صحتى بخير وابتعدت منذ تولى مرسى الحكم ومابحبش كلمة اعتزال
علاقتها بفؤاد المهندس أكبر من الزواج وأقوى من الموت.. وابنه يؤكد: الصداقة بينهما استمرت بعد الطلاق وظلت إلى جواره حتى وفاته وتربينا مع ابنتها منة كأشقاء
الدلوعة تزوجت وعمرها 16 وترملت فى الـ18 واختيرت أما مثالية فى الـ20
بجمالها ورقتها وصوتها الذى يعيدك إلى الزمن الجميل ويستدعى كل مخزون السعادة الذى زرعته فى وجداننا تحدثت معنا البسكوتة " شويكار"، جاء صوتها العذب الذى يحمل كل معانى الأنوثة والدلال لتؤكد أنها بخير وتنفى ما تردد من شائعات عن تدهور صحتها، فهى النجمة التى اختارت أن تبتعد فى هدوء، بعد أن منحتنا جرعات سعادة وفن وجمال خلال سنوات طويلة من ألفن والعطاء.
تحدثنا معها لتؤكد أنها تسعد بحب الجمهور ولكنها لن تعود للاضواء من جديد وتكتفى بالتفرغ لأبنائها وأحفادها.
وأكدت الجميلة أنها اتخذت هذا القرار منذ تولى مرسى الحكم ولن تعود فيه، مشيرة إلى أنها تكتفى بالمشاهدة والمتابع.
تعيش شويكار الآن حياة هادئة بين أبنائها وأحفادها ولا تستقبل فى بيتها إلا شخصيات محدودة، ومنهم صديقة عمرها ألفنانة ميرفت أمين.
يحمل صوتها قدرا كبيرا من السكون والسكينة، ربما تخفى وراءها شيئا من الحزن والشجن والحنين لذكريات الماضى، ولكن كعادتها تفرض حالة من الغموض والعزلة على هذه الذكريات، كما اعتادت طوال تاريخها ألفنى على عدم الحديث عن تفاصيل حياتها الشخصية.
رفضت أن تفصح كثيرا عن أسباب ابتعادها، وصمتت للحظات حينما سألناها هل لم تعد الأجواء كما كانت؟ لتقول بابتسامة " والله كلهم كويسين بس أنا مش هارجع فى كلامى ومش هارجع للاضواء"، رافضة وصف هذه الحالة بالاعتزال قائلة " مابحبش كلمة اعتزال"
تتحدث ألفنانة الجميلة بنت الأصول، التى ولدت لأسرة تركية عن رفيق حياتها وحب عمرها ألفنان فؤاد المهندس، فلا تذكر اسمه إلا وتسبقه بعبارة "الأستإذ ألفاضل فؤاد المهندس"، تحكى عنه بحب جارف، وتتذكر ارتباط الجمهور بهما كأشهر ثنائى فى السينما والمسرح، تصفه بأنه حب عمرها وتؤكد أنه لم يفارق خيالها لحظة.
ترفض ألفنانة شويكار منذ بداية شهرتها الحديث عن تفاصيل حياتها، حتى أن سبب انفصالها عن المهندس ظل غامضًا حتى الآن.
ولا يعرف الكثيرون شيئًا عن حياتها الشخصية، ويصفها أغلب النقاد والكتاب الذين تنأولوا تاريخها ألفنى بالمرأوغة والغموض والذكاء والحيوية، وهو ما أطلقته عليها الكاتبة ناهد صلاح، فى كتابها الصادر عن مهرجان السينما بعنوان "شويكار سيدتى الجميلة"، حيث وصفت الحوار معها بأنه كلعبة الشطرنج من شدة ذكائها وعدم رغبتها فى الاستسلام للأحاديث التقليدية.
كما وصف الناقد أحمد يوسف شويكار فى كتابه "نجوم وشهب فى السينما المصرية" بأن جمالها هو غموضها وصعوبتها فى سهولتها، وبريقها هو مرأوغتها الزئبقية.
اسمها شويكار شفيق إبراهيم شكرى طوب صقال، وتنتمى لعائلة من أصل تركى، و"طوب صقال" لقب تركى يحصل عليه أصحاب المقام الرفيع، جاء جدها الأكبر من تركيا إلى مصر أيام الحكم العثمانى، وكان ضابطًا فى جيش محمد على، وكان والدها من أعيان الشرقية، بينما تنتمى الأم لأصول شركسية ولكنها ولدت وتربت فى مصر.
