والدى فى نفس الغرفة وشرحنا له إن المنتقبات وشهم ما بيتكشفش فى وجود راجل غريب أبدًا".
بعد أن تنصرف "أبلة انشراح" تنتظر "بسمة" عدة دقائق ثم تصعد مرة أخرى إلى شقة والدها تستقبل طفلها بشوق وبعد عدة ساعات تبدأ المذاكرة معه مرة أخرى على الكلمات التى طلبت "أبلة انشراح" منه أن يحفظها مع والدته، ولا تنوى أبدًا أن تكشف له حقيقة "أبلة انشراح".