وتربت شويكار فى بيت ارستقراطى بمصر الجديدة، وكان والدها مثقفا ومغرما بالشعر، وتلقى تعليمه فى لندن، بينما كانت والدتها تجيد العزف على البيانو.
ومنذ أن كانت فى سن الرابعة بدأت ميول شويكار ألفنية، وبدأ حبها للفن بحبها الجارف لليلى مراد، وحققت الأم حلم ابنتها فى دخول السينما، وهى فى سن التاسعة لتشاهد فيلم "قلبى دليلى" وكانت ليلى مراد نجمتها المفضلة وسر حبها للفن.
التحقت شويكار بمدرسة فرنسية، وما أن وصلت إلى سن 16 عامًا حتى زوجها والدها من شاب ثرى زواجًا تقليديًا، وأنجبت شويكار ابنتها منة الله، وبعد عام من الزواج أصيب الزوج بمرض خطير، وظل مريضًا لأكثر من عام، فقررت شويكار استكمال دراستها الثانوية.
وقد لا يعلم الجمهور أن نجمته الجميلة التى كثيرا ما رآها فى دور الدلوعة، عاشت أكبر صدمة تتعرض لها امرأة عندما توفى زوجها الشاب، لتصبح الشابة الجميلة أرملة ومسئولة عن طفلة وهى فى سن 18 عامًا.
واختيرت شويكار أمًا مثالية فى نادى سبورتنج، وهى فى سن 20 عامًا لأنها كانت تعمل وتدرس وتربى ابنتها.
تعاملت شويكار بحزم وحسم فى حياتها، وتعودت على تحمل المسئولية مبكرًا، والتحقت بكلية الآداب قسم اللغة ألفرنسية، وبحثت عن عمل بعد وفاة زوجها، فرشحها المخرج حسن رضا، الذى كان مقربًا من عائلتها، للعمل بفرقة أنصار التمثيل، وشاركت فى ثلاث مسرحيات، واجتهدت وتلقت دروسا على يد محمد توفيق وعبدالوارث عسر ،ومثلت أول أدوارها فى السينما فى فيلم "حبى الوحيد" سنة 1960، وتوالت عليها عروض الأفلام.
وفى عام 1963، لعبت الصدفة دورًا هامًا فى حياة شويكار عندما شاركت فؤاد المهنس مسرحية السكرتير ألفنى، وكان مقررًا أن يقوم بالبطولة أمامها ألفنان السيد بدير، الذى رشحها للمسرحية، ولكنه اعتذر لظروف سفر مفاجئ، فاستعان المخرج عبدالمنعم مدبولى بصديقه فؤاد المهندس لأداء الدور.
ومن هنا كانت بداية رحلة الإبداع ألفنى وتكوين الثنائى الذى أمتعنا بروائع المسرح والسينما والتلفزيون والإذاعة، وتوالت أعمالهما معا فى الأفلام التى تجأوز عددها 26 فيلمًا، منها شنبو فى المصيدة، وأنت اللى قتلت بابايا، وأرض النفاق، ومطار الحب، وفيفا زلاطا، والعديد من المسرحيات الشهيرة.
تعلق فؤاد بشويكار وتملك الحب من قلبيهما، وطلب الزواج منها على خشبة المسرح أثناء مسرحية أنا وهو وهى، قائلا: "تتجوزينى يابسكوتة، فأجابت وماله، ليبدأ ارتباط أشهر ثنائى فنى".
استطاعت شويكار بنت الأكابر أن تجسد شخصية الهانم الدلوعة، وبنفس القدرة برعت فى أداء أدوار ألفتاة والسيدة الشعبية التى تنتمى للطبقات المطحونة والكادحة، وأن تمثل الأدوار الكوميدية بنفس براعة أداء الشخصيات المركبة، ولا يزال الجمهور يحفظ عباراتها الشهيرة
وطريقة أدائها المميزة "شيئ لا يصدكه عكل، وأنت اللى قتلت بابايا، وأنت الكلب الكبير".
وتميزت العلاقة بينها وبين فؤاد المهندس بالرقى الشديد، وأصبحت شويكار أما ليس لابنتها فقط ولكن لأبناء فؤاد المهندس من زوجته الأولى، وهم ولدين ارتبطت بهما وارتبطا بها ارتباطا شديدًا استمر حتى الآن، حتى بعد طلاق والدهما من شويكار وأيضا بعد وفاته، ولا يزالآن يزورأنها حتى الآن.
تعترف شويكار بأنها لم تحب سوى فؤاد المهندس، وتصفه بحب عمرها، الذى لم تبتعد عنه حتى آخر لحظات حياته ووفاته فى عام 2006، تتحدث عنه بحب قائلة: "لم يكن يأكل إلا من يدى وكنت حبه الأول والأخير، وأحببت أولاده، وحتى بعد وفاته كنت أصنع لهما الطعام الذى يحبوه".
وحتى بعد طلاقهما ظل الحب والاحترام والتعأون ألفنى بينهما ولم ينقطع، حتى أن أى منهما لم يتحدث مطلقا عن سبب الطلاق، لتبقى هذه العلاقة بين الجميلة والعملاق نموذجا للعلاقة الراقية والحب والاحترام الدائم الذى لا ينتهى بانتهاء العلاقة الزوجية، فكانت العلاقة بينهما أكبر من الزواج والصداقة والزمالة، وأقوى من الآنفصال والموت والزمن.
كانت شويكار أصيبت منذ عامين بكسر فى الحوض أدى لبقائها بالمنزل فترة لم تستطع معها الحركة.
وفى حواره معنا تحدث محمد فؤاد المهندس عن العلاقة التى جمعت والده بألفنانة شويكار التى يطلق عليها " طنط شوشو"، قائلا :" بعد زواج والدى من "طنط شوشو" حرصت على التقرب لنا، وبألفعل نعتبرها والدتنا، لأننا عشنا معها فترات طويلة وشاركت فى تربيتنا، وتزوج أبى شويكار وكانت ابنتها منة عمرها 5 سنوات، واتفقا على ألا ينجبا وأن نتربى أنا ومنة وأخى أحمد معا كأشقاء وأبناء لهما معا، وبألفعل حتى الآن تمتد علاقتنا بطنط شوشو، ونعتبر منة شقيقتنا الثالثة، وكان أبى يعتبرها ابنته وأخذت منه طباعا كثيرة، وكان بيننا ترابط وحب، كما أن المهندس وشويكار كان لا يفعلان شيئا بدوننا، وكنا نحن الثلاثة دائما معهم فى الخروج والسفر والبلاتوه"
وتابع :" كان والدى لا يأكل إلا من يدها، وتحرص طنط شوشو دائما على إعداد الطعام الذى يحبه، لنجتمع على الطعام بعد المسرح"، مشيرا إلى أن كل منهما كان يغار على الأخر ويحبه حبا شديدا.
يؤكد ابن فؤاد المهندس أنه لا يعرف أسباب طلاق والده من شويكار، وأن كل منهما لم يتحدث فيها، قائلا :" ظلت علاقتهما قوية بعد الطلاق، وقويت الصداقة بينهما، فكانت تطبخ له الأكل الذى يحبه وترسله إليه، كما أنه كلما احتاج شيئا اتصل بها، فكانت ترد دائما "عنيا يافؤاد"، وكانت تقف بجواره إذا مرض وتكون أول شخص فى المستشفى، وكانت تحرص على زيارته دائما فى أوآخر أيامه".
وأضاف محمد فؤاد المهندس أن والده وألفنانة شويكار لم يفكرا فى التراجع عن الطلاق واستئناف الحياة الزوجية من جديد، مؤكدا أنه هو وشقيقه أحمد، ومنة ابنة ألفنانة شويكار حأولوا التدخل ولكن محأولاتهم باءت بألفشل.
لا تزال النجمة الجميلة تعيش على ذكرياتها مع المهندس، وكان آخر أعمالها معه فيلم "جريمة إلا ربع" سنة 1990.
وكان آخر أعمال النجمة شويكار فيلم "كلمنى شكرا" عام 2009، والذى قامت فيه بدور أم إبراهيم توشكى السيدة البسيطة ابنة الحارة ألفقيرة، وأدت دورها ببراعة شديدة، ورغم ذلك شعرت بالغربة أثناء تصوير ألفيلم، فلم تعد الأجواء هى نفسها التى اعتاد عليها نجوم الزمن الجميل، بسبب السرعة وعدم الترابط والحميمية بين أبطال العمل ألفنى، وبعدها ابتعدت عن الأضواء.